لا مكان لكلمة عجز في حياته لأنها تعني الخضوع فهو أمام خيارين إما أن يبقى تحت رحمة نظرات الشفقة أو يتحدى إعاقته ويثبت وجوده فرغم ألمه لحرمانه من النظر اثر حادث تعرض له في عمر 12 سنة لكنه اختار التحدي لتحقيق مزيد من النجاح.
هو .. علي حسن صالح كفيف من أهالي قرية برشين في منطقة مصياف 45 عاماً متزوج وله خمسة أولاد يقطن مع أسرته منذ 16 سنة في منزله المتواضع المكون من غرفة ومطبخ في بستانه و بدون كهرباء وماء رغم أن شبكة الكهرباء والماء لا تبعدان عن منزله سوى 50 متراً إلا أن أبناءه يدرسون على ضوء الشمعة.
بتناغم مدهش مع زوجته فاتن خضور يقودان بشكل ثنائي العزاقة ويتجولان بها في الأراضي الزراعية بحثاً عن لقمة العيش فرغم أنه كفيف إلا أن بصيرته النافذة تجعله يوازن ويبدل السرعات بدقة متناهية وهي ببصرها توجه مقودها.
ويؤمن صالح بأن للإنسان طاقات إن حرم من بعضها عوض بأخرى وبأن الأمل والعزيمة هما مكملان لكل من يرغب أن يرى نور الحياة ومن هذا المبدأ رفض البقاء جليس الجدران والزوايا وبدأ باستصلاح أرض زراعية قافرة جرداء مساحتها 15فدانا دونما في سفح وادي زرعها بمساعدة زوجته بأشجار التفاح والخوخ لأنه أراد أن يكون له في الحياة مسار خاص.
وعزاقته هي كل حياته لانها وسيلته الوحيدة لنقل محصول التفاح وبيعه في القرى المجاورة وفي الأوقات التي لا يوجد فيها تفاح يستخدمها لبيع الخضار و الورد والعسل ودبس الرمان وتوليد الكهرباء لمدة ساعتين بالليل وجلب الماء وحاجيات المنزل.
ويصر بإرادته القوية على خدمة بستانه بمساعدة زوجته حيث يقوم بتركيب آلة العزق وسككها وهي تقوم بتوجيه مقودها للحراثة بين الأشجار ولكن حين تتعرض لمشكلة يساعدها بفك أو تغيير مسار الآلة كما يقطفون سوية ما يقارب 100 شجرة تفاح حيث يستخدم خبرته وحاسة اللمس في قطاف الثمار من على الأغصان القريبة من الأرض.
الكثيرون ممن يشاهدون علي وفاتن يدهشون لكيفية التناغم والانسجام في القدرة على التحكم بآلة العزق في طرقات المنطقة الجبلية.
ويقول أحمد عبيدو من أهالي القرية انه يعرف علي حسن منذ سنوات فهو رجل مكافح ونشيط و الوضع المعيشي له صعب جداً ويتميز بحنيته التي لا حدود لها فهو أب صالح يرفض أن يعيش على مساعدات الناس ولذلك صنع لنفسه مكانة وسمعة طيبة وأصبح له زبائن في القرى والمناطق المجاورة يثقون به.
وتوضح الزوجة ان الوضع الصحي لزوجها ووجود أسرة تحتاج إلى مصروف من غذاء وملبس ونفقات أخرى دفعها لمساعدته في الحقل وقيادة العزاقة وتقوم في السنوات التي لا تحمل موسما جيدا بالعمل في أراضي الغير كسباً للرزق داعية لايصال صوتها للجهات المعنية لمنحها رخصة لإنشاء كشك في منطقة تين السبيل لاستثمارها في بيع الخضار.
نشرت فى 15 مايو 2011
بواسطة Daesn
عالم الكفيف
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »
ابحث
تسجيل الدخول
DAESN
من نحن :
المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.تهتم المؤسسة بتمكين المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية لمؤسستنا.
رسالتنا :
تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.رؤيتنا :
تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.