موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

غفر الله ورحم د/السيد محمد الدقن وزوجته وأدخلهما فسيح جناته

سرطان في جسد الأمة 
   حديث الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن لصحيفة الأهرام ، ملحق الجمعة - فكر ديني في 19 مايو 2006- عدد رقم 43628
   يحذر الدكتور السيد محمد الدقن‏,‏ استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الازهر من أن النفاق الاجتماعي تسلل الي جسد الدولة الاسلامية‏,‏ منذ فترة بعيدة‏,‏ فهو كالمرض يدخل الجسد بطيئا‏,‏ ثم تظهر آثاره بعد فترة‏,‏ الي ان يتمكن من قلب المجتمع‏.‏ وقد تجسد هذا النفاق خلال مراحل تاريخية في حياة الامة في بطانة السوء التي تحيط بالحاكم‏,‏ حتي إنه كان سببا في السقوط الاول لبغداد‏(‏ عاصمة الخلافة الاسلامية في ذلك الحين‏)‏ أمام هجمات المغول سنة‏656‏ هـ‏/1258‏ م‏,‏ مرورا بسقوط آخر معاقل دولة الاسلام في الأندلس‏,‏ وهي إمارة غرناطة سنة‏897‏ هـ‏/1492‏ م‏.‏
   
   ويضيف د.السيد الدقن‏:‏ منذ أن ولي عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أمر الخلافة‏,‏ كان يقول لاصحابه‏:‏ أرجو ألا تقولوا ما يوافق رأيي‏,‏ ولكن قولوا ما يوافق الحق‏..‏ وحينما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي‏,‏ قيل له‏:‏ بمن توصي بالخلافة ؟ قال‏:‏ لا أري أحدا بعينه‏,(‏وحدد ستة‏,‏ يختارون من بينهم واحدا‏)‏
فلما سئل‏:‏ لماذا لم ترشح لها عبد الله بن عمر ؟ قال للسائل‏:‏ ما رأيتك أردت بها وجه الله‏!!‏ يكفي واحدا من آل الخطاب في النار‏!!‏
وحينما خالف علي بن ابي طالب ـ كرم الله وجهه ـ أصحابه في الرأي ـ بسبب جدالهم ـ‏,‏ خرجوا عليه‏,‏ ولما سئل‏:‏ لماذا انقسم الناس عليك ؟ ولماذا تفرقوا من حولك ؟ ولماذا لم يجتمع رأيهم عليك‏,‏ كما اجتمعت رعية أبي بكر وعمر عليهما ؟ قال‏:‏ لان الرعية‏(‏ رعية ابي بكر وعمر‏)‏ كانت من أمثالي‏!!(‏ كانت الرعية تحب الحق‏,‏ وتقف بجانبه‏,‏ وتثور من أجله‏..‏ كان صوت الحق له الكلمة العليا‏).‏
    كما ظهر النفاق جليا في محنة الحسين ـرضي الله عنه ـ عندما سأل الفرزدق الشاعر‏:‏ كيف حال الناس وراءك ؟ فقال له‏:‏ قلوبهم معك‏,‏ وسيوفهم عليك‏.‏
   
    لقد كانت آفة الحكم الاسلامي ـ كما يقول الدكتور الدقن ـ وجود البطانة السيئة‏,‏ التي تنخر في عظام الامة كالسرطان‏,‏ حيث لا تبغي إلا مصلحتها‏,‏ وتحقيق مآربها‏,‏ فلا تقول للحاكم إلا ما يرضيه‏,‏ لا ما يرضي الله ـ عز وجل ـ ‏,‏ والحاكم الصالح ـ عبر التاريخ ـ يتميز بأن حوله بطانة صالحة‏,‏ تخلص له النصيحة ـ والدين النصيحة ـ مما يعود علي الأمة جمعاء بالخير‏..‏ ففي نهاية العصر الايوبي وبداية عصر المماليك‏,‏ كانت آراء وأقوال العز بن عبد السلام‏(‏ سلطان العلماء‏)‏ لها من المكانة والاهمية لدي السلاطين والمماليك‏,‏ ما جعله يقول للسلطان‏:‏ ماذا تقول لربك غدا‏,‏ والخمر تباع في حانات ديارك ؟ فقال السلطان‏:‏ إنها من أيام أبي‏,‏ فقال العز‏:‏ أأنت من الذين يقولون‏:‏ إنا وجدنا آباءنا علي أمة وإنا علي آثارهم مقتدون؟‏!!.....‏ ثم يرفض بعد ذلك بيعة المماليك‏,‏ ويقول‏:‏ العبد لا يحكم الحر‏.‏
 
   ويؤكد الدكتور السيد الدقن‏,‏ أن الحاكم له العذر لانه لايستطيع ان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الدولة إلا من خلال بطانته من المستشارين‏,‏ الذين يقدمون له الرأي والمشورة‏,‏ فإما أن يخلصوا ويعملوا بقول الحق‏:‏ وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون‏,‏ ويضعوا تقارير تحمل نظرة مستقبلية‏,‏ أو يخادعوا رئيسهم بتقارير تحمل كله تمام ياأفندم.   

المصدر: حديث الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن لصحيفة الأهرام ، ملحق الجمعة - فكر ديني في 19 مايو 2006- عدد رقم 43628.
DRDEQENSAYED

ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 578 مشاهدة
نشرت فى 11 سبتمبر 2017 بواسطة DRDEQENSAYED

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

120,734

ابحث

موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

DRDEQENSAYED
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »