تطور الصناعة في القرن التاسع عشر
أ.د. السيد محمد الدقن
تحكمت في رغبات وأطماع محمد علي الصناعية عدة عوامل: أهمها أنه يريد جيشا قويا يصنع به مصر الحديثة والخوف من منافسة الدول الأجنبية له فتقضي على رغباته، ومنها الرغبة في الاحتفاظ بالأموال داخليا، وعلى كل كان محمد على يريد أن يحقق للبلاد الاكتفاء الذاني زراعيا وصناعيا، وشجعه علىذلك وجود بعض المواد الخام في مصر ورخص الأجور، فأقام مصانع الغزل والنسيج وتكرير السكر وعصر الزيوت ومصانع تمد الجيش خاصة بكل ما يحتاجه من أسلحة وذخائر وغير ذلك وأدى ذلك إلى تصنيع البلاد.
غير أن مشروع تصنيع مصر قد أخفق بفضل عدة عوامل، كان في مقدمتها ضعف الدافع الأساسي للمشروع، وذلك عندما صدر فرمان 1841 بتحديد عدد الجيش، هذا بالإضافة إلى عدم وجود الفحم والحديد في مصر واستيرادهما يزيد في نفقات الصناعة، وشدة منافسة الصناعة الأوربية للصناعة المصرية الناشئة، وقلة رؤوس الأموال الكبيرة في البلاد لتمويل هذه المشروعات.
وقد استمر هذا الفشل حتى عهد اسماعيل الذي حاول إيجاد نهضة شاملة في مصر، فانتعشت الصناعة من جديد ؛ حيث عني بصناعة السكر والنسيج والأبسطة والزجاج والورق واليفتة والطرابيش ودبغ الجلود، علاوة على صناعة الذخيرة والأسلحة والسفن.
ساحة النقاش