موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

غفر الله ورحم د/السيد محمد الدقن وزوجته وأدخلهما فسيح جناته

حديث أ. د. السيد محمد الدقن عن المحمل كاحتفالية تاريخية في حب الكعبة المشرفة
المحمل‏..‏
احتفالية تاريخية في حب الكعبة المشرفة
   المحمل الشريف‏..‏ اسم يطلق علي المحمل الذي يحمل الهدايا العينية والنقدية ويغطي بقطعة من الجوخ وبذلك فمن الصعب ـ كما يقول الدكتور السيد محمد الدقن ـ أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ـ تحديد بدايته، لأنه قد يكون قديما جدا بل ربما يرجع إلي ما قبل الإسلام لأن تقديس الكعبة المشرفة وإرسال الهدايا إليها كان أمرا مألوفا لدي العرب منذ الجاهلية أما خروج المحمل في موكب رسمي تحيط به مظاهر الزينة والأبهة فقد حدث في وقت لاحق بعد ظهور الإسلام بقرون عديدة في أواخر عصر الدولة الأيوبية‏.‏
    وأشار إلي أن خروج موكب شجرة الدر ملكة مصر في هودج مزين بأبهي زينة هو الذي جعل بعض المؤرخين يؤرخون بداية ظهور المحمل بالسنة التي خرجت فيها شجرة الدر للحج عام‏645‏ هـ‏/1250‏م ومعها محملها بهذا الشكل ومن ثم فقد صار خروج المحمل علي تلك الصورة عادة يقوم بها ملوك مصر كل سنة ومازالوا يبالغون في زينته من سنة إلي أخري حتي صارت كسوته ينوء بها الجمل فلا يستطيع حمل شيء معها ولا غرو فقد بلغت كسوة المحمل مع هيكله الخشبي‏14‏ قنطارا وصل ما يحمل علي الجمل من هدايا يحمل في صناديق علي جمال أخري تسير في قافلة الحج وأوضح أن المحمل المصري كانت له كسوتان كسوته اليومية وهي من القماش الأخضر وكسوته المزركشة وهذه لا يلبسها إلا في المواكب الرسمية فيوم خروج المحفل من مصر كان يقام له احتفال كبير مشهود بالقاهرة يمشي فيه الجنود الراكبة والبيادة‏(‏ المشاة‏)‏ وحرس المحمل وركبه وخدمته وأمير الحج الذي كان يعين سنويا وهو من الباشوات العسكريين في الغالب‏,‏ كما يحضر الاحتفال حاكم مصر أو نائبه ورجال حكومته من الوزراء وكبار الشخصيات في القاهرة وكانت مرتبة أمير المحمل عالية حيث كان صاحبها في العصر المملوكي والعثماني مرشحا لأن يكون حاكما للعاصمة‏(‏ شيخ البلد‏)‏ ولا أدل علي بلوغه المكانة الرفيعة في بلاد الحجاز من أنه كثيرا ما كان يصدر أوامره بعزل وتولية أمراء مكة وأشار إلي خروج عدد كبير من جنود الحراسة المسلحين والكثير من الخدم والحشم والجمالة والفريحية‏(‏ الطبالين‏)‏ والنجارين والفراشين والخيمية والسقائين وكان من بين وظائف المحمل وظيفة اسمها أمين الكساوي والحلويات‏,‏ وهو الذي كان يقوم بتوزيع الكساوي والحلويات علي أهل الحرمين الشريفين‏.‏
كما يخرج مع المحمل عدد من الموظفين له مهام محددة أثناء رحلة المحمل في الذهاب والعودة منهم مأمور الذخيرة وشيخ الجمل ومقدم العيط وسواق المقاطيع وكان أصحاب هذه الوظائف يعينون بفرمانات مخصوصة بعضها من ولاة مصر‏.‏
   
  وعن ركب المحمل قال‏:‏ يتألف من عشرين جملا وكان لها مناخ في بولاق بجوار شيخ اسمه‏(‏ سيدي سعيد‏)‏ وكانت الحكومة تشتري جملا مع هذه الجمال تجعله فداء عنها كل سنة كما كانت تختلف تكاليف تسفير المحمل من الرواتب وغيرها من عام إلي آخر فعلي سبيل المثال كان يصرف زمن الفاطميين علي تسفير المحمل ـ كما يقول المقريزي ـ مائة وعشرون ألف دينار‏.‏
 
   أما علاقة المحمل بكسوة الكعبة المعظمة‏.‏ فقد كان خروج المحمل يعتبر رمزا لأمان الحجاج نظرا لما كان يرافقه من حراسة وتأمين لقافلة الحج من أخطار الطريق وأبرزها قطاع الطرق وهجوم العربان علي القوافل وسلبها ونهبها‏.‏
   
   وأوضح أن المحمل ظل يرافق الكسوة أثناء الاحتفال والطواف ببعض شوارع القاهرة‏,‏ وأيضا رحلة الذهاب إلي الأراضي المقدسة‏,‏ثم عودة المحمل مع قافلة الحج بعد أداء الفريضة حتي عام‏1344‏ هـ وهي السنة التي توقف فيها إرسال الكسوة من مصر عام‏1355‏ هـ‏1936‏ م حيث اتفق الجانبان المصري والسعودي علي أن المحمل يستقر في جدة ولا ينزل إلي الأراضي الحجازية ثم ألغي سفر المحمل إلي السعودية بعد ذلك واكتفي بمرافقة الكسوة أثناء الاحتفال بها في القاهرة‏,‏ حيث كانت تطلق له‏21‏ طلقة مدفع ومثلها عند دخوله المدينة المنورة‏,‏ وعند عودته يطلق المدفع‏21‏ طلقة‏,‏ بينما لم يكن ذلك يتم في مكة المكرمة‏,‏ وألغي نهائيا في عام‏1953م‏.

 

المصدر: - حديث أ.د. السيد محمد الدقن عن المحمل لصحيفة الأهرام في 16 ديسمبر 2010 ، www.masress.com/ahram/48756 - موقع الإعلامي الدكتور/ عمرو الليثي http://amrellissy.com/vb/showthread.php?t=19575
DRDEQENSAYED

ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 382 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2015 بواسطة DRDEQENSAYED

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

149,885

ابحث

موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

DRDEQENSAYED
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »