موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

غفر الله ورحم د/السيد محمد الدقن وزوجته وأدخلهما فسيح جناته


   يرجع فتح مكة إلي قيام قريش بنقض ما تعهدت به في صلح الحديبية مع رسول الله صلي الله عليه وسلم نتيجة توهمها ضعف المسلمين بعد موقعة مؤتة‏,‏ فنصرت قبيلة بكر الموالية لها علي قبيلة خزاعة الموالية للرسول وكان العهد القائم بين الرسول وقريش وأنه من أحب أن يدخل في حلف محمد فهو آمن‏,‏ ومن أحب أن يدخل في حلف قريش فهو آمن‏,‏ فدخلت بكر في حلف قريش‏,‏ ودخلت خزاعة في حلف الرسول صلي الله عليه وسلم‏,‏ وقد تعرضت خزاعة لعدوان قبيلة بكر بتأييد ومعونة من قريش حيث قتل منهم عدد كبير لا لذنب إلا أنهم مسلمون وحلفاء للرسول‏.‏ فخرج زعيمهم عمرو بن سالم الخزاعي مسرعا إلي المدينة مستجيرا بالرسول صلي الله عليه وسلم ضد هذا العدوان‏.‏ فأجابه الرسول وفاء بالعهد والميثاق‏(‏ نصرت ياعمرو بن سالم‏).‏
   
    وقد أحست قريش بجرمها في حق المسلمين فخرج أبوسفيان مسرعا إلي المدينة في محاولة لاصلاح ما أفسده قومه‏,‏ وأن يعيد للعقد المهدر حرمته‏.‏ لكن المسلمون يعبئون قواهم للقاء المنتظر في سرية تامة حتي تتحقق المفاجأة ويتم النصر بأقل الخسائر‏.‏
   
    وفي اليوم العاشر من رمضان تحرك جيش المسلمين بقيادة الرسول صلي الله عليه وسلم في تكتم شديد‏,‏ وانضم اليهم جماعات من القبائل حتي وصل عددهم إلي عشرة آلاف فوصلوا إلي‏(‏ الزهران‏)‏ موضع قرب مكة فنصبت الخيام‏,‏ وأوقدت النيران وكان ثلاثة من زعماء مكة قد خرجوا يتحسسون الأخبار فأمسكت بهم طلائع المسلمين وسلموهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ فأعلن العباس بن عبدالمطلب وكان قد التقي وأبناؤه برسول الله صلي الله عليه وسلم مهاجرين إلي المدينة فعادوا مع الجيش الزاحف إلي مكة وأنهم في جواره‏,‏ وهم أبوسفيان وحكيم بن حزام‏,‏ وبديل بن ورقاء‏,‏ فلما كلمهم الرسول هداهم الله للاسلام فأسلموا‏.‏ ثم اعلن الرسول إلي سفيان مكرمة بقوله‏(‏ من دخل دار أبوسفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن‏)‏ ثم تحرك الركب في الصباح إلي مكة‏.‏
    وقد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام  العباس أن يقف مع أبي سفيان علي الطريق الضيق المؤدي إلي مكة حتي يمر عليه جنود المسلمين فيراها ليحدث قومه عن قوة المسلمين‏,‏ وأن قريشا لاقبل لها بهم‏.‏ ولقد حرص الرسول صلي الله عليه وسلم علي أن يكون الفتح سلما كله‏,‏ فأمر قادة جنده ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم فساروا حتي دخلوا مكة ولم يحدث يومئذ قتال إلا ما كان من صفون بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ومن تابعهم من قريش وبني بكر فتصدي لهم خالد بن الوليد بأسفل مكة‏,‏ ففروا منهزمين أمامه بعد مناوشات يسيرة وفتحت مكة أبوابها لتستقبل فاتحها العظيم صلي الله عليه وسلم وأفضل الناس أجمعين وهدأوا‏,‏ وجاء الرسول الكريم البيت وطاف به سبعا ثم دخل الكعبة مهللا مكبرا وأمر بتحطيم الأصنام بداخلها وخارجها مرددا‏(‏ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‏)‏ وكان ذلك في اليوم العشرين من رمضان سنة‏8‏ هجرية‏.‏

 

المصدر: صحيفة الأهرام في 5 ديسمبر 2001 الموافق 20 رمضان 1422 هجريا، عدد 42002 ، السنة126 ، http://www.ahram.org.eg/archive/2001/12/5/RAMA3.HTM
DRDEQENSAYED

ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 293 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2015 بواسطة DRDEQENSAYED

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

149,543

ابحث

موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

DRDEQENSAYED
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »