ضرب الإسكندرية والاحتلال البريطاني لمصر عام 1882
أ.د/السيد محمد الدقن
في الساعة السابعة من صبيحة يوم الثلاثاء 11 يوليو 1882 بدأ ضرب الإسكندرية التي لم تستطع بمدافعها القديمة مقاومة الدروع الإنجليزية الحديثة التسليح، فاستسلمت المدينة في صباح اليوم التالي 12 يوليو، ثم تلاحقت الأحداث بعد ذلك فأحرق القائم مقام سليمان سامي داود، قائد الآلاي السادس الذي كان متمركزًا في المدينة الإسكندرية ظهر يوم الأربعاء 12 يوليو؛ على أمل أن يحول الحريق دون نزول الإنجليز بها، وفي المساء كان قد تم انسحاب الجيش من الإسكندرية وغادرها عرابي؛ حيث تحصن ب كفر الدوار للدفاع عن البلاد. أما الخديوي فإنه انضم إلى الإنجليز الذين احتلوا المدينة إذ عاد هو وحاشيته إلى سراي رأس التين؛ حيث استقبله سيمور أميرال الأسطول الإنجليزي وهنأه بسلامته.
وبذلك انقسمت البلاد تجاه العدو إلى معسكرين، أحدهما موال للإحتلال وهو الخديوي، والآخر معسكر الثورة وقد انضمت إليه غالبية الأمة، وفي 20 يوليو أقال الخديوي عرابي من الوزارة، ولكن الشعب ووجوهه قرروا مواصلة النضال والدفاع عن وطنهم إلى النهاية تحت زعامة عرابي فاشتركت الأمة بأسرها في الكفاح ضد الإنجليز الذين رأوا استحكامات عرابي عند كفر الدوار فتحولوا إلى مهاجمة البلاد عن طريق قناة السويس وهي المنطقة التي تركها عرابي مكشوفة اعتماد على تعهد ديليسبس له بالمحافظة على حياد القناة، وهذا التعهد هو الذي أقنع عرابي بأن الفرنسيين لن يتخلوا عن مصالحهم ولن يسمحوا للإنجليز باقتحام القناة.
ولكن الإنجليز سرعان ما اقتحموا القناة ضاربين باحتجاجات ديليسبس عرض الحائط، ونعتقد أنها غير حقيقية بدليل تردد السياسة الفرنسية وتخاذلها، كما احتل الإنجليز السويس بأمر الخديوي دون مقاومة في أوائل أغسطس 1882، وفي 14/15 سبتمبر 1882 احتلوا القاهرة ، فكانت بداية الإحتلال البريطاني لمصر، وعاد الخديوي توفيق إلى العاصمة يوم 25 سبتمبر في ركاب الاستعمار البريطاني.
ساحة النقاش