موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

غفر الله ورحم د/السيد محمد الدقن وزوجته وأدخلهما فسيح جناته

 


أول من كسا الكعبة المعظمة- أ.د/السيد محمد الدقن

  لما بنى سيدنا ابراهيم الخليل ومعه ابنه اسماعيل عليهما السلام الكعبة المشرفة، بناها بالحجارة بعضا فوق بعض من غير طين ولا جص، ولم يجعل لها سقفا ولا بابا يفتح ويغلق، بل جعل في جهتها الشرقية مكانا مفتوحا علامة على الباب، وعلى أنه وجه الكعبة، وكذلك لم يجعل عليها كسوة.
 

   وقد تعددت الروايات حول أول من كسا الكعبة قبل الإسلام، فهناك رواية تقول أنه اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، وأخرى تقول أنه عدنان الجد الأعلى لنبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وثالثة تقول انه تبع أبو كرب أسعد ملك حمير.
 

  وعلى الرغم من أن جميع المؤرخين يرجحون أن تبع ملك حمير هو أول من كسا الكعبة المشرفة في الجاهلية، ويوردون حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن سب أسعد الحميري وهو تبع، قال هو أول من كسا الكعبة.
 

 نقول أنه على الرغم من ذلك، فإن كلا من الأزرقي و محب الدين الطبري و تقي الدين الفاسي يذكرون -بعد ذكرهم الحديث السابق- قول محمد بن اسحاق: "بلغني عن غير واحد من أهل العلم أن أول من كسا الكعبة كسوة كاملة تبع وهو أسعد"، ولم ينفوا الروايتين الأخريتين، ولا يخفى على القارئ أن في التقييد "بكسوة كاملة" ما يجوز أن الكعبة قد كسيت قبل تبع كسوة غير كاملة، وعلى ذلك فإنه يمكن الجمع بين الروايات الثلاثة بأن اسماعيل عليه السلام هو أول من كساها مطلقا، وأن عدنان هو أول من كساها بعد اسماعيل، وكانت كسوتهما غير كاملة، أما تبع فهو أول من كساها كسوة كاملة.   

 

المصدر: د/السيد محمد الدقن، كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ (القاهرة: المؤلف، 1986)
DRDEQENSAYED

ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

120,725

ابحث

موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

DRDEQENSAYED
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »