تغير اسم الجهاز عند الثورة عام 1952م للمباحث العامة ثم تغير الإسم مرة أخري في عهد الرئيس الراحل أنور السادات إلي "جهاز أمن الدولة" وأخيراً في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك أصبح الإسم جهاز مباحث أمن الدولة ، ومع تغير الإسم عدة مرات ظلت طريقة عمل الجهاز من دون تغيير بل إزداد تغول الجهاز في كافة مؤسسات الدولة ولم يكن يخضع هذا الجهاز لأي رقابة أو تفتيش من أية جهة.
كان هدف إنشاء الجهاز هو حماية الأمن المصري، غير أن عقيدته تبلورت لتكون أمن النظام الحاكم وليس أمن الدولة فكان تلفيق الإتهامات الكاذبة للشرفاء والزج بهم في السجون لشهور وسنوات وآلاف القضايا التي حفظت خير شاهد علي ذلك. كان للنفوذ الواسع الذي حظي به ضباط هذا الجهاز أن كون أغلبهم علاقات شخصية فاسدة بالبلطجية ونواب الوطني سيئوا السمعة وبنيت ثقافتهم علي أنهم فوق الجميع وأن همهم هو حماية الفساد والإفساد وإذلال العباد لإخضاعهم وإرهابهم وأصبح هؤلاء سرطاناً ينمو في جسد الأمة، وكان الكثير من ضباط الجهاز يتولون مناصب وزارية كأغلب وزراء الداخلية السابقين. كان نتيجة لذلك أن دفع المصريون الكثير من كرامتهم وحرياتهم ودمائهم بسبب هذا الجهاز .
ومع ثورة 25 يناير وحل الجهاز فقد ضباطه امتيازاتهم وما كانوا ينعمون به من علو واستكبار علي بني جلدتهم ، لذلك ليس ما يجري من مؤامرات علي الثورة ببعيد عن تخطيط البعض من هؤلاء ؟
لا أدري كيف يعود هؤلاء الضباط ليعملوا في جهاز الأمن الوطني؟ هل يؤمن جانب هؤلاء في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ مصر ؟ وهل نصدق الثعلب إذا لبس ثياب الواعظين؟
ألا يخشي الوزير منصور العيسوي من أن يدير هؤلاء الضباط الثورة المضادة من مقر الجهاز حال عودتهم إليه ؟ وكم سيدفع الوطن ثمن لذلك ؟ وأليس عودة هؤلاء سيئي السمعة ما فيه استفزاز للمواطنين وتأجيج لمشاعرهم في وقت نحن أحوج فيه لاستقرار الأوضاع حتي نعيد لمصر مكانتها وريادتها ؟



ساحة النقاش