الأنواع المستزرعة

سالمون الأطلنطى(Salmo salar ) سمكة متوطنة فى النرويج تحيا فى مراحل حياتها فى المياه المالحة والعذبة، حيث يتم التفريخ والتحور الى الفروخ فى أنهار اليلاد منذ العصر الجليدى الأخير، ثم يلى ذلك فترة نمو فى البحر. وقد كان يتم صيد السالمون البرى منذ عصور سحيقة، فى الأنهار والبحر المفتوح، مع الهاليبوت، وقد كان السالمون أكثر الأنواع قيمة بالنسبة لقاطنى السواحل. وبالمقارنة مع أنواع سالمون المحيط الهادى، فإن القطعان أصغر وإجمالى المصيد لم يحدث وأن تجاوز عدة الاف من الأطنان سنويا.

وتراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss ) هو نوع الأسماك المستزرع الوحيد الذى ليس من الأسماك النرويجية المحلية، فقد تم إدخال هذا النوع إلى النرويج فى حوالى عام 1900 وكان يتم إنتاجه فى المياه العذبة حتى بداية الستينيات. وقد أصبحت عملية النقل إلى البحر بعد الوصول إلى مرحلة تحور الفروخ (سمولت) عملية ناجحة طوال فترة التربية المكثفة وحتى الوصول إلى أوزان 2-6 كجم للسمكة فى الأقفاص البحرية وأصبحت هذه الطريقة الاسلوب السائد فى إنتاج تراوت قوس قزح. وهناك أيضا، إنتاج محدود، وإن كان ليس بغير المهم، من تراوت قوس قزح من الأحجام الأصغر الذى يربى فى أحواض أو خزانات المياه العذبة.

ويتم استزراع سالمون الأطلنطى وتراوت قوس قزح بامتداد الساحل من "أجدر" فى الجنوب إلى "فينمارك" فى الشمال. وقد تم تنظيم الإنتاج منذ 1975 من خلال التراخيص الحكومية.

وقد بلغت أعداد التراخيص السارية فى نهاية 2003، 832 ترخيص للتربية فى ماء البحر و242 ترخيص لمنشآت على الأرض للتفريخ وإنتاج الفروخ. كما أن هناك 25 ترخيص لإنتاج الأحجام الصغيرة لتراوت قوس قزح فى الأحواض الأرضية، والتى تتواجد أساسا فى المناطق الجنوبية الشرقية من النرويج
(FHL/Sintef/KPMG, 2004).

وتتم حاليا كافة عمليات التربية فى المياه البحرية فى الأقفاص، ويعتمد نظام الأقفاص على الأقفاص الصلب المربعة الإطار المتصلة ببعضها البعض، أو البلاستيكية الدائرية.

وفى الظروف الطبيعية، يعمل العديد من التراخيص معا، إما فى داخل نفس الشركة أو من خلال التعاون بين الشركات. وبالإضافة إلى التراخيص، فيجب على المزارعين الحصول على تصريح لاستخدام مواقع معينة للانتاج. ويشترط أن تعمل هذه المواقع لمدة سنة واحدة فى كل مرة. وبمعنى آخر، فعند وضع الفروخ فى موقع فى سنة ما، فإنه غير مسموح للمزارع لوضع فروخ جديدة فى نفس الموقع قبل بلوغ الأسماك حجم التربية وحصاد كامل الأسماك. ثم يترك الموقع خاليا، او بور، عادة لمدة ستة شهور على الأقل، قبل نقل فروخ جديدة إلى الموقع مرة أخرى. ومع فترة تربية تبلغ 12 – 30 شهر، فعلى كل مزرعة أن يخصص لها ثلاث مواقع للتربية على الأقل.

كما تتوزع المفرخات بطول الساحل؛ ويبلغ الحد الأقصى لإنتاج الفروخ حاليا 2.5 مليون وحدة لكل ترخيص، إلا أنه من الممكن تشغيل أكثر من ترخيص لكل منتج. ولأسباب واضحة، يتواجد منتجى الفروخ بالقرب من مصادر المياه العذبة الكبرى.

وسالمون الأطلنطى حاليا، وبكل المقاييس أهم أنواع الاستزراع المائى فى النرويج، وهو يمثل أكثر من 80% من جملة الإنتاج بينما يمثل تراوت قوس قزح
10-15 %.

قد الأطلنطى

كان القد (Gadus morhua ) دائما واحدا من أهم أسماك المصايد النرويجية. وكنتيجة للتغيرات الموسمية فى توفره والتفاوت فى المصيد من سنة إلى أخرى، ظهر الإهتمام بزراعة هذا النوع ومنذ فترات طويلة. إلا أنه وبعد سنوات عديدة من البحث، فإن إنتاج القد المستزرع يشهد نموا سريعا حاليا.

هاليبوت الأطلنطى

فى اللغة النرويجية القديمة، كان الهاليبوت (Hippoglossus hippoglossus) يكنى "السمكة المقدسة". والسمكة ذات قيمة عالية للغاية نظرا لمذاقها وندرتها النسبية فى المصايد الطبيعية؛ لذا فإنها من الاسماك التى يحظى استزراعها بالاهتمام. إلا أن لهذا النوع خواص حيوية معقدة جعلت من الصعب للغاية تحقيق إنتاج ثابت من الزريعة الجيدة المواصفات. وقدتم فى الوقت الحالى تحقيق تحسينات على الإنتاج والذى يتزايد حاليا كنتيجة بالدرجة الأولى لارتفاع السعر الذى يجعل إنتاجها مربحا.

ويتوزع الإنتاج البحرى للهاليبوت بطول أغلب السواحل النرويجية.

الأنواع الأخرى من الأسماك

يوجد مزرعة فى جنوب البلاد تنتج حوالى 600 ألف زريعة سمكة الترس (Psetta maxima) وحوالى 250 طن من الأسماك ذات الأحجام التسويقية سنويا. كما أن السمكة الذئبية الرقطاء (Anarchichas minor) أحد أنواع الاستزراع الواعدة والتى تتحمل المياه الباردة، لذا فإنها جيدة التأقلم لظروف الإنتاج فى الإقليم الشمالى. وهذا الأمر صحيح أيضا بالنسبة لسمكة الشار (Salvelinus alpinus)، والتى يتحقق منها إنتاج صغير ولكن مستمر يتراوح بين 200-300 طن سنويا.

بلح البحر الأزرق


ينتشر بلح البحر الأزرق (Mytilus edulis) فى كل أرجاء الساحل النرويجى من السويد وحتى الحدود الروسية. وقد تم إجراء العديد من التجارب حول الاستزراع الموسع لهذا النوع خلال الخمسين سنة الماضية؛ إلا أن، الإنتاج لم يبلغ بعد المستوى التجارى. ويرجع السبب الرئيسى فى ذلك إلى إنخفاض السعر، المشاكل المتعلقة بوفرة المواد بالإضافة إلى المشاكل الناتجة عن إفتراس الطيور والسموم الحيوية البحرية الناتجة عن الإزدهار الطحلبى. وعلى الرغم من ذلك، مازال الاهتمام كبيرا باستزراع بلح البحر ومازال إنتاجه يتزايد. وهناك إمكانية كبيرة لإنتاج كميات كبيرة بطول الساحل الممتد والغنى إذا ما تحققت طفرة تجارية فى يوم ما.

المحاريات الأخرى


يعتبر إنتاج المحار الأوروبى المفلطح (Ostrea edulis)، سواء اليرقات أو الأحجام التسويقية، تقليد قديم فى النرويج، كذلك الأمر بالنسبة لمحار المحيط الهادى المقعر (Crassostrea gigas) والذى تم استيراده بغرض الاستزراع، ولكن لم يتم تحقيق أى إنتاج هام من أى من النوعين. وقد أجريت التجارب على اسكالوب الأطلنطى العملاق (Pecten maximus) لعدة سنوات ولكنه أيضا لم يتحقق منه إنتاج تجارى.

ممارسات وأنظمة الاستزراع

قطعان التفريخ

حيث أن أغلب الاستزراع المائى النرويجى يقوم على الأسماك التى تمر بدورة حياه تتم فى مستويى ملوحة مختلفان، لذا فإن هناك حاجة لمرحلتين من الاستزراع المائى، أحدهما فى المياه العذبة والأخرى فى المياه البحرية. ونقطة البداية هى إنتاج قطعان التفريخ بغرض جمع البيض والسائل المنوى. وتعتمد هذه المرحلة حاليا بصورة شبه كاملة على برامج الإكثار الوراثى وهناك حوالى 10 منتجين متخصصين لبيض السالمون المخصب. وبالنسبة للسالمون المستزرع، فإن القطيع الأصلى تم إنتقائه من السالمون البرى الذى تم صيده من الأنهار النرويجية قبل سبع أو ثمان أجيال. أما تراوت قوس قزح فمر بتسع أو عشر أجيال من الإنتخاب الفردى أو العائلى. وفى الوقت الحالى، فإن برامج إكثار القد والهاليبوت توشك على الاستقرار والثبات.

التفريخ

يتم حلب بيض السالمون فى الفترة بين أكتوبر ومنتصف يناير، بينما يحدث ذلك فى منتصف فبراير بالنسبة لتراوت قوس قزح ويستمر عقب ذلك لمدة شهرين. ويتم بعد ذلك تحضين البيض المخصب، وتفقيسه وتبدأ التغذية فى النظم المكثفة باستخدام العلائق المصنعة. وتتم أول عمليات التحور (smoltification) فى شهر أغسطس باستخدام المعاملة بالإضائة الصناعية حيث تصبح الفروخ قابلة للنقل إلى البحر، وعادة ما تتم عملية التحور فى يونيو من السنة التالية. وتشمل بعض الوحدات الإنتاجية على وحدات فرعية للمياه العذبة يتم فيها التفريخ وإنتاج الفروخ المحورة، بينما تشترى الوحدات الأخرى الزريعة وتنتج الفروخ.
ويتم التبويض وإنتاج البيض المخصب للهاليبوت والقد فى الفترة من مارس إلى مايو، ولكن يمكن تعديل ذلك باستخدام الإضائة الصناعية (التحكم فى فترة الإضائة). وعلى خلاف السالمون والتراوت، فإن زريعة هذه الأنواع يجب أن يتم تغذيتها على الهائمات الطبيعية(الروتيفؤا، الأرتيميا) التى تستخدم كغذاء بادئ. وغالبا ما يحدث ذلك فى المفرخات المكثفة، ولكن هناك أيضا مفرخات صغيرة تستخدم النظام شبه المكثف لإنتاج زريعة القد.

تقنيات التربية

تعتمد التربية فى البحر حاليا بصورة تامة تقريبا على الاستزراع المكثف فى الأقفاص لكل أنواع الأسماك، إلا أنه هناك بعض الهاليبوت الذى ينتج فى خزانات أرضية، ولكن يبدو أن الاستزراع فى الأقفاص فى طريقه للتسيد أيضا على إنتاج هذا النوع. وتمثل العلائق المصنعة حوالى 100% من العلف المستخدم؛ إلا أن، كميات محدودة من العلف الرطب مازالت تستخدم. وتستغرق التربية فى البحر بين 14 إلى 30 شهر، وتختلف كمية الإنتاج فى الموقع الواحد بين 800 إلى 4 000 طن فى دورة إنتاج واحدة، مما يعنى أن هذا الإنتاج يمكن تصنيفه كإنتاج كبير الحجم للغاية.
وقد تغير نظام التربية فى الأقفاص المستخدم حاليا بقدر محدود عن ذلك الذى تم استخدامه فى البداية، وهى تتكون من أقفاص طافية ذات أطر مربعة، سداسية أودائرية مثبتة بمراسى ومعلق بها شباك مغلقة. بينما الأقفاص الأولى كانت من الخشب، وبحجم شباك 3 400 م3 ، وأقفاص اليوم مكونة من مماشى وأطر مربعة مصنعة من الصلب القوى جدا أو حلقات البلاستيك وبحجم شبكة يتراوح بين 3-40 ألف م3. وتختلف مساحة سطح القفص بين 400م2 وحتى 1 100م2، ويتراوح عمق الشباك بين 10-40 متر. وتسمح اللوائح بمساحة إجمالية للأقفاص تبلغ 2 800م3 لكل ترخيص، ولكن الطلب على مساحات أكبر عند حساب المساحة المطلوبة للتثبيت بالمراسى. وتحتاج الأقفاص الدائرية إلى مساحات أكبر عن الأقفاص الصلب المربعة.

الاستزراع الموسع لبلح البحر

يعتمد كل استزراع بلح البحر على الخطوط الطويلة التى تستخدم اليرقات المجمعة من الطبيعة على جامعات معلقة من الحبال، وقد تترك هذه الجامعات كما هى أحيانا حتى نهاية التربية، ولكنه إعادة الاستزراع أو خف اليرقات أصبحت ممارسة متزايدة الشيوع للتشجيع على النمو.

الاستزراع شبه المكثف للمحار

عادة مايتم تجمع يرقات المحار الأوروبى فى المضايق الصغيرة الضيقة والتى تغمرها طبقة سطحية من المياه العذبة، وتعمل هذه الطبقة كبيت زجاجى ترفع من درجات الحرارة بدرجة ملائمة لتفريخ المحار. وتستقر اليرقات بعد ذلك على الجامعات حيث يمكن نقلها إلى سلال معلقة تتم فيها التربية. كما تم إجراء بحوث على الإنتاج المكثف ليرقات المحار والاسكالوب.

أمانى إسماعيل

Atlanticocean

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

Atlanticocean
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

369,418