بدأ تطور الاستزراع المائى التجارى فى النرويج فى السبعينيات، ومنذ ذلك الوقت تطور الاستزراع المائى ليتحول إلى صناعة كبرى فى المناطق الساحلية. والاستزراع المكثف لسالمون الأطلنطى هو أهم الأنشطة، ويشكل أكثر من 80% من إجمالى انتاج الاستزراع المائى فى النرويج. كما أن لتراوت قوس قزح أهمية كبرى كما أن العديد من الأسماك البحرية الأخرى (القد، والهاليبوت) وأنواع المحاريات (بلح البحر الأزرق، المحار) فى طور التحول إلى الانتاج الصناعى. وقد بلغ إنتاج الاستزراع المائى فى عام 2003 أكثر من 600 ألف طن، قيمتها 1.350 مليار دولار أمريكى (إدارة المصايد، إحصاءات 2003).
والسامون وتراوت قوس قزح من الأسماك التى تعيش فى مستويات متعددة من الملوحة، حيث تمر فى دورة حياتها بأطوار فى كل من المياه العذبة أو المالحة. فالفقس وإنتاج الأفراخ (سمولت) يتم فى خزانات أرضية تقام على الشاطئ تستخدم مياه عذبة، بينما تتم التربية المكثفة وحتى الحجم التسويقى فى الأقفاص البحرية فى المياه المفتوحة.
وتفريخ الأنواع البحرية مثل القد (Cod) يتم فى خزانات شاطئية أيضا ولكن يضخ إليها الماء المالح؛ وتتم عمليات التربية بنفس الطريقة مثل السالمون.
واستزراع بلح البحر يميل إلى النظام الموسع حيث يتم جمع اليرقات الطبيعية وتربيتها على الخطوط الطويلة.
ويتم تصدير 95% من إنتاج النرويج والاتحاد الأوروبى هو سوق التصدير الرئيسية. إلا أن إنتاج السالمون يتم تصديره إلى كافة أنحاء العالم. ويعتبر السالمون المستزرع الآن واحد من السلع التصديرية الرئيسية للنرويج حيث يساهم الاستزراع المائى والصناعات المتعلقة به بنصيب جوهرى فى إقتصاد البلاد ويعتقد أنه مازال هناك إمكانية كبيرة لنمو هذا النشاط مستقبليا. والتحدى الأكبر لهذا النشاط هو تطوير صناعة للاستزراع المائى قائمة على أنواع أخرى غير السالمون وتأسيس إمداد مستدام من المواد الخام لتغذية هذه الصناعة.
لمحة تاريخية
يعود تاريخ الاستزراع المائى فى النرويج إلى عام 1850 عند تفريخ التراوت البنى (Salmo trutta trutta) لأول مرة. وفى حوالى عام 1900، تم استيراد تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss) من الدنمارك وبدأت أول محاولات استزراعه فى الأحواض الأرضية. وقد بدأ الاهتمام بالاستزراع يتزايد بعد الحرب العالمية الثانية، وتلا ذلك تحقيق طفرة فى الستينيات عندما أمكن لأول مرة نقل تراوت قوس قزح إلى مياه البحر بنجاح. كما شهدت نفس الفترة أيضا أول عمليات تربية ناجحة لسالمون الأطلنطى (Salmo salar). كما شهدت سنة 1970 طفرة فنية جديدة حيث تم إقامة أول قفص لتربية الاسماك. وقد أثبتت التربية فى الأقفاص أنها أأمن وتعطى ظروف بيئية أفضل بكثير عن أى من نظم التربية فى الخزانات الشاطئية أو المسيجات المختلفة التى استخدمت من قبل، خاصة أثناء تربية السالمون. وقد أتاح الساحل الطويل والمحمى للنرويج، والاف الجزر والخلجان، مع وجود تيار الخليج الدافئ الذى يتيح درجة حرارة ثابتة، فرص ممتازة لهذا النوع من الاستزراع المكثف (Trygve, 1993).
وقد تطور حاليا استزراع السالمون والتراوت إلى نشاط تجارى عملاق على أغلب السواحل النرويجية.
ومع النمو فى استزراع السالمون، إتجه الاهتمام إلى الأنواع البحرية الأخرى مثل قد الأطلنطى (Gadus morhua)، هاليبوت الأطلنطى
(Hippoglossus hippoglossus) والسمكة الذئبية الرقطاء (Anarhichas minor). وكل هذه الأنواع يتم حاليا الشروع فى إنتاجها تجاريا.
كما تمت ممارسة استزراع المحار لأكثر من مائة عام، بينما الاهتمام بأنواع المحاريات الأخرى (بلح البحر والسكالوب) حديث نسبيا.
الموارد البشرية
نتيجة للتكلفة العالية للعمالة فى النرويج، فإن كافة عمليات الاستزراع أصبحت أكثر تنظيما. فقد تضاعف إنتاج السالمون والتراوت منذ 1995، بينما أعداد العمال العاملين فى الإنتاج الأولى إنخفضت من 4 500 فى عام 1995 إلى 3 300 فى عام 2003 (إدارة المصايد، إحصاءات 2003). وقد شهد قطاع الذبح والتجهيز نفس التوجه، بينما زادت العمالة فى مزارع الأنواع الأخرى.
وقطاع الخدمات والتموين قطاعين هامين للغاية أيضا، حيث تمثل تكلفة الأعلاف أكثر من 50% من جملة تكلفة الإنتاج. وقد أصبحت هذه الصناعة من أهم المساهمين فى خلق فرص العمل، وكذلك كمورد للأدوات الفنية، الخدمات واللوازم. ويوضح الجدول رقم 1 العمالة فى قطاع الاستزراع المائى.
جدول 1: العمالة فى صناعة الاستزراع المائى فى النرويج (عامل-سنوات) خلال عام 2003
النشاط | السالمونيات | غيرها | الخدمات | |||||
التفريخ /إنتاج الفروخ | التربية | الذبح/التجهيز | محاريات | أسماك بحرية | الأعلاف/الأدوات | المبيعات/التسويق | النقل/الإمداد | |
العمالة | 970 | 2 230 | 3 000 | 115 | 200 | 1 200 | 350 | 1 200 |
وهناك أيضا فرص عمل غير الواردة فى الجدول السابق نشأت فى الخدمات التابعة.
وبينما تناقصت عمالة الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الحال لم يكن كذلك فى قطاع الإدارة والخدمات حيث حدثت تغيرات كبيرة من العمالة غير الماهرة إلى العمالة الماهرة وأزدادت أعداد العمالة المؤهلة بدرجات علمية.
ساحة النقاش