بعد أن توفيت ابنتها المعاقة ذات الـ ١٨ عاماً، رضيت بقضاء الله وقدره وتحملت ألم الفراق، واعتبرت وفاة ابنتها امتحاناً من الله، لذا قررت أن تساعد كل من يشبه حالتها، وتدلهم علي الطريق الصحيح في التعامل مع الأطفال المعاقين.
جمعية «الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة» كانت الأمل الذي أعاد الحياة الي الأم عائشة عبد الرازق مرة أخري، فقد عاشت حياة صعبة جداً مع ابنتها المعاقة ذهنياً، ولم تجد من يساعدها ولو بالنصيحة، ولذا فكرت في إشهار هذه الجمعية لتقديم النصح والارشاد لكل أم رزقت بطفل معاق، وزاد من حماسها قصص ثلاثة أطفال معاقين كانت تعرف أمهاتهم، انتهت حياتهم بطريقة مأساوية بسبب انشغال الأهل عنهم، ولأنها تشعر بأنها أم لكل المعاقين فكرت في إنشاء دار للمعاقين تكون منزلاً لهم يجدون فيه من يرعاهم ويخفف من آلامهم.
اتفقت «عائشة» مع عدد من الأمهات علي مساعدتها ولكن مع ارتفاع التكلفة لم تيأس وقررت ان تؤسس جمعية لرعاية المعاقين في مدينة طوخ تخدم ٣٢ قرية، واعتمدت علي تبرعات أهل الخير من أثاث قديم ومساعدات مالية واشترت بعض المناضد ليجلس الأطفال حولها، وبمجرد معرفة الأهالي المحيطين بها وجدت إقبالا كبيراً من الأطفال حتي إنه تم تسجيل ١٥٠ طفلاً من ١٦ قرية من قري مركز «طوخ» ولكن لضعف الحالة الاقتصادية وبعد الجمعية عن بعض القري فإن الدائمين علي الحضور يوميا ٤٥ طفلاً فقط .
في العام الأول للجمعية لم تجد «عائشة» سوي المتطوعات وخلال العامين الأخيرين تمكنت من توفير بعض الدورات التعليمية لهن عن طريق التعامل مع الأطفال بالإضافة إلي مهارات تم توفيرها من خلال أطباء التخاطب وعلم النفس، وحصل بعضهم علي أجر رمزي رغم مشقة العمل واستمراره.
ساحة النقاش