العلوم الاقتصادية والقانونية والإدارية البيئية

authentication required

تجربة رائدة في محافظة بورسعيد

كتب - دكتور: احمد محمد عبد العظيم 
في خطوة تعد الأولى من نوعها داخل جمهورية مصر العربية وافق السيد اللواء/ أحمد محمد عبد الله محافظ بورسعيد على تشكيل لجنة شعبية لتقصى الحقائق للوقوف على الحالة الحقيقة لمصنع تى سى اى سنمار أحد صروح الصناعات الكيميائية والتي يشار لها بأصابع الاتهام كأحد مصادر تلويث قناة الاتصال فى بحيرة المنزلة ضمن مجموعة من الصناعات الأخرى مثل الصناعات الكيميائية والدهانات والمنظفات والتي يعتبرها اهالى بورسعيد ملوثة ومدمرة للبيئة الخاصة ببحيرة المنزلة.

يأتي رد فعل السيد محافظ بورسعيد نتيجة لضغوط مجموعة من منظمات المجتمع المدني والعلماء والبيان الختامى للمؤتمر الأول للدفاع عن حقوق المواطنين البيئية فى محافظة بورسعيد والذى عقد يوم 28 يوليو 2011 تحت رعاية المؤسسة الدولية للحفاظ على البيئة والاستدامة وجمعية بلدى بورسعيد لحماية البيئة وحماية المستهلك ومركز حابى للحقوق البيئية.

وكان المؤتمر المذكور قد قام برصد الصناعات الملوثة للبيئة واعد قائمة سوداء بها وجارى الآن ترجمتها للغات الستة المعتمدة فى الأمم المتحدة لرفعها على المواقع المختلفة وبجوارها عبارة منتج غير صديق للبيئة Non-Ecofriendly Product وملاحقة كافة الصناعات الملوثة للبيئة قضائيا وجمع توقيعات المواطنين للتقدم بها للنائب العام كرد فعل طبيعى على تجاهل أصحاب المصانع الملوثة للبيئة وتقاعس الجهات الحكومية تجاه تلك الظاهرة الخطيرة التي تدمر واحدة من اكبر البحيرات الطبيعية الشمالية ألا وهى بحيرة المنزلة.

وللحقيقة فإن التوصيف البيئي الخاص بمحافظة بورسعيد عام 2008 والصادر عن جهاز شئون البيئة أقر واعترف بأن جميع مصانع بورسعيد تلقى بمخلفات الصرف الصناعي على قناة الاتصال والبحيرة دون ادنى معالجة مما يؤثر بشكل كبير على تلويث بحيرة المنزلة والتي تتلقى كل دقيقة كم هائل ومروع من الملوثات عبر العديد من المصارف وأخطرها على الإطلاق مصر بحر البقر الذي يحمل الصرف الخاص بمصرفي القليوبية و بلبيس والمحمل بكافة أنواع الصرف من صناعي وزراعي وآدمي. للتحميل تقرير التوصيف البيئى لمحافظة بورسعيد اضغط هنا

وقد تم تشكيل اللجنة على النحو التالى: 
1- الدكتور/ أحمد محمد عبد العظيم (إستشارى بيئة وتصنيف وفسيولوجيا الكائنات الدقيقة- قسم النبات- كلية العلوم- جامعة قناة السويس) رئيسا 
2- الدكتور/ أكرم الشاعر (أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي والبرلماني السابق) نائبا للرئيس
الفريق العلمي:
3- الدكتور/ وليد فتحى خليل (قسم الأدوية- كلية الطب البيطري- جامعة قناة السويس) 
4- الأستاذة/ فاطمة محمود سالم (شباب العلميين ببورسعيد- لتجميع العينات)
الفريق الحقوقي:
5- الأستاذ/ محمد ناجى (مدير مركز حابى للحقوق البيئة)
الفريق الإعلامي (وسائل الإعلام المقروءة والمرئية):
6- الأستاذ/ احمد توفيق الجمال (إعلامي)
7- الأستاذ/ محمد فرج (صحفي باليوم السابع)
8- الأستاذ/ سعد التابعي (تليفزيون القناة)
الفريق الممثل لشباب الأحزاب والائتلافات وأهالى القابوطى
9- الأستاذ/ محمد ابو السعود نور الدين ( ممثل لشباب الأحزاب)
10- العربى يوسف محمد قشطة (ائتلاف شباب القابوطى)
11- محمد شوقى (ائتلاف شباب القابوطى)

ومصنع سنمار (تراست سابقا) كان مملوكا لمستثمر مصرى قام لاحقا ببيعه الى الجانب الهندى والمصنع له سابقة فى الهند حيث سبق له اللإنفجار وتدمير حياة عدة آلاف من السكان فى قرى الهند واصدرت محكمة الهند الشعبية حكما فى هذا الصدد (لتحميل تقرير محكمة الهند اضغط )هنـــــــــــا. يعد من المصانع التى تقوم بتصنيع الصودا الكاوية عن طريق التحليل الكهربى لمياة المالحة وانتاج غاز الكلور وكلوريد الكالسيوم وقد تم نشر العديد من التقارير التى تفيد باعتباره مصدرا ملوثا للبيئة والمؤتمرات إضافة إلى العديد من الوقفات الاحتجاجية ضده. 

وقد انتقلت اللجنة بكامل إفرادها إلى موقع المصنع يوم الأربعاء 5 أكتوبر 2011 فى تمام الساعة الحادية عشر والتقوا مع رئيس مجلس الإدارة والمهندسين الهنود والمصريين وقاموا بتفقد منشئات المصنع ومحطة المعالجة (ZLD) التى يدعى المصنع تشغيلها لتنقية مخلفاته كاملة قبل صرفها. وقام العاملين بالمصنع وإدارته بتقديم صور من مستندات تفيد قيامهم بالصرف الصناعي على الشبكة العمومية ومحطة المعالجة ودفن كلوريد الكالسيوم بالمدفن الصحى بمنطقة العامرية بالإسكندرية.
وخلال الزيارة طالب الدكتور أكرم الشاعر إدارة المصنع بتقديم كافة المستندات الخاصة باستهلاك المياة والتى يستغلها المصنع من مياة الشرب الصالحة لمحافظة بورسعيد بواقع 3712 متر مكعب كل يوم بسعر 85 قرش للمتر. وطالب المسئولين بالمصنع تقديم مستندات تفيد بجهات تصنيع المعدات وموديلات المعدات وهل هي أجهزة قديمة ام حديثة الصنع؟.. وقد ذكر رئيس مجلس الادارة ان هناك معدات قديمة تم بالفعل استيرادها من المانيا (معدات PVC) وتم إعادة تركيبها هنا مرة اخرى ومعدات مستخدمة من ايطاليا (معدات VCM) الأمر الذي اصاب أفراد اللجنة بالدهشة والذي قد يتسبب بكارثة بيئية فى حالة انفجار اى جزء من تلك المعدات او تسريب للمواد الكيمائية منها.

وعلى الفور قام فريق الميكروبيولوجى برئاسة الدكتور احمد محمد عبد العظيم وعضوية الأستاذة فاطمة محمود سالم بأخذ عينات من هواء المصنع فى مناطق عديدة بناء على شكوى العديد من اهالى القابوطى ان المصنع يسرب غاز الكلور السام فى سماء المنطقة وقد تم تسجيل وتوثيق إصابة غالبية العاملين بإلتهاب حاد بالعين مصحوب بإحمرار.

وقام الأستاذ الدكتور وليد فتحى خليل بتثبيت مجموعة مرقومة من فئران التجارب فى الاماكن المشكوك فى تسريبها لغاز الكلور السام لدراسة تاثير هذا على فئران التجارب وأنزيماتها بعد 21 يوم ودراسة هل بالفعل يتم التسريب من عدمه؟

وعلى الفور انتقلت اللجنة فور الانتهاء من إعمالها داخل المصنع فى تمام الساعة الخامسة مساء لزيارة محطة المعالجة التي قدم المصنع مستندات تفيد بصرفه على تلك المحطة وتم التأكد من أن المحطة لا تعمل وان الصرف الخاص بالمصنع مازال يتم صرفه على بحيرة المنزلة دون معالجة تذكر.

وتعكف اللجنة الآن على تجهيز التقرير النهائي لرفعه إلى السيد اللواء احمد عبد الله محافظ بورسعيد وشعب بورسعيد لوضع الأمور في نصابها وعرض الحقائق على الرأي العام بشان المصنع المذكور.

أعدته للنشر/ أمانى إسماعيل

المصدر: دكتور: احمد محمد عبد العظيم إستشارى بيئة وتصنيف وفسيولوجيا الكائنات الدقيقة- كلية العلوم- جامعة قناة السويس

ساحة النقاش

Amany2012
موقع خاص لأمانى إسماعيل - باحثة دكتوراه فى العلوم الاقتصادية والقانونية والادارية البيئية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

553,991