يحبهم سبحانه (2)

رفيع عالٍ في همته من طلب محبة رب العالمين، وفاطر الخلائق أجمعين، ولن تجد في الوجود أغبط حظاً منه، ولا أرفع منزلةً عليه، فلله درّه من طالب، ولله درّها من منزلة
ولي ولك كذلك أن نسأل كيف أعرف، ها أنا أبذل وأعطي وأجتهد، لكن كيف أعرف أن الله عز وجل أو لا؟ هل من دلائل؟ نعم هناك دلائل، فمن أعظم ما يدلك على محبة الله لك أن تكون محبوباً في الأرض، محبوباً من جميع الناس؟ لا، هذه ما نالها ولا الأنبياء، لأن هناك أعداءً لهم يتربصون بهم، ولا شك أنهم يريدون قتلهم لأنهم يكرهونهم. لكن محبوب من أهل الخير.

وهذا القبول هو أمر عزيز، يناله البعض، وقد ترى ذلك ماثلاً حينما تفتّش في رجالات أمتك الذين تصادفهم وتجالسهم وتسمع آرائهم فتجد أن قلبك يهفو لأناس دون أناس.

أي تفسير، أي تعليل، تقف حائراً إنه القبول من قبل الله عز وجل.

ومن علامة حب الله لك أن يجعل حتى الجمادات تحبك، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعرف صخراً في مكة كان يسلّم عليه، بل بلغ الأمر به صلى الله عليه وسلم أن الجذع حنّ على فقده.

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبراً من جذع يصعد عليه يخطب فيه الناس، فلما صنع له بعض الصحابة الكرام منبراً يصعد عليه يوم الجمعة يخطب منه نحّى الجذع جانباً فصعد ذلك المنبر، فسُمع للجذع حنين وأنين لفقده صلى الله عليه وسلم، إنها من علامات القبول.

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 136 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2011 بواسطة Aliduran

ساحة النقاش

Ali Duran

Aliduran
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

50,820