منتديات نادي الأمن والسلامة السعودي ـــ إشراف الأستاذ / أسامة بن محمد الجعوان

إستشاري صحة / سلامة / أمن / بيئة / باحث ومتخصص في إدارة الأزمات والكوارث

دخلت المواد البلاستيكية في صميم حياتنا اليومية، ففي أكياس مصنوعة منها نضع مشترياتنا ومن عبوات مصنعة منها نتناول الكثير من مشروباتنا.

كما أنها مكون رئيسي في أدواتنا المنزلية والصناعية والطبية فضلا عن المنسوجات والألبسة .

 ورغم هذا الاقتحام الواسع فقد برزت مخاوف وتحذيرات من مخاطر صحية محتملة يحملها البلاستيك لأجسامنا وصحتنا.

وينتج العالم سنويا أكثر من 260 مليون طن من مواد البلاستيك، وتمتاز مادة البلاستيك بعدة خصائص جعلتها تحتل هذه المكانة المهمة في الحضارة البشرية الحديثة.

فهي رخيصة الكلفة وهي قوية تتحمل وتدوم فترة طويلة ولا تصدأ وتعزل الحرارة والكهرباء بشكل ممتاز.

ويتكون البلاستيك من سلاسل طويلة من الجزيئات تسمى (البوليمرات) تتشكل من ارتباط جزيئات صغيرة يطلق عليها اسم (المونومرات) .

 وعادة ما تحتوي الكربون وعناصر أخرى، كما يضاف إلى هذه البوليمرات مركبات أخرى لتغيير خصائص المنتج النهائي وجعله أكثر ملاءمة للغرض الذي صنع من أجله، كأن يكون أكثر قوة أو ذا لون معين.

وقد شهد منتصف القرن الماضي، ثورة حقيقية في صناعة بعض المركبات والمواد التي لم يعرفها الإنسان من قبل، وكان من أهمها على الإطلاق (إنتاج البلاستيك) الذي تم استخدامه في كافة مناحي الحياة العملية، نظرا للمميزات العديدة التي يتمتع بها، ومن أهمها سهولة تشكيله وتصنيعه بما يتلاءم مع حاجات الإنسان اليومية والحياتية.

وقد تضاعف الإنتاج العالمي من هذه المادة الهامة بشكل كبير جدا، مما حدا بالباحثين على إطلاق اسم عصر البلاستيك على النصف الأخير من القرن الماضي.

وكان من النتائج السلبية لهذه الثورة العالمية في صناعة البلاستيك، وتراكم ملايين الأطنان من مخلفات هذه المادة التي استهلكت وحان وقت التخلص منها، ولم يكن في استطاعة الباحثين إتلاف هذه المادة عالية الثبات قليلة التفكك بطريقة آمنة، فتراكمت هذه المخلفات الصناعية وأخذت تهدد صحة الإنسان وكافة عناصر البيئة.

لقد بينت الدراسات أن المخلفات البلاستيكية التي لها عمر طويل مثل : ( (P.V.C لا يمكن التعامل معها كأي مخلفات صناعية أخرى.

فهي تنتج أخطر السموم والغازات الضارة، كـ (الديوكسينات) عند حرقها، كما أن دفنها في أعماق الأرض يلوث مصادر مياه الشرب الجوفية، وإلقائها في البحار والمحيطات يدمر كامل الحياة البحرية.

وقد وجد أن بعض هذه المخلفات يمكن السيطرة عليها بواسطة عملية التدوير، حيث قد تستخدم بعضها كوقود في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية التقليدية ضمن شروط صناعية وبيئية صارمة، كما قد يتم إعادة تشكيل بعض أنواع البلاستيك لإنتاج سلع جديدة تستخدم لرفد الحياة العملية واليومية.

وقد تم إجراء العديد من الدراسات لفحص التأثير المحتمل للبلاستيك والمواد التي تضاف إليه على صحة الإنسان.

وتكمن إحدى أبرز المشاكل المتعلقة بالبلاستيك في طبيعة استجابته للحرارة، إذ يعتقد أن ارتفاع درجة حرارته يؤدي إلى تسرب المواد التي قد تكون مضرة منه، وهذا ينطبق خاصة على أدوات الطعام والشراب والمعلبات.

والتالي قائمة بأبرز التأثيرات المحتملة للمواد البلاستيكية على صحة الإنسان، مع الإشارة إلى أن بعض الدراسات تم إجراؤها على الحيوانات، وبالتالي فإن نتائجها بحاجة لمزيد من التقصي قبل إسقاطها على البشر.

أولاً - أنواع المواد البلاستيكية :

تعتمد صناعة البلاستيك حاليا وبشكل كبير على المواد الأولية المستخرجة من النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم.

وتدعى الوحدات الأولية المشكلة للبلاستيك بالبوليمرات ( وحدات البناء المتكررة)، وهذه البوليمرات عبارة عن سلاسل كيميائية عملاقة تتكون من الهيدروجين والكربون والأكسجين والنيتروجين والكلور.

وتقسم المواد البلاستيكية إلى قسمين رئيسيين هما:

1.  البلاستيك المرن حراريا (Thermoplastic) :

والذي يتميز بتأثره بدرجات الحرارة العالية ، حيث ينصهر ويعاد قولبته من جديد عند تبريده ، وهذا النوع من البلاستيك يتكون أساسا من بوليمرات غير متفرعة أو ذات تفرع متوسط . كما أن شكله يتغير عند تعرضه للضغط أو الشد.

 ومن أهم أنواع البلاستيك المرن حراريا، كلاً من :

‌أ)     النايلون (Nylon) : الذي يستخدم في صناعة الخيوط والحبال والمنسوجات.

‌ب)  الأكريلك (Acrylic) : المستخدم في صناعة السجاد والمطاط الصناعي والزجاج المقاوم للكسر.

‌ج)   البولي ايثلين (Poly ethylene) : الشائع استخدامه في إنتاج الملابس وأكياس التسوق والعلب ولعب الأطفال وأنابيب الري وفي تغليف الأسلاك الكهربائية.

‌د)    كلوريد عديد الفينيل (Polyvinyl chloride) والمعروف اختصارا (PVC) : المستخدم في صناعة أنابيب الصرف الصحي .

‌ه)    كلوريد ثنائي الفينيل (Poly chlorinated bi very) : المستخدم في صناعة المطاط الصناعي والدهانات ومواد التنجيد والعوازل الكهربائية والجلود الصناعية، كما شاع استخدام كلوريد الفينيل الأحادي كمادة دافعة في علب رش المبيدات والعطور ومثبتات الشعر.

2.  البلاستيك غير المرن حراريا (Thermosetting) :

 وهذا النوع من البلاستيك يقاوم درجات الحرارة العالية ، وتتكسر سلاسل البوليمرات فيه عند تسخينه ولا يمكن قولبته مرة أخرى .

ومثال ذلك : الملامينات (Melamine’s) المستخدم بكثرة في المطابخ لصنع أواني الطعام والكراسي والطاولات ، وكذلك التفلون Teflon المقاوم للحرارة العالية والكيمياويات المختلفة والذي يستعمل في كسو أواني الطهي وفي بعض المعدات الصناعية وفي المحركات.

أيضا فإن من أهم أنواع البلاستيك غير المرن حراريا، كلا من :

‌أ)     فورمالدهيد الفينول (Phenol formaldehyde) : المستعمل في إنتاج الأدوات الكهربائية

‌ب)  فرومالدهيد اليوريا (Urea formaldehyde) : الشائع استعماله في صناعة العوازل الحرارية والبلاستيك المقوى.

ثانياً - مخاطر المواد البلاستيكية على الإنسان والبيئة :

يشكل البلاستيك إحدى أكثر المواد المفضلة في العالم الصناعي ، فهو عازل للكهرباء وقابل للتشكيل ومنخفض الكلفة، ولكنه في الوقت نفسه يحمل آثارا صحية خطيرة -وفق منتقديه ودراسات عدة- تؤثر في الإنسان والبيئة.

وترتبط خطورة منتجات البلاستيك بشكل كبير باحتوائها على مواد تسمى :

فثاليتات(phthalates)  .

وهي مواد تضاف للبلاستيك أثناء تصنيعه لزيادة مرونته، وتتسلل الفثاليتات من منتجات البلاستيك إلى الهواء والطعام وحتى البشر، ويشمل ذلك الجنين في رحم الأم.

وتدخل مادة الفثاليت في مادة تسمى (بولي فينيل كلورايد) وهي تستخدم على نطاق واسع في صناعة ألعاب الأطفال، مثل :

1)  العضاضة : وهي القطعة البلاستيكية التي يعض عليها الطفل لتخفيف آلام التسنين

2)  الألعاب الطرية والألعاب المنفوخة : تنتقل هذه المادة من هذه المنتجات والأجسام إلى الطفل والبيئة عبر لمسها، خاصة عندما تكون الملامسة مصحوبة بضغط.

ويمكن تلخيص أبرز المعطيات المتوافرة حاليا حول الآثار السلبية للفثاليتات على الصحة بالنقاط التالية:

1)  زيادة تخزين الدهون.

2)  زيادة مقاومة الإنسولين، وهو أمر يرتبط بالسكري.

3)  انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية.

4)  تأثير على الجهاز التناسلي لدى الذكور والإناث.

5)  هناك علاقة محتملة بين تركيز فثاليت في بول الأم ومشاكل تطورية بالجهاز التناسلي لدى المواليد الذكور ، مثل : عدم نزول الخصية بشكل كامل.

هذا على صعيد الإنسان .

أما على صعيد البيئة والحيوانات التي تعيش فيها فتوجد للمواد البلاستيكية آثار خطيرة، تشمل:

1) تلويث الهواء والماء والتربة بالمواد التي تتسرب منها.

2) البلاستيك صعب التحلل على الصعيد البيولوجي، فمثلا يقدر أنه يحتاج من مائة إلى ألف سنة حتى يتحلل عندما يتم طمره في مقالب القمامة.

3) تؤدي الأكياس البلاستيكية التي يقل سمكها عن عشرين ميكرونا إلى إحداث انسدادات في أنظمة الصرف الصحي في المدن، مما يؤدي لحدوث فيضانات فيها أثناء موسم الأمطار.

4) تتسبب المواد البلاستيكية التي تلقى في البحر بقتل ملايين الكائنات البحرية سنويا.

وفي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا قامت السلطات بمنع استخدام الفثاليت في المنتجات البلاستيكية التي يستعملها المستهلكون مثل : (رضاعات وألعاب الأطفال والصحون والأكواب) .

وأشارت الأبحاث العلمية على أن المواد البلاستيكية تتسبب بحدوث عدد كبير من المشاكل الصحية على الكائنات الحية، ويعزى هذا الخطر إلى مكوناتها الأساسية والى المواد المضافة إليها أثناء عملية التصنيع والتشكيل.

ومن أهم تلك المواد المضافة: (المحسنات الكيميائية) التي تكسبها القساوة المطلوبة أو المرونة أو اللون أو يجعلها مقاومة لتأثيرات الضوء والحرارة .

أضف إلى ذلك أن التخلص من المواد البلاستيكية بالطرق التقليدية كـ (الحرق ، والطمر) ينجم عنه انبعاث لعدد كبير من الغازات والمواد السامة، وفي مقدمتها الديوكسينات، مما يؤثر بشكل مباشر على الكائنات الحية والأحياء المائية.

إن الدراسات الميدانية بينت أن مشكلة التلوث بالمواد البلاستيكية، تعد من المشاكل البيئية المعقدة، فحجم تلك النفايات آخذ في التزايد.

ويكفي أن نشير إلى أن استهلاك الفرد في بريطانيا من أكواب البلاستيك يقدر بنحو 500 كوب في السنة، وهذا يعني أن عدد تلك الأكواب البلاستيكية المستهلكة في بريطانيا يكفي للإحاطة بالكرة الأرضية 14 مرة.

كما تدل الدراسات أيضا انه يتم إنتاج زهاء بليون كيس بلاستيكي في العالم سنويا، وان هذه الأكياس ينتهي بها المطاف في مكاب النفايات.

لقد نقضت الدراسات الحديثة حول البلاستيك الاعتقاد الشائع سابقا، من أن الروابط الكيميائية الموجودة في تلك المركبات مستقرة وثابته، حيث تبين أن تلك الروابط غير ثابته تماما، وان المواد البلاستيكية غير خاملة بالمفهوم المطلق للكلمة، بل هي تتحلل ببطء شديد، وينتج عنها انبعاث لغازات ضارة، تحت بعض الظروف، كالحرارة والضوء، وهذا يعني وجود خطر داهم جراء انحلال المواد البلاستيكية أو المواد المضافة إليها وتسربها إلى المواد الغذائية الملامسة لها وخصوصا عندما تكون ساخنة.

فالتجارب المخبرية، وجدت أن مادة فورمالدهايد اليوريا تتحلل عندما تتعرض لأشعة الشمس أو الحرارة، وهذا التحلل يحدث في الغالب جراء ملامسة الأطعمة والأشربة الساخنة لتلك المواد، وهذا التلوث الكيميائي الخطير، ينتج عنه تسمم للأطعمة والتسبب في حدوث مشاكل صحية معقدة، أهمها زيادة فرصة الإصابة بالعقم ومرض السرطان وخلل التوازن الهرموني في الجسم واضطرابات في الجهاز العصبي وخلل في القدرات العقلية وضعف المناعة .

من هنا فقد حذر المختصون من استخدام أكياس البلاستيك أو النايلون، وكذلك أكواب البلاستيك لنقل أو حفظ أو تناول الأغذية أو الاشربة فيها.

حيث تبين احتواء تلك المواد الغذائية الموجودة في البلاستيك، على تراكيز مرتفعه من متبقيات البلاستيك، وبسبب سهولة ذوبان البلاستيك في المواد الدهنية في الجسم، فإنها تستطيع التغلغل إلى داخل جسم الإنسان والتسبب بحدوث انعكاسات صحية خطيرة.

تلك الدراسات الطبية خلصت إلى بعض الحقائق العلمية، من أهمها :

‌أ)     ضرورة تجنب ملامسة المواد الغذائية للبلاستيك

‌ب)  منع استخدم الآنية البلاستيكية في أفران الميكروويف

‌ج)   منع وضع الماء في قناني بلاستيكية وتبريدها أو تجميدها في الثلاجة.

يقول الدكتور ادوارد فوجيموتو من مستشفى كاسل:  انه يجب التوقف عن تسخين الأكل في الميكروويف باستخدام أواني بلاستيكية ، وخاصة تلك المواد الغذائية المحتوية على الدهون ، حيث انه تحت درجات الحرارة العالية، يحدث انبعاث للديوكسينات من البلاستيك، فتختلط مع الطعام، مما يؤدي إلى تسمم من يتناول تلك الأغذية.

 كما شدد على ضرورة استخدام أواني البايركس أو السيراميك لهذه الغاية.

كما ذكر الدكتور فوجيموتو : إلى أن لجوء بعض محلات الوجبات السريعة إلى تحضير وتقديم الأغذية في أوعية رغوية مصنوعة من الفلين ، ينطوي على خطر صحي حقيقي .

 حيث تبين أن تلك الأوعية تتسرب منها بعض أنواع الديوكسين الخطير، وأكد على ضرورة استبدال تلك الأوعية بأخرى مصنوعة من الورق.

إن خطر المواد البلاستيكية، يكاد يكون احد سمات القرن الحالي ، فقد تم استخدام تلك المواد في كافة مناحي حياتنا اليومية .

فرضاعات الأطفال لم تسلم من هذا الخطر، وكذلك علب حفظ المواد الغذائية والأدوية تم صنعها من مواد بلاستيكية.

وهذا ما دفع كبريات الجهات العلمية في العالم للمطالبة بالتوقف عن الاستهتار بحياة الإنسان، وضرورة وجود تشريعات قانونية صارمة تحدد وبشكل قاطع كيفية التعامل مع تلك العبوات والمواد البلاستيكية الخطيرة التي تتسبب بحدوث أضرار فادحة على البيئة وعلى صحة الإنسان وسلامته.

ملاحظة هامة : عند شراء ألعاب الأطفال يجب الحرص على خلو المنتج من الفثاليت وأي مادة بلاستيكية مضرة أخرى مثل "بيسفينول إيه.  (BPA)

ثالثاً - البلاستيك ومرض العقم :

بينت دراسة جديدة أن مادة كيميائية مثيرة للجدل مستخدمة منذ عقود في إنتاج كميات ضخمة من حاويات المواد الغذائية ورضاعات الأطفال، مرتبطة بالعقم عند الذكور.

 فقد تبين الآن أن مادة بيسفينول أي المعروفة اختصارا بـ (PPI) وتعرف كيميائيا باسم المغيرة للجنس بسبب علاقتها بعقم الذكور، تقلل حركة النطفة وخاصيتها.

 وذكرت صحيفة ديلي تلغراف أنه من المحتمل أن تزيد نتائج الدراسة الضغط على الحكومات حول العالم لاقتفاء أثر كندا وثلاث ولايات أميركية في حظر استخدام هذه المادة.

 وتستخدم مادة (PPI) على نطاق واسع لجعل البلاستيك أشد صلابة وجعل علب الصفيح مانعة للماء.

 وتوجد هذه المادة في معظم أوعية المواد الغذائية والمشروبات، بما في ذلك علب الصفيح التي تحوي بديل لبن الأطفال وحاويات الأطعمة البلاستيكية وأغلفة الهواتف النقالة وغيرها من السلع الإلكترونية.

 وتزعم الدراسة الجديدة التي استغرقت خمس سنوات أنها وجدت علاقة بين مستويات مادة بي بي أي في الدم وخصوبة الرجال.

 وقد خضعت المادة لبحث مكثف لأنها معروفة بأنها )ممزق داخلي( حيث إنها تتدخل في إطلاق هرمونات بكميات كبيرة.

 ووجد الباحثون الأميركيون في الدراسة التي أجريت على 514 عاملا في مصانع صينية، أن الرجال الذين لديهم مستويات العليا من المادة في البول كانوا أكثر تعرضا بضعفين إلى أربعة أضعاف لأن يكون لديهم نوعية ضعيفة من السائل المنوي.

والأهم من ذلك أن كمية المادة في الدم بدا أنها تتناسب عكسيا مع نوعية النطف.

 وأكد رئيس فريق الدراسة على ضرورة تجنب هذه المادة قدر المستطاع لأنها قد تؤثر أيضا على جهاز التناسل الأنثوي ويكون لها تأثيرات ضارة في أمراض مثل السرطان أو الأمراض الأيضية. كما وجد أن القنينات وعبوات الصفيح التي تحتوي على تلك المادة لها علاقة بسرطان الثدي واعتلال القلب والبدانة  .

رابعاً – خطورة أغلفة الطعام البلاستيكية على الأطفال :

وجدت دراسة أميركية حديثة أن أغلفة الطعام البلاستيكية قد تتسبب بارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، وربطتها بإحدى المواد الموجودة في تركيبها والتي لوحظ ارتفاعها لدى الأطفال بالتزامن مع ازدياد معدلات ضغط الدم لديهم.

وأجرى الدراسة باحثون بجامعتي واشنطن وبنسلفينيا، ووجدوا أن مادة (الفثالايت) الموجودة في أغلفة الطعام البلاستيكية تتسبب بارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.

وخلال السنوات الماضية تصاعدت المخاوف من هذه المادة بعد أن بينت دراسات أجريت على الحيوانات وجود تأثيرات لها تشمل حدوث تشوهات بالجهاز التناسلي الذكري للمواليد وتراجع في الخصوبة، وضرر في الكبد والكلى، وتأثيرات على القلب وضغط الدم.

ومع أن هذه الدراسات اقتصرت على الحيوانات، فإن معارضي استخدام هذه المادة يحذرون من مخاطرها المحتملة على الإنسان، سواء الكبار أو الأطفال. وشملت الدراسة قرابة ثلاثة آلاف طفل.

 وقام الباحثون بقياس ضغط دمهم ومستويات الفثالايت في بولهم. وربط الباحثون التعرض لمادة (DEHP)  الموجودة غالبا بالأغلفة البلاستيكية وارتفاع الضغط.

وأظهرت النتائج ارتفاعا صغيرا في ضغط الدم عند الأطفال مع كل زيادة بمعدل ثلاث مرات في مستوى المادة المذكورة في عينات البول التي أخذت منهم.

وقال الباحث ليوناردو تراسانايد إن هذه المواد يمكن أن تكبح عمل الخلايا القلبية، وتتسبب بإجهاد تأكسدي يضر بصحة الشرايين.

خامساً - تحذير للحوامل من الأوعية البلاستيكية والمعلبات :

نشرت صحيفة ديلي تلغراف تحذير باحثين أميركيين للنساء الحوامل بتجنب الأطعمة المعلبة والمسخنة في المايكرويف وعبوات الماء البلاستيكية التي تُترك في الشمس بعد أن كشفت دراسة لهم أن مواد كيميائية معينة يمكن أن تزيد خطر إسقاط الجنين بنسبة 80%.

وقد صدرت نفس النصيحة للرجال الذين تحاول زوجاتهم الحمل حيث وجدت مركبات مشابهة في نفس المنتجات يمكن أن تضر بخصوبة الرجل.

والجدير بالذكر أن الدراسات السابقة التي أجريت على الحيوانات أشارت إلى أن مادة (بيسفينول أي) يمكن أن تهدد حياة الجنين لكن حتى الآن كانت الدراسات على البشر محدودة.

 لكن النتائج الجديدة من جامعة ستانفورد تشير إلى : أن المستويات المرتفعة من الاحتكاك بالمواد الكيميائية الموجودة في كثير من الأوعية البلاستيكية يمكن أن تزيد بشكل كبير احتمال الإجهاض.

ونبه الباحثون النساء الحوامل بشكل خاص : لتجنب طهي أو تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية لأن تسرب المواد الكيميائية أسرع بكثير في درجات الحرارة الأعلى ولتجنب ترك عبوات المشروبات البلاستيكية تسخن في الشمس.

ووجه الباحثون نفس النصيحة للرجال : الذين تحاول زوجاتهم الحمل بعد أن كشفت دراسة منفصلة أن وجود مواد كيميائية مماثلة في نفس الأوعية البلاستيكية تقلل خصوبة الرجل بنسبة 20%.

وأكدت كبيرة الباحثين بالجامعة : على أهمية هذا الأمر لأن الإجهاض حدث شائع جدا وتعرض الإنسان لمادة البيسفينول يكاد يكون في كل مكان.

وأشارت إلى بعض الأمور البسيطة التي يمكن عملها بما أنه يستحيل تجنب الاحتكاك بالمكونات البلاستيكية كليا ومنها :

‌أ)     الابتعاد عن الطعام المعلب والطهي أو التسخين في البلاستيك

‌ب)  الإبتعاد عن إيصالات ماكينة الدفع النقدي لأنها معالجة بمادة صمغية تحوى البيسفينول.

ويشار إلى أنه بين 15% و20% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض، بينما يزداد الخطر مع تقدم السن.

وأوردت الصحيفة دراسة ثانية قدمت في بوسطن : أن مستويات عالية من مجموعة من المواد الكيميائية تسمى فثالات، التي تُنتج أيضا أثناء تصنيع البلاستيك وتوجد في كثير من منتجات العناية بالبشرة، قللت بدرجة كبيرة فرص الحمل.

سادساً – خطورة أرضيات (PVC)  على الأطفال :

حذرت الرابطة الألمانية لأطباء أمراض الرئة من استعمال الأرضيات البلاستيكية المصنوعة من مادة البولي فينيل كلوريد (PVC)  في غرفة الأطفال، لأن هذه المادة تزيد من خطر إصابة الأطفال بالربو.

وتستند الرابطة في ذلك إلى نتائج دراسة سويدية حديثة : اكتشف خلالها الباحثون ارتفاع خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال الذين ناموا خلال الأعوام الخمسة الأولى من عمرهم في غرف تحتوي على هذا النوع من الأرضيات، وذلك بمعدل الضعف تقريبا عن غيرهم على مدار عشرة أعوام.

وأوضحت أن السبب ربما يرجع إلى احتواء هذه المادة على ما يسمى )الفثالات( التي يشتبه في أنها تضرّ بالخصوبة وتحفّز الإصابة بالأمراض المزمنة كــ (الحساسية والربو) .

كما أوصت الرابطة بألا تنام النساء الحوامل في غرف محتوية على هذا النوع من الأرضيات، لأنها تزيد من خطر إصابة الطفل بالربو أيضا في مراحل لاحقة من عمره.

سابعاً – البدائل المطلوبة:

على الرغم من السلبيات التي ترتبط باستعمال اللدائن فإنها تدخل في صميم حياتنا اليومية، ولذلك فإن الكثيرين يقولون إن محاولة عدم استعمال البلاستيك شيء مستحيل ومضيعة للجهد.

ومع ذلك فإن آخرين يؤكدون أن هناك العديد من الطرق لتقليل مخاطر البلاستيك والبدائل التي يمكن استعمالها.

فمثلا بخصوص البدائل يمكن عمل الأتي :

5) استعمال أكوابا وأدوات مصنوعة من الخزف أو الزجاج أو ستانليس ستيل، وعدم إستعمال الأكواب والصحون البلاستيكية ، خاصة لدى تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة ، إذ تحفز السخونة تسرب المواد المضرة من البلاستيك إلى الطعام أو الشراب

6) لا تشرب الشاي أو القهوة بالأكواب البلاستيكية ، وإذا كان المقهى الذي تشتري منه قهوتك الساخنة يقدمها في كوب بلاستيك فاهجره لحماية صحتك.

7) إذا لم يتوافر كوب معدني أو خزفي ، فيمكن استعمال أكواب وصحون ورقية ، فهي صديقة للبيئة وتتحلل بسهولة.

8) عند شراء ألعاب فيجب الحرص على خلو المنتج من الفثاليت وأي مادة بلاستيكية مضرة أخرى . مثل : بيسفينول إيه (BPA) والتي تزيد مخاطر أمراض القلب والنوع الثاني من داء السكري ومشاكل أنزيمات الكبد.

9) بالنسبة لألعاب الأطفال يجب الانتباه لرائحتها ، إذ تشير رائحة اللعبة النفاذة عادة إلى عدم مطابقتها المعايير الصحية ، خاصة إذا كان بلد المنشأ معروفا بعدم تطبيقه شروطا صحية صارمة على عكس الدول المتقدمة مثل أميركا والاتحاد الأوروبي.

10) عدم تكرار استعمال عبوات الماء والعصير البلاستيكية مرة أخرى أو تعد تعبئتها بالماء أو تستخدمها لتخزين الطعام مثل المخللات والشطة، وألقها بالقمامة مباشرة.

11) لا تقم بتسخين الطعام بالميكرويف في الصحون البلاستيكية.

12) لا تسخن الطعام بالميكرويف وهو مغطى بالتجليد الشفاف البلاستيكي.

13) عند شرائك منتجات بلاستيكية ابحث عن علامة تدل على عدم احتوائها على بيسفينول إيه BPA)) .

14) لا تغسل الأواني البلاستيكية في مغسلة الطعام، إذ أن الحرارة المتولدة فيها قد تؤدي لتسرب البيسفينول إيه BPA)) .

15) قلل تناول الأغذية المعلبة إذ أن المعلبات عادة تكون مبطنة بمواد تحتوي على بيسفينول إيه BPA))

ثامناً - فوائد واضرار البلاستيك :

كثيرا مانشاهد هذه الرموز على العلب البلاستيكية بل وكل شي مصنوع من البلاستيك فهل تعلم مامعناها .

فالمثلث يعني قابل للتدوير واعادة التصنيع وكل رقم داخل المثلث يمثل مادة بلاستيكية معينة ، والحروف هي اختصار لأسم البلاستيك المرادف للرقم في المثلث.

1.  الرقم (1)  : آمن وقابل للتدوير:

 يستخدم لعلب (الماء والعصير والصودا وزبدة الفول السوداني)  .

2.  الرقم (2): آمن وقابل للتدوير :

يستخدم لعلب (الشامبو والمنظفات ، الحليب ولعب الأطفال) . ويعتبر من آمن انواع البلاستيك خصوصا الشفاف منه .

3.  الرقم (3) : ضار وسام اذا أستخدم لفترة طويلة وهو مايسمى بالفينيل أو ال (PVC) :

 يستخدم في مواسير السباكة وستائر الحمام ، وكثيرا مايستخدم في لعب الأطفال وتغطية اللحوم والأجبان كبلاستيك شفاف لذا يجب الحذر من هذا النوع بالذات لأنه من أخطر أنواع البلاستيك وأرخصها لذا يستخدم بكثرة.

4.  الرقم (4) : آمن نسبيا وقابل للتدوير :

 يستخدم لصنع علب السيديات وبعض القوارير واكياس التسوق.

5.  الرقم (5): من أفضل انواع البلاستيك وأكثرها أمناً :

يناسب السوائل والمواد الباردة والحارة وغير ضار أبدا .

يستخدم في صناعة حوافظ الطعام والصحون وعلب الأدوية وكل ما يتعلق بالطعام .

أحرص على أن تكون كل مواعينك من هذا البلاستيك خصوصا علب طعام الأطفال المستخدمة لوجبة المدرسة وقارورة الماء المستخدمة لأكثر من مرة .

ويجب الحذر عند أستخدام علب ماء الصحه لأكثر من مرة لأنها مصنوعة لتستخدم لمرة واحدة فقط وتصبح سامه أذا أعيد تعبئتها.

6.  الرقم (6): خطر وغير آمن وهو ما يسمى بالبولي ستايرين أو الستايروفورم :

مثل :  (علب البرجر والهوت دوج وأكواب الشاي (اللي كأنها فلين والمستخدمة الى عهد قريب في مطاعم الوجبات السريعه العالمية عندنا.

مع العلم أنها منعت منذ أكثر من 20 سنه في أمريكا من قبل الحكومة وماكدونالدز توقف عن أستخدامها منذ 1980.

 تخيلوا قد أيه احنا مساكين وما عندنا حد يسأل وملعوب علينا، الحذر من هذه المادة والتي ما تزال تستخدم في المطاعم و البوفيهات الشعبية .

 كذلك هذه المادة من أسباب نقص طبقة الأوزون لأنها تصنع بأستخدام غاز(CFC) الضار

7.  الرقم (7) : هذا النوع لايقع تحت اي تصنيف من الأنواع الستة السابقة :

وقد يكون عبارة عن خليط منها والأمر الهام هنا أن كثير من الشركات العالمية بدأت تتجنبه بما فيها شركة (TOYS R US) الأمريكية للألعاب والتي تصنع كذلك رضاعات الأطفال .

وماتزال هذه المادة محط جدال بين الأوساط العلمية .

تجنب هذة المادة قدر الأمكان الا أذا ذكر عليها أنها خالية من مادة (BPA) وتكتب على الرضاعات كما يلي (BPA-free bottles. ) وتكون شفافة.

والخلاصة هنا :

لاتشتري أي بلاستيك ماعليه رقم حتى لو كان لعبة طفل أو حتى طاولة أو كرسي أو أي شي ممكن تستخدمه وتلمسه بيدك.

 أحرص على البلاستيك الذي يحمل الرقم (5) فهو أكثر الأنواع أمانا بأذن الله بالنسبة لإعادة الاستخدام والحرارة للطعام .

أما البلاستيك لمرة واحدة وله علاقة بالطعام أو الشراب فرقم (1) جيد .

 

المصدر: مجموعة مصادر ومراجع

منتديات نادي الأمن والسلامة السعودي

AlJaawan
أهدافنا تطمح للوصل الى القمة .. ونعمل جاهدين من خلال التطوير والتدريب وتطبيق معايير الجودة وإدارة أنظمة الأمن والسلامة المهنية من ضمن هذه الإدارات بل لعلها من اشد الإدارات التي يجب أن تحقق أهدافها لان فشلها في تحقيق أهدافها يعنى الفشل في إيجاد بيئة العمل الآمنة والعكس صحيح . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

433,056