منتديات نادي الأمن والسلامة السعودي ـــ إشراف الأستاذ / أسامة بن محمد الجعوان

إستشاري صحة / سلامة / أمن / بيئة / باحث ومتخصص في إدارة الأزمات والكوارث

  الإسلام دين المحافظة على البيئة ، دين الإيمان بالقيم الإنسانية الرفيعة ، وعدم تلويث المحيط الفيزيائي أو المعنوي بأي آثار ضارة . وقد سبق الإسلام جميع الأديان إلى مكافحة تلوث البيئة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه " ، كما قال عليه الصلاة والسلام : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثال ذرة من كبر ، قالوا يارسول الله : الرجل يحب أن يكون نعله حسناً وثوبه حسناً . قال : ليس ذاك ، إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق ، وغمط الناس )) .

وقد جعل الإسلام المحافظة على البيئة جزءاً من إيمان الفرد المسلم ، مما يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه ديننا الحنيف لحماية البيئة من أي شيء يؤدي إلى تلوثها أو تدهورها . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " وفي حديث آخر : " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " وهذان الحديثان يدلان على رعاية الإسلام واهتمامه بالبيئة ، حيث إن الإسلام ربط بين الإيمان وإبعاد الضرر عن المسلمين .

وهناك قاعدة شرعية تقول " لاضرر ولا ضرار " وهذا يدل على حرص الإسلام على منع الضرر ويعده أكثر أهمية من جلب المصالح ، وخاصة إذا كانت هذه المصالح يتبعها أذى أو حسب القاعدة الشرعية " درء المفاسد أولى من جلب المصالح" .

وقد حث الدين الإسلامي على النظافة ، فالنظافة من الإيمان . إن الوضوء وهو من متطلبات وشروط الصلاة لا يصح إلا بوجود ماء نظيف لم يتغير لونه أو طعمه أو رائحته أي أنه ماء غير ملوث . كما أن الاستحمام لا يتم إلا عند توفر ماء نقي من الأوساخ والتلوث . ومن شروط أداء الصلاة نظافة التربة أو الأرض التي يصلي عليها المسلم ، فإذا تلوثت الأرض فإن الصلاة لا تصح عليها .

إن الله جعل الإنسان خليفة في الأرض وهذا يعني أن الإنسان مسؤول ووصي على الأرض ، وليس مالكاً لها يتصرف فيها بأنانية ويدمرها من أجل مصالحه الذاتية المؤقتة .

إن الإنسان في الإسلام مستخلف على الأرض واستثمار خيراتها والمحافظة عليها، وهذا يفرض عليه أن يتصرف فيها تصرف الأمين والمسؤول عنها ، وأن يتعامل معها برفق وأسلوب رشيد من أجل مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة بإذن الله تعالى ..

   يدرك الجميع أن البيئة هي الحياة.. وأن الحصول عليها هو حق من حقوق الإنسان وذلك باتفاق كافة المنظمات الدولية حيث ورد في المواثيق العالمية ما نصه ( من حق الإنسان أن يعيش في بيئة سليمة وصحية ونظيفة خالية من التلوث البيئي ).. ولا سبيل إلى ضمانة تأهيل هذا الحق.. إلا من خلال الأخذ بالمبادئ الأخلاقية للتعامل من البيئة.. وضرورة وضع إستراتيجية لحماية البيئة.. تأخذ في اعتبارها مبدأي الاستدامة والاعتبارات الإنسانية.

ولو نظرنا إلى القيم والمبادئ التي تدعو إليها المؤتمرات الدولية مثل :

1.مؤتمر البيئة والتنمية الذي عقد في استوكهولم عام 1972م.

2.اتفاقية الأمم المتحدة للتغيير المناخي الموقعة في ريودي جانيرو عام 1992م.

3.بروتكول كيوتو باليابان عام 1997م لخفض غازات الاحتباس الحراري بسبب النشاط البشري ويهدف على الحد من ظاهرة التغير المناخي والذي تتعدى أخطارها حدود الدول لتصبح ذات طابع عالمي.

4.مؤتمر قمة الأرض في جوهاننسيرج عام 2002م للبيئة المستدامة.

سوف نجد أن معظم مبادئ هذه الاتفاقيات تؤكد ما سبق أن دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف السمح منذ 14قرنا بالدعوة إلى المحافظة على البيئة وعدم قطع الشجر وإماطة الأذى عن الطريق والتي اعتبرها جزءاً من الإيمان.. والتأكيد على النظافة العامة.. والحث على عمارة الأرض وتحسينها.

من هنا تبدو الحاجة الماسة إلى التعامل مع ظاهرة التلوث البيئي بشكل أفضل وتوحيد جهود الإدارات المتفرقة في البلديات والأرصاد والحياة الفطرية تحت مظلة وزارة مختصة تعنى بشئون وشجون البيئة.. هدفها حماية البيئة والمحافظة عليها ومكافحة مسببات التلوث البيئي والذي تؤثر في عناصر البيئة الرئيسية والعمل بشكل فعال على معالجة:

* تلوث الهواء بأنواعه.

* تلوث مصادر المياه.

* تلوث البيئة البحرية.

* التصحر وتقلص الغطاء النباتي.

* إحداث تغيير واضح في الإجراءات والمعايير البيئية.

* العناية بالتنمية البيئية المستدامة.

* إعداد مشروع تعاوني لتوعية المواطنين وتعريفهم بأهمية البيئة.

إن الاهتمام بالبيئة هو حق أساسي من حقوق الإنسان.. وذلك توجه عالمي ومطلب لكل البشرية وهي أمنية لكل إنسان متحضر.. فالبيئة غير السليمة.. هي سمة من سمات المجتمعات المتخلفة عن التطور والتقدم والنماء.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 861 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2015 بواسطة AlJaawan

منتديات نادي الأمن والسلامة السعودي

AlJaawan
أهدافنا تطمح للوصل الى القمة .. ونعمل جاهدين من خلال التطوير والتدريب وتطبيق معايير الجودة وإدارة أنظمة الأمن والسلامة المهنية من ضمن هذه الإدارات بل لعلها من اشد الإدارات التي يجب أن تحقق أهدافها لان فشلها في تحقيق أهدافها يعنى الفشل في إيجاد بيئة العمل الآمنة والعكس صحيح . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

451,976