تعريف البيئة : هي كل ما يحيط بالإنسان من موجودات من ماء وهواء وكائنات حية وجمادات وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته ونشاطاته المختلفة.
وللبيئة نظام دقيق متوازن صنعه خالق عظيم ومدبر حكيم (صنع الله الذي أتقن كل شيء)
ولكن جاءت يد الإنسان لتعبث بكل جميل في البيئة تهدد الأخضر واليابس فكان ذلك الشبح المدمر الا وهو (التلوث) الذي أصاب معظم عناصر البيئة.
لقد أصبحت قضية البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءاً من تلوثها واستنزاف مواردها ووصولاً إلى الاخلال بتوازنها حديث العالم كله، حتى قال بعض الباحثين: لو كان للبيئة لسان ينطق لصكت أسماعنا صرخات الشجيرات التي تحرق عمداً في البوادي والغابات وأنين المياه التي تخنقها بقع الزيت في الخلجان والبحار وحشرجة الهواء المختنق بالغازات المسمومة والرصاص في المدن الكبرى.
ان المحافظة على البيئة تأخذ اشكالاً مختلفة والجميع يتحدث عن إيجاد الآلية التي ترتقي بالقوانين البيئية التي تتناغم مع سلوكيات يومية مطلوبة لتشكل بمجملها حداً للتلوث والتدهور البيئي، وهذا الموضوع يتم الحديث عنه بطرق متعددة تبعاً للامكانيات ووفقاً للخطر الذي يتجلى من خلال نسب التلوث أو حدوث خلل في التوازن البيئي الطبيعي.
وتمثل حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية هدفاً من أهم أهداف الإسلام الحيوية وتوضح مظهراً من أبرز مظاهر عنايته بسلامة الإنسان وحماية الطبيعة وحرصه على نظام الحياة وسعادة النوع البشري واستمرار وجوده على هذه الأرض ذلك لأن سلامة النوع البشري وما تعايش معه من مخلوقات حية أو ذات علاقة بها كالتربة والماء والهواء مرتبطة بحمايتها من التلوث والتخريب.
ولذاك تجب التوعية والتثقيف وتربية الإنسان على العناية بالصحة والطبيعة وحماية الأحياء والحياة على هذه الأرض، منطلقاً من مبدأ عقيدي هو ان ما صنعته يد الخالق سبحانه يتصف باكمال والاتقان والصلاح ولا شيء خلق عبثاً في هذا الوجود، وقد صور القرآن ذلك بقوله (صنع الله الذي أتقن كل شيء)
ان تصرف الإنسان الأناني أو المنطلق من الجهل والعدوانية يدفعه إلى تخريب البيئة وافساد المحيط الطبيعي لذلك يحمل القرآن الكريم الإنسان مسؤولية افساد البيئة بقوله: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).
ويخاطب الإنسان مدافعاً عن البيئة وسلامة الحياة بقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
أما في مواجهة هذه المشكلة فعلى المجتمع الإسلامي ان يلتزم آداب الإسلام في السلوك والتعامل مع الطبيعة من حولنا وعلى المسلم القيام بدوره في المحافظة على البيئة.
- الحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه، لأن النظافة أساس كل تقدم ورقي وعنوان الحضارة ومظهر من مظاهر الإيمان.
- نشر الوعي البيئي بين الأبناء والاخوان والأصدقاء لتوسيع آفاقهم ومداركهم حول حب العالم والكون بما فيه ومن فيه وتوجيه النصح والإرشاد لهم والتعاون على مواجهة هذا الخطر لما فيه صالح الفرد والمجتمع بل والعالم أجمع.
ان الله قد خلق لنا الكون كله، وأبدع لنا الطبيعة من حولنا وجعلها مسخرة لخدمتنا فهي أمانة بين أيدينا ويجب ان يقترن استغلالها بقدر تحقيق المنفعة الخاصة مع الحفاظ على المصلحة العامة.