تعتبر عملية تحقيق النجاح مستوى الحياة الزوجية من أهم التحديات التى تواجه الزوجين ، خاصة من مضت علي زواجهما سنوات عديدة ، عاشوا السعادة في خضمها احيانا ، و قاسوا لوعة المشكلات أحيان اخرى. و هناك اعتبارات كثيرة تقتضي في كثير من الأحيان استمرار الزواج، مثل العادات والتقاليد، الشكل الاجتماعي، وصالح الأبناء ؛ الا انه لربما تواجهنا بعض المشكلات التى لا يمكن الوقوف لمثل هذه الاعتبارات اذ ان المشكلات تعتليها.
و تتعدد اسباب الفرقة لنجد انها من الممكن تنحصر في تسرب الملل إلي حياة الزوجين، أو تحول الحب إلي مشاعر روتينية تفتقر إلي التجديد والحيوية، لذا فإن السؤال الذي نواجهه إلي التجديد والحيوية، لذا فإن السؤال الذي نوجهه إلي كل زوجة، هو إذا كانت حياتك الزوجية تسير في مسارها السليم إلي الآن، فهل أنت متأكدة من أن الأمر سيسير علي نفس النحو خلال اسلنوات العشر المقبلة؟
تقول مي عصمت متزوجة منذ 3 سنوات أن هناك فرق بين الاستمرار في الزواج لغرض الزواج نفسه، وبين الاستمرار فيه بدافع الحب والإنتماء، ففي الحالة الأولي تصبح فرص الفشل عالية جدا، لكن في الحالة الثانية يمكن القول إنه لا مجال لوقوع الفشل، والشيء الأكيد أن الزوجة، علي الأقل في مجتمعاتنا العربية، يقع علي كاهلها عبء كبير في الحفاظ علي استقرار الزواج وتوطيد أركانه.
ضحية الخوف
ومن جانبها تقول ماجدة نوار 24 عاما انها كانت واحدة من الزوجات اللاتي وقعن ضحية الخوف من فشل زواجها، بسبب التباين الشديد بينها وبين زوجها من كافة الوجوه، وهذا ما دفعها إلي محاولة الظهور أمامه بشخصية أخري غير حقيقتها، علي زمل أن تكسب وده وحبه، فانقطعت عن الخروج مع صديقاتها، وبدلت طريقة لبسها، وحتي أصناف الطعام التي تحبها هي ولا يحبها هو لم تعد تطهوها علي الإطلاق، فماذا كانت النتيجة؟ بعد أسابيع قليلة شعرت بالملل ووقعت فريسة الاكتئاب وفقد الزواج بريقه، وشعر زوجها بأنها بعيدة عنه، فدبت الخلافات بينهما وانتهي الحال بالانفصال، كل ذهب في طريقه.
تقول أماني مطلقة (27 عاما) إن زوجها السابق كان شديد العصبية، وفي كل مرة كانا يجلسان معا لمناقشة وحل أي خلاف، يتحول الأمر بسرعة شديدة إلي شجار وصراخ لا ياق، لذا كانت حياتهما معا عبارة عن كابوس، كان من الطبيعي أن تتلاشي بمرور الوقت فرص بقاهما معا،
الزوجة الذكية
وتري نجوى شكري خبيرة العلاقات الزوجية أن الزوجة الذكية هي التي تركز جهدها علي إبقاء جذوة الحب مشتعلة في قلب زوجها، من خلال جذبه إلي عالمها وتزيين ميولها في نظره، عندما تفعل ذلك يمكنها أن تضمن ازدياد قناعته وتعلقه بها• وبما أن الخلافات واردة بين كل زوجين، فإن الابتعاد عن التوتر يجنب تحويل الخلافات إلي شجار، كما يجب علي الزوجة أن تضع في اعتبارها أن الاختلاف مسألة طبيعية، لكن من غير الطبيعي والخطير هو تحويل الخلاف إلي معركة يحاول كل واحد أ ينتصر فيها علي الآخر.
الزوجة الحكيمة
و يري مجدي عبيد، مستشار اسري، أن اعتماد مبدأ الصدق والصراحة بين الزوجين منذ البداية، يختصر الكثير من المسافات بينهما، فمثلا عند نشوب أي خلاف بينهما، يقتضي التصرف السليم الإقبال علي مناقشة وجهات النظر والتحدث بصراحة عن الأشياء التي يشعر أحدهما بأنها تؤذي مشاعره، ولكن من الضروري أن يتم ذلك تحت سقف أن كل واحد منهما سيعود إلي سابق عهده بعد الانتهاء من المناقشة، ولن يحتفظ في داخله بأشياء ضد الآخر، بهذا المفهوم يمكن بناء علاقة مرنة قادرة علي الصمود في وجه العواصف.
ونظرا لأن مسألة التحدث عن المشاعر عملية حساسة خاصة بالنسبة للزوجة، فإن الخجل يقف عائقا أمامها في بعض الأحيان ، ويمنعها من التحدث بصراحة عن بعض الملاحظات التي تزعجها أو تؤذي مشاعرها. ولذلك يمكن أن يأخذ الخلاف منحي اخر بعيدا عن النقاش وتتحول الجلسة التي كان من المفترض أن تتوج بإيجاد تسوية إلي عملية صراخ متبادل قد تنتهي نهاية مأساوية.
ويعتقد المستشار الاسري أن الزوجة الحكيمة هي التي تجعل زوجها يفهم يلاحظ من تلقاء نفسه الأمور التي تصدر عنه وتزعجها أو تثير حساسيتها، مؤكدا أنه لا يوجد رجل يحب زوجته بالفعل يمكنه أن يتعمد إيذاء مشاعرها، وفي تصوره أن الرجل عندما يكون غارقا في الحب يمكنه أن يعطي بلا حدود.
وينصح عبيد الزوجة بأن تجير الخلاف دائما لصالحها، فأن تمنحه الفرصة ليدافع عن نفسه ويوضح وجهة نظره، وتتجنب إلقاء التهم عليه وكأنه يجلس في قاعة المحكمة خلف القضبان، كما لا يجب عليها أن تشدد في مسألة الاعتذار، وتبقي فقط جالسة تنتظر أن يبحثوا أمامها علي ركبتيه طالبا المغفرة والسماح من صاحبة المقام الرفيع، أو تهدد بهجر الفراش أو مغادرة البيت، وغيرها من التهديدات العقيمة، فالرجل دائنا ضعيف أمام المرأة، وإذا تعلمت منه الرقة والتسامح ستكسب حبه وولاءه.
ساحة النقاش