زوجي خلاص يهجنني أو أنتحر بسببه وبسبب انه عاطل والديون محوطانه وهو لايحرك ساكن ومعندهوش اي احساس بالمسؤولية برغم ان عندنا بنتين في الاعدادي والابتدائي.
**** **** **** **** ***** **** **** ***** ***** **** ***
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشكّ بأنّ الظروف التي تمرين بها صعبة جدّاً خصوصاً أن ربّ الأسرة عاطل عن العمل ويسبب ذلك غياب المورد المالي للأسرة من جهة، ومن جهة ثانية فإنّ البطالة تؤدي إلى مشاكل كثيرة كان في مقدمتها الشعور بالإحباط والملل والضجر والكآبة وكل ذلك ينعكس بشكل وآخر على باقي أفراد الأسرة.
ولكن عليك أن تتذكّري أيتها الأخت الكريمة بأنّ الأيام لا تبقى على حالها، وأنها تتغير باستمرار، وأن العسر لا يدوم، كما قال تعالى: (إنّ مع العسر يسراً) (الإنشراح/ 6)، ولذا عليك أن لا تيأسي وليكن أملك بالله سبحانه وتعالى كبيراً واطلبي منه العون والتوفيق وهو نعم المولى ونعم الوكيل.
حاولي أن تتسلحي بالشجاعة وأن تبثي في زوجك الأمل وتدفعيه للسعي للحصول على العمل.. شجعيه وساعديه في متابعة الفرص المختلفة واطلبي من الأقارب التعاون في ذلك حتى تنجلي هذه الغمة، ولا عيب في طلب العون من الآخرين، فإن من سنّة الحياة التعاون، قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) (المائدة/ 2).
تذكري أيامكم الجميلة والسعيدة التي قضيتموها معاً، وتذكري مستقبل أولادك وذكريه بذلك، وتذكري بأنّه اليوم بحاجة إلى صبرك ومساعدتك، كما إنّه عندما كان يعمل كان يساعد أسرته.
واعلمي أنّ الصبر يحلّ كثيراً من الأمور، ولا يعني هذا بحال الإستسلام للقدر، بل لابدّ من بذل الجهود والسعي، ونتذكر قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) (النجم/ 39).
ولكن علينا عدم القنوط والجزع فإن مثل هذه الظروف يمر بها كثيرون نتيجة للأوضاع الإقتصادية، ولكن يمكن ببذل مزيد من الجهد تجاوزها.
نعم، هي أزمة، ولكنها أزمة إقتصادية، وعلينا أن ندعها لتتحول إلى أزمة نفسية وإجتماعية تدمر حياتنا وتخرب بيوتنا، ولذلك اسعوا إلى الإقتصاد بالنفقات وتنظيم الأمور حتى تنجلي الأزمة.
وعندما يشعر زوجك بغيرتك عليه وحرصك على مستقبل الأسرة فإنّه سيتحرك هو بذاته لتغيير حاله.
وبدلاً من أسلوب اللوم والتقريع.. اعملي على إحاطته بالعطف وإشعاره بأنّه ربّ الأسرة وبالتالي تشجعيه ودفعه للبحث عن العمل.
وأخيراً، ربما الشعور بالإحباط يغلب على زوجك ويجعله ذلك مستسلماً وخاملاً وغارقاً في همومه فعليك السعي لإخراجه من هذه الحالة، وبث روح النشاط والأمل في نفسه، ومما يفيد كثيراً هو خروجكم من المنزل للتجول والتسوق والصلاة وغير ذلك لأن الركود في المنزل بحد ذاته يزيد الطين بلة والخمول جموداً.. مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
ساحة النقاش