أنا فتاة ابلغ من العمر 18 سنة... طالبة في كلية من كليات القمة.. مشكلتي اني كسولة بدرجة كبيرة .. وأجد صعوبة في تنفيذ ما يجب علي فعله.. فمثلا رغم اني أحب كليتي وأحب المذاكرة فيها.. لكني اتي قبل النهاية اتعب من المذاكرة.. والضحية في ذلك إمتحاناتي.. المهم هو إني مهما صممت على شئ لا اتمه حتى النهاية.. لا ادري لماذا؟ ربما التعب أو الملل السريع خصوصاً اني ذات خلق ضيق .
هذا الامر ليس في المذاكرة فحسب .. بل في كل عمل أريد أن أنجح فيه في حياتي .
رغم اني حاولت مرارا و تكرارا أن أحسن حالتي.. لكن دون جدوى.. والسيئ في الأمر أن محاولتي إستمرت ما يقارب 4 سنوات.. هذا ما يجعلني حقا اؤمن بأني فاشلة ..
لذلك أرجو منكم ان تفيدوني.. وتساعدوني على ما عجزت عنه.. وجزاكم الله خيرا .

*****   ******   ***   ***   *****   ***  ****   *****   ******

الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البداية تكون من حيث انتهت رسالتك، فشعورك بأنك فاشلة هو الأسوأ حقاً وعليك أن تزيلي هذه الفكرة الخاطئة من ذهنك.

إنّ الإنسان يعيش تصوراته وأفكاره عن نفسه والآخرين، وهذا ليس بالضرورة ينطبق مع الواقع الخارجي الذي يعيشه الإنسان، فصورة الخارج تتأثر بلون عدسات النظرة التي ينظر من خلالها الإنسان.. بيضاء أو سوداء أو غيرها.

ألا تجد إلى أخوين شقيقين يعيشان في نفس البيت والمدرسة وظروف المجتمع، ولكن أحدهما ينظر بأمل وتفاؤل إلى ما حوله... والآخر يائس محبط يرى كل شيء معتماً ومظلماً.

إذن إبدئي أوّلاً بتغيير نظرتك إلى نفسك وإلى الحياة من حولك. فأنتِ لستِ فاشلة – حتى لو لم تتوفقي طي دراستك – لأن تلك محطة من محطات الحياة، ولديك مجالات كثيرة وأيّام قادمة، ورحمة الله تعالى وسعت كل شيء، ولو راجعتِ نفسكِ ونظرت لما حولك لوجدت أنك تنعمين بنعم لا تعد ولا تحصى، ولديك فرص كثيرة للتقدم في الحياة وتحسين أحوالك.

اكتبي ما تتذكرينه من نعم الله عليك وصفاتك المميّزة الجيِّدة على ورقة وراجعيها كل يوم حتى تشكري الله عليها وظروفك وتزدادي ثقة وإطمئناناً وشعوراً بالسعادة والرضا. وفي نفس الوقت، تعملي للإستفادة من تلك الإمكانيات لتطوير حياتك.. فاكتبي أهدافاً قريبة وبعيدة لك وحدِّدي زمناً لكل هدف، واعملي على تحقيقها واحداً واحداً.. وستجدين أنّ الدنيا بخير وأيام الله جميلة وأنتِ موفقة إن شاء الله.

الأمر الآخر، ربّما يرجع الملل وضيق الخلق إلى التعب.. تعب الجسد وتعب النفس وقلة الترويح لهما.. لذا عليك مراجعة نفسك بتحسين نومك وأخذ قسط وافر من الراحة والإستجمام والرياضة ووضع برنامج للترفيه بالسفر ومشاهدة الطبيعة وزيارة الحدائق والأقارب، والمطالعة المفيدة ومشاهدة البرامج المسلية.

والإهتمام بالتغذية وحتى الإستعانة بطبيب وعمل تحليل للدم وأخذ الأدوية المنشطة إن لزم، لأنّه قد يرجع الإنسان بالتعب وإجهاده إلى سبب عضوي يتعلق بإفراز الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات أو وضع الدم، ويؤثر ذلك.

وأخيراً، التدريب على الدراسة المنظمة وإختيار الوقت المناسب لذلك، في الصباح والمساء، وأخذ قيلولة للإستراحة والنوم بعد الظهر وترك المطالعة الفورية بعد الغداء والعشاء، بل ترك وقت لهضم الطعام، وتهيئة الأجواء المناسبة من الهدوء للتركيز على الدرس وعدم إشغال الذهن بكثير من الأخبار والمعلومات الإضافية، أيام الدراسة.

ويجب أخذ فترات إستراحة ولو لعشر دقائق بين ساعة وأخرى لتناول السكريات والفواكه المفيدة للمطالعة وحتى يشعر الإنسان بالإسترخاء والرضا وكأنّه يأخذ مكافآت لنفسه كل ما أنجز فرضاً.

ومن المهم جدّاً إزالة القلق، فإذا ما أخذ الإنسان نمرة ضعيفة في درس ما، فإن الدنيا سوف لا تنقلب وهناك فرص كثيرة للتعويض، لأنّ الإضطراب يؤثِّر على إطمئنان الإنسان وقدرته للمذاكرة.

ومن المفيد جدّاً قراءة القرآن وذكر الله تعالى بين حين وآخر (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد/ 28)، كما إن كلام الله تعالى يؤثِّر في فكر الإنسان ويرتب دماغه ويجعله أكثر إستعداداً لتلقي العلم والإستذكار.. ومن الله التوفيق.

المصدر: استشارات اجتماعية .. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,027,543