إن ما تتقاضاه فى عملك هو عبارة عن أجرين مرتب مالي ومرتب معنوي، لأن الأموال ليست هي كل شيء تبحث عنه وتلهث ورائه أثناء تأديتك لعملك.
والمرتب المالي لسنا بحاجة إلى شرحه أو تقديم تقرير مفصل عنه لأنه مفهوم جداً.
وعندما يبحث كل شخص منا عن وظيفة فهو يبحث عن العائد.. طبعاً العائد المادي لأنه هو العائد الواضح والشائع في حضاراتنا جميعاً. ولكن هناك طرق أخرى عديدة للعائد الذي يمكن أن تحصل عليه من عملك والذي له أهمية لا تقل بل تفوق على النقود. وقد يسأل شخص ما إذا كان هناك أكثر من عرض لوظيفة بمرتبات مختلفة أيهما يختار؟ بالطبع التي تعرض مزايا مالية أكثر وخاصة إذا كان لا يعرف المزايا الذهبية التي تفوق النقود.
تأكد أنك لن تقع في هذا الاختيار المحير طالما تعرف ما تريده لنفسك، فهناك أشخاص تمثل المادة بالنسبة لهم كل شئ و سيكون العرض الأكثر في الأموال هو الاختيار الأمثل لهم، وهناك أشخاص تمثل القيم عندهم جزءاً من المرتب المالي الذي يتقاضونه الذي لا يقل أهمية عنه.
- المرتبات المعنوية:
1 – الأمان:
فى حين أنه لا توجد فرصة عمل يتوافر فيها الأمان بنسبة 100 % فتوجد فرص عمل أكثر أماناً وأمناً عن غيرها وتحقق لك الاستقرار هل تفضل أن تتقاضى مرتبات أقل من وظيفة تمنحك سلام النفس والعقل، أو تفضل نقوداً أكثر من وظيفة بها مغامرات وتحمل لبعض المخاطر. هل تفضل الشركة البسيطة التى تتقدم معها فيما بعد، أم شركة كبيرة بها هموم مالية أكثر .. وأنت بالطبع تعرف الفارق!!.
2 – الفرصة:
هل تبحث عن الفرصة أم النقود فقط في حد ذاتها؟ لأن ذلك سيتحكم في اختيارك للوظيفة إذا كنت تبحث عن فرصة فهذا يعني أنك ترغب في تنمية نفسك وتعليمها حتى تحقق الربح المادي لكن في مرحلة لاحقة؟ أما إذا كان هدفك البحث عن النقود فستجدها لكن لن تحقق ذاتك بالعمل الذي تقوم لأنه من الممكن ألا يكون مناسباً لك ولا تكتشف ذلك إلا بعد فوات الأوان التي تصبح الفرص فيها أمامك قد قلت أو قد تكون شبه منعدمة، فالشىء الذي لا يمكن الحصول عليه في الشباب وأنت بكامل طاقتك لن تجده بعد انقضاء فترة من تجربتك في العمل.
3 – المرونة:
من منا لا يفضل المرونة فيما يقوم به من عمل، لكن المرونة هنا تختلف نوعاً ما حول طبيعة العمل هل تود أن تلتحق بعمل طوال اليوم بمزيد من النقود أم تكتفي بالعمل لعدد ساعات معينة لمزيد من التركيز والإنجاز بعائد أقل؟!.
4 – الإبداع:
هل أنت من الأشخاص اللذين يظهرون تفرداً في أعمالهم، وإذا كان هذا لا يتأتى إلا من خلال وظيفة تعرض عائداً مالياً أقل فهل سترضى بذلك لكي تشبع طموحك العملى، أو أنك لن تتقبله؟!.
5 – التوازن:
هل تريد أن تحقق التوازن بين حياتك الاجتماعية خارج العمل وبين حياتك العملية، بمعنى آخر هل تفضل اختيار وظيفة الحياة والعمل التي ستدفع لك أكثر وهو النجاح في حياتك بوجه عام! أما الاختيار سيكون للعمل للحصول على العائد المادي الذي سيكون للأقوى فى نظرك.
6 – الحرية:
يقاس الإنجاز الفرد بمدى الحرية والثقة والراحة التى يجدها في العمل الذي يقوم به – وهناك نمطين من الشخصيات، شخصيات متمردة على الأسلوب التقليدى وشخصيات روتينية تتبع قواعد وخطوط عريضة مرسومة تحقق لها الشعور بالارتياح لأنها لا تحب المخاطرة والمجازفة، أما الشخصية الأولى فها جريئة لا يهمها التعثر بقدر ما يهمها العثور على أنماط جديدة في إنجاز الأعمال والتي لا تضع المادة في حسابانها – فأين أنت من كل هذا.
والأسئلة كثيرة وإجابتها أكثر وأكثر فعليك بالاختيار ولا تندم أبداً على اختيارك.. وإذا كنت من الفئة الروتينية تبحث عن الأموال في المقام الأول يجب أن تكون مشاعرك من فولاذ ولا تلفت إليها حتى إذا أصبحت حطام؟!!
ساحة النقاش