ذكرت دراسة امريكية ان الطيور المهاجرة تكمل رحلتها سنويا قاطعة آلاف الكيلومترات للانتقال الى مناطق اكثر دفئا لتضع فيها بيوضها، من دون ان تنام الا أوقاتاً قليلة جدا، وربما احيانا تواصل رحلتها من دون نوم.
والتساؤل المثير للغرابة هو: كيف تستطيع هذه الطيور ان تظل مستيقظة كل هذه الفترة دون ان تصاب بأمراض او متاعب صحية، او تعب يؤثر في طيرانها وترحالها؟
وتفسر هذه القدرة غير العادية كيفية قيام الطيور بالطيران في الليل، في حين تمضي النهار في البحث عن الطعام وتزويد اجسادها بالطاقة.وقامت بهذه الدراسة نيلز راتينبورج وروث بينكا من جامعة ويسكوتسين، حيث اكتشفت الباحثتان هذه الحقائق الجديدة عن الطيور المهاجرة اثناء البحث الذي اجري على عصفور الدوري ذي التاج الابيض في الأيسر الذي يتمثل “الهجرة”.
عن طريق تحريك اجنحته وهو في القفص.. وعن طريق مراقبة النشاط الذهني لهذه الطيور، اكتشفت راتينبورج وبينكا انها تمضي وقتا في النوم عند الهجرة اقل ب63% من الاوقات الاخرى.
ورغم انها تكون محرومة من النوم. فإم هذه الطيور تظل يقظة، كما ان انجازها في الاختبارات السلوكية كان مماثلا لانجازها في الايام الاخرى من العام حيث يبقى نصف دماغها مستيقظا كما تفعل انواع اخرى من الحيوانات، فالدولفين وبعض انواع الفقمة مثلا تجعل نصف دماغها في وضع راحة، في حين ان النصف الآخر يقوم بإنجاز الوظائف الاساسية في الجسم مثل التنفس، وكذلك يفعل البط، حيث يستريح نصف دماغه، في حين يراقب النصف الآخر الحيوانات المفترسة وقالت راتينبورج لمجلة “نيوسينتست”: “ان نصف الدماغ يظل مستيقظاً عند الدوري”.
وتتشابه انماط النوم لدى الطيور مع نوم الثدييات، ولكن حرمان الحيوانات الاخرى من النوم يؤدي الى خلل كبير في السلوك العصبي والوظيفة الفيزيولوجية، ولذلك فإن قدرة الدوري على البقاء مستيقظا ومتنبها لفترة طويلة اثناء الهجرة تعتبر لغزاً محيراً خاصة ان حرمان الطائر من النوم في اوقات اخرى من العام يؤدي الى حدوث خلل في وظائف الطائر الذهنية. وثمة أدلة على ان الطيور المفردة الاخرى تتمتع بقدرات مشابهة. ويقول توماس فوش المتخرج حديثا في جامعة اوهايو، والذي درس نوم الطيور: “نجد الكثير من التشابه بين الطيور”.