تكنولوجيا التعليم بين الواقع والمأمول

اهتمام بكل المجالات ( احمد هاشم الفيومى )

تأتى هذه الدراسة فى إطار السعى لتوظيف المستحدثات التكنولوجية فى التعليم بصفة عامة وفى مجال التقويم بصفة خاصة كأحد الاتجاهات الحديثة العصرية فى تقويم وتقييم تلاميذ المرحلة الإعدادية ، فى إطار ما تشهده المدارس المصرية من برامج الجودة والاعتماد الأكاديمى(سعيد سليمان وأخرون،2006، 105،104).

    وتؤكد توصيات المؤتمرات والندوات التى نظمها المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى بعنوان " تطوير نظم التقويم والامتحانات بالتعليم (2001) " والدراسة التى أجراها المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا(2002) بعنوان " تقويم التلميذ فى التعلم العام وأساليب تطويره": ضرورة أن يكون التقويم مستمراً على مدار العام الدراسى، وعدم الاقتصار على امتحانات الفصول الدراسية، وأن تتنوع وسائل التقويم لتقيس مختلف جوانب شخصية المتعلم والابتعاد عن الاستراتيجيات والوسائل التى تنمى وتقيس الحفظ فقط، وضرورة مشاركة هيئات معاونة فى تقويم المتعلم( ثناء محمد حسن،2005، 57) .

     ولقد أدركت وزارة التربية والتعليم المصرية أهمية منظومة التقويم التربوى الشامل وبناءً عليه تقرر تعميم تطبيق هذه المنظومة بعد إعادة صياغتها وتطويرها بدءاً من العام الدراسى 2005 /2006 فى جميع المراحل التعليمية، والإبتداء بالمرحلـة الابتدائية على مستوى الجمهوريـة فى الصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائى ( وزارة التربية والتعليم المصرية،2001).

       ومن هنا بدأ الإحساس بمشكلة البحث فى ظل تطبيق ملف الإنجاز الورقى (Portfolio ) للعامين الدراسيين 2005/2006 و2006/2007 بجانب نظم الامتحانات. ومن خلال عمل الباحث تحت مظلة التقويم الشامل التقليدى فقد لاحظ أن معوقات نظامى التقويم التقليديين المطبقين فى المدارس قد تكون:

1)    الخلل فى إعداد المناهج الدراسية بما يوازن بين الأهداف الثلاثة المنشودة.

2)    ما زال تصميم المهام التعليمية فى الملف الورقى يشبه الامتحانات التقليدية فى صياغة أسئلة المهام والوقت المتاح للمتعلم للإجابة عليها.

3)    لم توظف التكنولوجيا فى عرض المهام أو فى الإجابة عليها فما زالت حبيسة حجراتها كما كانت.

4)    عدم المرونة: حيث أن الملف الورقى غير مرن فالمتعلم لا يستطيع الرجوع إلى المهمة التعليمية ليعيد إجابتها إذا ما تلقى تغذية راجعة لكى يحسن مستواه وأداءه.

5)    المعلم لا يستطيع أيضاً الرجوع إلى مهمة المتعلم بسهولة ويسر مما يهدر الوقت والجهد للمعلم والمتعلم بالإضافة إلى الهدر التربوى.

6)    الخلط فى تصميم المهام التحريرية ومهام النشاط المصاحب مع الفارق بين كليهما حتى فى التنفيذ لتتحقق الأهداف التربوية الغير مباشرة من كليهما.

7)    المهمة الشفوية ما زالت سؤال وإجابة أثناء الحصة الدراسية وتكون من المعلم إلى المتعلم وفقط فيمر فيها المتعلم بالرهبة والخوف ونظام الفرصة الواحدة ولا يمتلك أى فرص لتلقى التغذية الراجعة من أى مصدر وغير ذلك بما يتنافى مع أسس ومبادئ التقويم الشامل.

8)    التغذية الراجعة يتلقاها المتعلم بطريقة واحدة تقليدية وقد تكون بالصدفة وغير مخطط لها بل ومرتبطة بتوقيت محدد وهو وقت الحصة الدراسية والمدرسة وفقط.

9)    لا يهتم بالجانب الوجدانى بل إنه غير مخطط له أيضاً بحكم تقسيم مهام التعلم إلى تحريرية وشفوية ونشاط مصاحب فلا يلقى المعلم له بال بل إن صحائف التأمل الذاتية هى مجرد وريقات موضوعة فى الكتاب المدرسى دون أدنى استفادة منها لا من المعلم ولا من المتعلم ولا يخطط لمثيلتها لقياس جوانب أخرى فى الجانب الوجدانى.

10)  نتائج الملف مازالت درجات صماء من يطلع على الملفات الورقية سيجد بعض الوريقات وهى مجموعة جداول تحوى درجات صماء لا توظف بالتحليل أو التفسير لمعارف وقدرات ومهارات و وميول واتجاهات المتعلم بل لا يطلع عليها التلميذ لمعرفة قدراته وإمكاناته وجوانب قوته وضعفه.

11)  لا تنمى مهارات العلم غير أنها فوضاوية فى تنفيذها نظراً للكثافه وغيرها من الأعباء على كاهل المعلم، وبالتالى لا يوجد من الوقت ليتعلم المتعلم بالبحث والتقصى والاكتشاف.

12)  لا يمكن لمتعلم أن يؤجل الإجابة على مهمة أو يؤجل إنعكاسه الذاتى ليفكر ملياً فى ما استفاد وغيره من الصعوبات التى واجهته و....، بل إن المهام مرتبطة تماماً بوقت محدد لحصة محددة ومعلم محدد.

13)  يحفظ الملف حبيس أدراجه بعيداً عن التلميذ والمقوم.

14)   إشغال المتعلمين بأنشطة غير علمية ولا علاقة لها باكتساب المعارف والمهارت بل يتركوا للصدفة لتنتج مخرجات خاوية علمياً ومعرفياً وثقافياً.

15)  لا يمتلك المتعلم أى وسائل اتصال بالمدرسة أو المعلم أو أقرانه سوى اتصاله المباشر أثناء اليوم الدراسى صباحاً وهو أيضاً اتصال غير مخطط له.

16)  المعلمون لا يعرفون قواعد تقدير أداء التلاميذ وبالتالى لا يعرفها التلاميذ أيضاً.

17)  وجود مشكلة فى تسجيل الدرجات فى الملف وجمعها وطرحها وقسمتها مما ينهك قوى المعلم كثيراً، وإن سجلت صحيحة رياضياً ! فتسجل بشكل روتينى لعدم وجود مهمات فى الحقيقة. وإذا وجدت المهام وتم تسجيل الدرجـات فإننا سنحتاج إلى ........ وملايين الأطنان من الورق ومخزن يخصص لكل تلميذ.

18)  المعلم أصبـح شغله الشاغـل ليست العملية التعليمية بمقتضياتها وإنما كيف يسجل الدرجات يومياً وينظمها بارتفاع ربع أو خفض ربع وكيف يوزع أوراق الملف على كل طالب ثم يجمعها فى حالة وجود مسؤل!

19)  الدرجات الخام التى تكتب لا ترصد لتفسر وتوضح أداء التلميذ ومهاراته وميوله ورغباته واهتماماته.

20)  لا تستخرج أى تقاريـر توضح نقاط الضعف والقوة عند التلميذ.

21)  لا تتخـذ أى قرارات تربويـة من المؤسسات التعليمية بشأن التلاميذ الضعاف أو المتفوقين.

22)  عدم التنظيم فالملف مجرد حافظة بلاستيكية فى عصر التكنولوجيا وثورة الاتصالات والمعلومات.

23)  تخزين المهام التعليمية فى حافظة بلاستيكية لا تعطى للمتعلم خوفاً من الضياع أو العبث بها وبالتالى تخزين المهام للمتعلمين جميعاً ثم الحفاظ عليها منظمة لكل مادة دراسية وكل فصل دراسى وكل صف دراسى.  

24)  صعوبة تضمين بعض الرسومات والصور حيث لا يوجد متسع من الوقت لتنفيذ هذه الأنشطة وتلوينها بل إعادتها وتحسين مستوى التلميذ فيها وإظهار مواطن جمالها أثناء الحصة الدراسية.

     ويضيف الباحث أنه بالنظر إلى ما تحققه مهارات العلم من أهداف فى العملية التعليمية فإنها تحتاج إلى نظام ما يقومها غير الاختبارات التقليدية ونظم الامتحانات بهدف بناء مجتمع أكثر قدرة على الإستدامة فى القرن الواحد والعشرين بل ومواكبة تضاعف المعرفة الذى من المتوقع أن يتضاعف كل عامين بدلاً من خمس أعوام وأنه توجد علاقة بين استخدم ملف التقويم الإلكترونى كمستحدث تكنولوجى وتوظيفه لتنمية مهارات العلم كمهارات بحث واستقصاء ووضعها فى نصابها الصحيح من حيث كونها مهارات للتعلم مدى الحياة. وباستخدام ملف التقويم وتوظيفه فى تنمية مهارات العلم قد تنمو المعارف والمهارات والاتجاهات والأخلاقيات التكنولوجية لدى التلاميذ. 

     ويشير ( محمد عبد الحليم،1997، 16،17) إلى أن الوعى التكنولوجى قد أصبح من الأهميةِ بمكانٍ حيث أن المتعلم هو المستفيد من أبعاد ومجالات الوعى التكنولوجى حيث أنه يتعلم فى مواقف تقوم على الممارسة الإيجابية واكتساب خبرات حقيقية فى مواقف التعلم، ويوضح ذلك عاملان الأول يمثل دور التكنولوجيا فى تحسين الأداء وزيادة الإنتاج بشكل عام، والثانى دورها فى إتمام العمل بإتقان وابتكار، وينعكس بذلك أثر الوعى التكنولوجى على كفاءة المتعلمين وتأهيلهم للإسهام بفاعلية فى تطوير سوق العمل عقب تخرجهم، ويؤكد هذا توصيات المؤتمر القومى للتعليم 2000، حيث يشير إلى ضعف إعداد المتعلمين وافتقارهم إلى متطلبات سوق العمل وزيادة معدلات البطالة كمؤشر لانخفاض مستوى ونوعية التعليم، وأكد المؤتمر على ضرورة ربط التعليم بالتطور العلمى التكنولوجى بما يكفل بناء مواطن لديه وعى تكنولوجى يساعده على التكيف مع متطلبـات العصر.

المصدر: رسالة ماجستير الخاصة بصاحب الموقع " احمد هاشم "

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 233 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2012 بواسطة Ahmed-Hashem

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

98,835