التربية في أساسها مجموعة من المناشط الإنسانية الايجابية والراقية والهادفة والمتجددة والمتواصلة مع متغيرات الحياة وتطورها، فهي عملية تفاعل وتجاوب وعطاء مستمر بينها وبين الإنسان ومن حوله، وإذا جمدت أو توقفت التربية أو تخلفت أو ابتعدت عن ما يطرأ من مستجدات فإنها سوف تفقد عاملا حيويا من عوامل بقائها وتطورها وتفتعلها مع متطلبات الإنسان وحاجاته المتجددة مع دائرة التقدم التي لا تتوقف من الدوران. ونحن اليوم نعيش زمن القفزات المتتابعة والواسعة في جميع الجوانب تختلف الاتجاهات وفي مقدمتها الجانب التربوي التعليمي الذي تعطيه الدول المتقدمة والأمم المتحضرة قدرا كبيرا من العناية والرعاية لدفع مالا يقف عند حد، والسبق الذي تحققه أي من هذه الدول في الجانب التربوي التعليمي ينعكس على كيانها الداخلي والخارجي نماءً وتفاعلاً وتقدماً. فالتربية والتعليم هما الصرحان الأساسيان للاستثمار الحقيقي للإنسان، وبهما تُعمر الأرض وترتفع وتستقيم حركتها، ومن خلالهما يضع الإنسان تصوراته لمنظومته الشاملة والمتكاملة لحركة حياته المتعددة الأطراف لبناء حياته .
والعصر الذي نعيش فيه يسمى عصر المعلومات أو عصر تكنولوجيا الاتصال، وتتمثل هذه التكنولوجيا في استخدام الكمبيوتر، وتعد الانترنت أداة هامة في عملية التحول إلى عصر تكنولوجيا الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات وأحد ملامحه الأساسية، لا تقتصر استخدام الكمبيوتر في قضايا الاتصال فحسب بل هناك العديد من استخدامات الكمبيوتر في العملية التعليمية. ومن هذه الاستخدامات، التعليم المدار بالكمبيوتر، التعليم بمساعدة الكمبيوتر، التعلم بمساعدة الكمبيوتر، التعليم المعتمد على الكمبيوتر، وحل المشكلات بمساعدة الكمبيوتر، وتعلم أنماط التفكير بالكمبيوتر، وإدارة عملية التعليم والتعلم بالكمبيوتر وغيرها من تعريفات سواء وردت في اللغة العربية أو اللغات الأجنبية الأخرى. إن الأسلوب الأكثر شيوعاً هو الاستخدام الشمولي والتعلم التكاملي بالكمبيوتر وهذا يتم من خلال الانترنت والبريد الالكتروني سواء داخل حجرة الدراسة أو خارجها .
ويمثل المنهج الدراسي نظاماً فرعياً من نظام رئيس أكبر هو التربية، ومن ثم ينعكس عليه كل ما يصيب التربية من متغيرات، وكل ما يمتد إليها من آثار حيث أنها تعتبر نظاما فرعيا لنظام كلي أشمل هو المجتمع. والمنهج الدراسي فوق هذا كله هو المؤسسة المنوط به ترجمة الفلسفة التربوية إلى أسليب تدريس وإجراءات تأخذ طريقها ليس إلى المدرسة فقط بل إلى حجرة الدراسة. ومما لا شك فيه أن كلمة المنهج يحفها الكثير من الغموض، وقلما يتفق رجال التربية على تحديد معناها. والملاحظ أن تطور مفهوم المنهج قد سار جنبا إلى جنب مع تطور مفهوم التربية متأثرا في ذلك بعوامل عدة: الفلسفة السائدة في المجتمع، الحاجات القومية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، التقدم العلمي والصناعي، المفاهيم والنظريات النفسية المتعلقة بطبيعة الإنسان وأساليب تعليمه وتعلمه. وتلك العوامل لا تعمل منفصلاً بعضها عن بعض بل أنها تتفاعل معاً تفاعلاً عضوياً مستمراً بحيث إذا تغير أحدها أثر في سائر العوامل .
ومن هنا : ما دور المناهج وطرق وأساليب التدريس في مراحل التعليم العام في مساعدة الإنسان الفرد على مواجهة العولمة وتملك المهارات التي تهيئ له أفضل سبل العيش مع مفاهيمها ومستتبعاتها؟ هذا ما دفع الباحث للقيام بإجراء هذا البحث وذلك للتعرف عليها وإبراز الآثار المختلفة للعولمة وبصفة خاصة على آليات تطوير المناهج المختلفة وانعكاس ذلك على الطرق والأساليب المختلفة للتدريس مما يؤدي إلى ظهور اتجاهات جديدة في التدريس وبناء المناهج.
ساحة النقاش