الاتصال الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات واستخدامها في الإرشاد الزراعي
الاتصال ماهيته وعناصره ووظائفه ومعوقاته
إعداد
أ.د. محمد فاروق الجمل
د. مروة السيد عبد الرحيم أحمد
قسم الطرق والمعينات الإرشادية
يوليو 2015
الأهداف التدريبية:
بعد قراءة هذه المحاضرة فإن المتدرب يستطيع أن:
- يعرف الاتصال.
- يحدد وظائف الاتصال.
- يحدد أنواع الاتصال
- يحدد ويصنف عناصر الاتصال الإرشادي.
- يعرف كل عنصر من عناصر الاتصال الإرشادي.
- يحدد أنواع الطرق الاتصالية.
- يعرف ما هو الاتصال الاقناعي.
- يحدد معوقات عملية الاتصال الإرشادي.
مقدمة:
أن للاتصال تأثيراً حاسماً في تكوين شخصية الفرد وشعوره بنفسه، وإمداده بالمعالم التي يسترشد بها في سلوكه، وأكثر من هذا فإن له أهمية لا تقتصر على الفرد وحده بل تتعداه إلى الجماعة، إذ أنه القوة التي تمكن الجماعة من البقاء والاستمرار والتماسك، وقد امتد تأثير الاتصال بأنواعه المختلفة إلى الريف المصري ليحتل مكاناً بارزاً في تفكير ووقت الزراع وأسرهم وينال ثقتهم عاملاً على تغيير سلوكهم المعرفي والعاطفي والتنفيذي.
لذا يعتبر الاتصال جوهر عمل الإرشاد الزراعي على جميع المستويات حيث يتصل المرشد بالمسترشدين لينقل لهم الرسالة الإرشادية التي تتضمن توصية وليدة البحث العلمي مع تحفيزهم على الأخذ بها ووضعها موضع التنفيذ العملي؛ ولأهمية الاتصال فقد تناوله الكثير من العلماء ولذا فقد تعددت مفاهيمه وأنواعه وعناصره وهي على النحو التالي:
مفهوم الاتصال:
يعتبر الاتصال عملية Process مكونة من سلسلة من الحوادث أو العمليات التي تهدف إلى غاية التأثير وكأي عملية من العمليات الهادفة ربما كانت ضعيفة أو قوية التأثير.
ويمكن تعريف الاتصال من وجهة نظر Leagnues بأنه "العملية التي يستطيع خلالها شخصين أو أكثر من تبادل الأفكار والحقائق والمشاعر أو الانطباعات بطريقة يتمكن منها كل منهم من الفهم المشترك بمعنى مضمون ومحتوى الرسالة".
كذلك عرفه سميث ووليام صن: بأنه السلوك والخبرات الخاصة بالكائنات والتي تتضمن خلق المعاني والاتصال بصيغة الجمع، يعنى عملية نقل المعلومات، أما الاتصال في صيغة المفرد فيعنى رسم عمليات خلق المعاني بين الكائنات.
كذا عرفه فقد دنيس ماكويل بأنه الإشارة لحدوث ) الفعل)action وهو إرسال رسائل عن أشياء معينة إلى شخص معين عادة ما يكون المستقيل.
كما عرفه hovland على أنه " تلك العملية التي فيها يقوم فرداً بإرسال إشارة ما بطريقة ما إلى فرد آخر بهدف التأثير في معتقداته وسلوكه.
وعرفته "رشتى" بأنه "هو العملية التي يتفاعل بمقتضاها متلقي ومرسل الرسالة في مضامين اجتماعية يتم من خلالها نقل أفكار ومعلومات بين الأفراد عن قضية معينة".
كما عرفه "الخولي" على أنه عبارة عن "العملية التي يتمكن خلالها شخصين أو أكثر من تبادل الأفكار والحقائق والمشاعر مؤدياُ ذلك بالتالي إلى الفهم المشترك من جانب كل فرد لمعنى ومغزى وفائدة محتويات الرسالة المتبادلة بينهم".
وأوضح "عمر و آخرون" أن الاتصال هو عبارة عن "عملية توصيل المعاني وهو في الواقع يتضمن كل الوسائل والطرق التي يمكن بها لعقل بشرى وعقل بشرى آخر التأثير فيه".
كذلك عرفه بأنه "ظاهرة اجتماعية تتم غالباً بين طرفين لتحقيق هدف أو أكثر لأي منهما أو كليهما، وذلك من خلال نقل حقائق أو معلومات أو آراء بينهما بصورة شخصية أو غير شخصية، وفي اتجاهات متضادة بما يحقق تفاهماً متبادلاً بينهما ويتم ذلك من خلال عملية اتصالية".
ومن التعريفات السابقة يمكن اعتبار الاتصال على أنه "عملية يستطيع خلالها طرفان أن يصلا إلى حالة من المشاركة الكاملة أو الجزئية في فكرة ما أو اتجاه أو إحساس أو تحفز لعمل ما، أحد هذين الطرفين نطلق عليه المصدر " Source "، بينما نطلق على الطرف الثاني لفظ المستقبل " Receive "، والمشاركة التي نقصدها تشبه التناغم بين المرسل والمستقبل في الاتصال السلكي واللاسلكي وهذا التناغم أو التوافق الذي يحدث بين جهازي الإرسال والاستقبال شرط أساسي ينبغي حدوثه لكي نقول أن الاتصال قد حدث، وأن الرسالة " Massage " قد انتقلت من المرسل إلى المستقبل بالشكل الذي يريده الأول.
وظائف الاتصال: تؤدي عملية الاتصال الوظائف الآتية:
<!--تلبية الحاجات الأساسية للإنسان من جوع وعطش، وأمان، وجنس وغيرها.
<!--نقل الرسالة من طرف إلى آخر.
<!--استقبال البيانات والاحتفاظ بها.
<!--تحليل البيانات واشتقاق المعلومات منها.
<!--التأثير في الأشخاص الآخرين و توجيههم.
<!--التعبير عما يتم داخل الفرد من انفعالات، ودوافع، وعواطف……إلخ.
أنواع الاتصال: هناك تصنيفات عديدة لأنواع الاتصال منها ما يلي:
1- اتصال مقصود واتصال غير مقصود.
2- اتصال هادف واتصال غير هادف: والاتصال الهادف يقسم إلى اتصال توجيهي، واتصال تثقيفي واتصال تعليمي وتدريبي واتصال تروجي واتصال اجتماعي واتصال إداري.
3- اتصال موجه واتصال غير موجه.
4- يقسم طبقاً لعنصر المواجهة: اتصال شخصي وجهاً لوجه واتصال من بعد.
5- اتصال عاجل واتصال آجل.
6- الاتصال المعرفي والاتصال العاطفي.
7- اتصال رسمي واتصال لفظي، واتصال غير لفظي.
8- يقسم لنوع معاملة الرسالة الاتصالية إلى: اتصال كلامي (مسموع)، واتصال كتابي (مرئي)، واتصال بالصور والرسوم (مرئي)، اتصال بالكلام والكتابة والصور والرسوم (مسموع مرئي).
9- يقسم طبقا للرسمية: اتصال رسمي واتصال غير رسمي.
10- يقسم طبقاً لعدد الأفراد المتصل بهم: الاتصال الفردي والجماعي والجماهيري.
ولتوضيح مفهوم عملية الاتصال وأشكاله وأنواعه سوف نذكر فيما يلي عناصرها الأساسية:
عناصر عملية الاتصال:
يتكون كل موقف اتصالي من عناصر أساسية اختلف العلماء في عددها فبعضهم اتفقوا على أنها ثلاثة أن عملية الاتصال تتكون من ثلاثة عناصر وهي: المصدر، والرسالة، والوصية أو الهدف، وكذلك إن عملية الاتصال تتضمن المصدر والرسالة والمستقبل، وبعضهم اتفقوا على أن عملية الاتصال تتكون من أربعة عناصر هي: مصدر المعلومات، والمرسل أو الناقل، والمستقبل، والوجهة أو المقصد، أو المتصل أو المصدر، والرسالة، والقناة، والمستقبل، في حين اتفق البعض الآخر منهم على أنها تتكون من المصدر، والرسالة، والقناة، والمستقبل، بينما أجمع بعضهم على أن عملية الاتصال تتكون من خمسة عناصر هي: المصدر، والرسالة، ومعاملة الرسالة، والقناة، والمستقبل، وأخيراً اتفق بعض العلماء أن عناصر عملية الاتصال الأساسية تتكون من ستة عناصر وهي: المصدر، والرسالة، والمستقبل، والتغذية الرجعية، وقنوات الاتصال، والضوضاء، أو كما ذكرت أنها: المصدر أو الداعية، والرسالة، والمستقبل، واستجابة الجمهور، وقنوات الاتصال، ومعاملة الرسالة.
وطبقاً لتلك التقسيمات السابقة سوف نركز على تسعة عناصر أساسية في عملية الاتصال الإرشادي وهى على النحو التالي:
أولاً: المنبع: Origin
ويطلق على المكان الذي يتولد منه الرسالة الاتصالية ويتم اتخاذ مجموعة من القرارات والأنشطة والدخول في أفعال اتصالية بهدف توصيلها للجمهور في صورة جديدة لتحقيق هدف أكبر، وتعتبر مراكز البحوث والجامعات منابع في حالة اكتشافها لدواء أو لنظرية أو ابتكار أساليب زراعية جديدة.
ثانياً: المصدر (المرشد الزراعي): The Source
يطلق عليه وكيل التغيير، وهو الشخص الواعي علمياً واجتماعياً القادر على تغيير سلوك الغير متحملاً مسئولية هذا التغيير أمام المجتمع، ويتوقف نجاح الاتصال الإرشاد الزراعي في أنشطته المختلفة على ثقافته وقدراته، حيث أنه المنفذ الفعلي على المستوى المحلى للبرامج الإرشادية ويقع عليه عبء الاتصال المباشر بالمسترشدين والتعرف على مشاكلهم ، كما أنه عادة ما يحرص على مساندة الريفيين بشتى الطرق لتحقيق الأهداف الإرشادية الخاصة بتطوير الريف، لذا فهناك عدد من الاعتبارات تمثل في مجموعها العوامل المرتبطة بالمرشد الزراعي كمصدر، كما تمثل في نفس الوقت شروطاً للمتصل أو المصدر الجيد للاتصال وهى: أن يكون ملماً بأهداف عملية الاتصال الإرشادي، وبحاجات واهتمامات ومشكلات وقدرات واتجاهات المسترشدين، ولمحتوى الرسالة الإرشادية ومدى صدقها ونقلها، وبقنوات الاتصال المتاحة، وبكيفية تنظيم ومعاملة الرسالة الإرشادية.
وكذا أن يكون المرشد الزراعي مهتماً بكيفية تحسين وتنمية قدراته ومهاراته الاتصالية، وكذلك أن يقوم بإعداد وتجهيز خطة وبرنامج الاتصال والمواد والأدوات اللازمة لعملية الاتصال وخطة لتقييم نتائج الاتصال، وكذا أن يكون لديه المهارة في استعمال الكلمات واللغة المناسبة لفهم مستوى الناس والتحدث بوضوح.
ثالثاً: الرسالة الإرشادية: The Extension Message
تعرف الرسالة الإرشادية بأنها المعلومات التي يرغب المرشد الزراعي في توصيلها إلى المسترشدين، وتعتبر الرسالة أهم نواتج عملية الاتصال الإرشادي، كما تعرف على أنها "مجموعة الأفكار والمعلومات التي يرغب المتصل في توصيلها للجمهور".
ويجب تتوافر في الرسالة الإرشادية ما يلي: أن تتفق والهدف المراد بلوغه، وأن تكون دقيقة واضحة تمكن جمهور المسترشدين من فهمها واستيعابها، وأن تتفق كذلك مع إمكانياتهم وقدراتهم الذهنية والاجتماعية، وأن تساير مشكلات وحاجات واهتمامات المسترشدين، وأن تعرض في الوقت المناسب، ويمكن تطبيقها في ضوء المصادر والإمكانيات المتاحة والأوضاع السائدة، وأن تكون جذابة تثير اهتمام المسترشدين، وأن تناسب قناة الاتصال التي سوف تستخدم في نقلها وتوصيلها للمسترشدين.
وعموماً ينبغي إلا ينظر إلى الرسائل الإرشادية كفاية في حد ذاتها وإنما كأهداف في اتجاه، كما يفضل التركيز على الرسالة واحدة هامة بدلاً من محاولة تغطية جميع الأوجه المختلفة التي تتعلق بمشكلة ما برسائل متعددة في وقت واحد.
رابعاً: معاملة الرسالة الإرشادية:Treatment Extension Message
تعرف معاملة الرسالة الإرشادية بأنها "التصميم الذي يعطى للرسالة، كما أنها مجموعة الرموز التي تختار لنقل المعلومة التي تحملها الرسالة"، ويعتبر الابتكار والتمويل عاملين محددين لنجاح معاملة الرسالة الإرشادية، ولمحاولة التغلب على صعوبة هذين العاملين المحددين يختار أكبر عدد من المعاملات الممكن استعمالها لتأدية رسالة إرشادية معينة، ثم يختار أنسبها مع مراعاة كل الظروف المحيطة.
وهناك مجموعة من الاعتبارات يجب مراعاتها عند معاملة الرسالة الإرشادية وهى: إبراز الهدف من الرسالة بوضوح ودقة، وأن تتناسب معاملة الرسالة مع طبيعة قنوات الاتصال المستخدمة، والمهارة الفنية في عرضها وتقديمها، وأن تكون شيقة وجذابة، وأن يكون مضمون الرسالة سهلاً وواضحاً يمكن فهمه مع أخذ رأى المسترشدين، وتوقيت عرض الرسالة وطول مدتها، والاهتمام بصلاحية الرسالة ومناسبتها للمسترشدين.
خامساً: المستقبلين: (المسترشدين): The Receivers
يعتبر المسترشدون من أهم عناصر الاتصال الإرشادي وهم إما مجموعة صغيرة من الناس أو جمهور غفير منهم، كما يعتبر التغيير الحقيقي في سلوكهم المقياس الوحيد لنجاح أو فشل عملية الاتصال الإرشادي، والمسترشدون في عملية الاتصال الإرشادي إما شخص أو أكثر الذي يستقبل محاولات التأثير الصادرة من المصدر، وكذلك هو من يتلقى الرسالة ويفسرها ويحل رموزها ويتفهمها ويطبق ما فيها أو يمتنع عنها أو يعدلها.
ويعتمد نجاح الاتصال في تحقيق الأهداف المرجوة منه على أفعال جمهور المسترشدين نتيجة استجاباتهم للرسالة الإرشادية، وبصفة عامة فإن الجمهور الذي يعمل معه الإرشاد ليس بالجمهور المتماثل بل هو جمهور يتباين أفراده على قدر كبير من الاختلاف من ناحية السن والقدرات والطاقات الجسمية والعقلية، والخبرات المكتسبة...الخ، وهذا ما يعقد الأمر كثيراً ، لذا يجب على المرشد الزراعي أن يلم إلماماً كافياً ودقيقاً بخصائص الجمهور الذي يتعامل معه، وأن يدرك أوجه التشابه والاختلاف بين أفراده حتى تحقق رسالته التعليمية الأثر المطلوبة، وحتى يمكنه اختيار أفضل الطرق والمعينات الإرشادية وأنسب قنوات الاتصال التي تتلاءم مع خصائصهم.
وأتضح أنه تزداد فاعلية العملية الاتصالية عندما يتصف المسترشدين بالخصائص التالية:
<!--القدرة على تفهم واستيعاب الرسالة الإرشادية.
<!--الحاجة والرغبة إلى ما يقدم لهم من معارف ومعلومات وخبرات.
<!--القدرة على تطبيق هذه المعارف والخبرات من الناحية العلمية.
سادساً: التغذية الرجعية (المرتدة): Feed Back
تعرف التغذية المرتدة على أنها الإجابة التي يجيب بها المستقبل على الرسالة التي يتلقاها من المصدر، أو أنها تمثل استجابة المسترشدين لما يقدم لهم من رسائل في صورة ما يقومون به من أفعال ذهنية أو ما ينبغي أن ينظر لأفعال المسترشدين.
وهذه التغذية المرتدة قد تأخذ نفس الشكل الذي تأخذه الرسالة، وقد تأخذ شكلاً مختلفاً وفى بعض الأحيان تكون التغذية المرتدة على هيئة صمت كامل. وأياً كان الشكل الذي تأخذه التغذية المرتدة فإنها تكون بمثابة رسالة مضادة يتلقاها المصدر ويستطيع أن يستفيد منها أشياء كثيرة. فمثلاً يستطيع المصدر أن يفهم ما إذا كان المستقبل قد تلقى الرسالة أصلاً، ويستطيع أن يفهم أيضاً شيئاً عن الطريقة التي استقبلت بها الرسالة وفهمت، يستطيع كذلك أن يتنبأ على درجة التقريب بما قد يصدر عن المستقبل من سلوك مستقبلاً ، وقد تكون صورة في شكل إجابات أو أسئلة (لفظية) أو في شكل تعبيرات الجسم أو بالوجه (غير لفظية).
وكثيراً من الخبراء يروا أن عملية اتصال بدون تغذية مرتدة تعتبر عملية ناقصة مبتورة، لأن المصدر ليس لديه الدليل على أن المستقبل قد تلقى الرسالة أصلاً وإن كان تلقاها لا تكون لدى المصدر أي فكرة عن أن رسالته أحدثت التأثير المقصود في المستقبل.
سابعاً: الضوضاء: The Noise
وهي مختلف العوامل التي تشوش على الرسالة المرسلة من المصدر إلى المستقبل والتي تتعلق ببعض العناصر التالية:
<!--مدى كفاءة المصدر وقدرته في إعداد الرسالة بطريقة مفهومة وملائمة للمستقبل ومدى فهمه للعوامل الطبيعية والنفسية للمستقبل ومدى قدرته على التحكم في الظروف الأخرى المؤثرة على وجود الضوضاء.
<!--وضوح وصراحة الرسالة وعدم إشارتها لشعور ومبادئ ومشاعر ضدها ومدى مناسبتها لحاجات ورغبات المستقبلين.
<!--مدى مناسبة القناة المستخدمة في تقل الرسالة وملاءمتها وكفاءتها في الوصول إلى جماهير المستقبلين.
<!--مدى الاستعداد الجسدي والنفسي والعقلي للمستقبلين عندما تصلهم الرسالة.
<!--الظروف الاقتصادية والاجتماعية العامة المحيطة بكل من المرسل والمستقبل ومدى فهمهم لها.
<!--خبرات المستقبلين السابقة ودرجة حاجاتهم لها.
ثامناً: بيئة الاتصال: Communication Context نقصد ببيئة الاتصال هو الوسط الذي يتم فيه حدوث الاتصال بكل عناصره المختلفة، ويتكون من تفاعل كل من: النظام الاقتصادي مع الاستقرار أو عدمه (داخلياً وخارجياً)، ومع القيم والمعتقدات والأعراف الاجتماعية ومع درجة التطور أو التخلف التكنولوجي ومع الموقع الجغرافي ومع المناخ السيكولوجي.
تاسعاً: قنوات الاتصال الإرشادي: Communication Extension Channels
ويسلك الإرشاد الزراعي طرقاً تعليمية كثيرة لتحقيق أهدافه وبلوغ غاياته، وتتعدد أساليبه ووسائله ليقابل التباين الواضح في الجمهور الذي يتعامل معه من الزراع وأسرهم في الريف، ولقد تناول الكثير من الباحثين الطرق الإرشادية بالتعريف حيث عرفت على أنها" قنوات اتصال يستخدمها العاملون في الإرشاد الزراعي لتوصيل رسالة إرشادية ( معلومات أو خبرات ) إلى مزارع أو أكثر وذلك لتحقيق هدف من أهداف الإرشاد الزراعي"، كما عرفت بأنها ""قنوات أو مسالك وطرق اتصال تساعد المشتغلين في الإرشاد الزراعي في تعليم الزراع من خلال نقل نتائج الأبحاث العلمية والأفكار الزراعية، والمنزلية العصرية إلى المسترشدين"، وكذلك عرفت بأنها "القنوات أو الوسائل التي يمكن أن تستخدم بمفردها لحمل رسالة إرشادية أو أكثر للزراع"، كما عرفت على أنها " قنوات اتصال يستخدمها المشتغلون في الإرشاد الزراعي لتوصيل نتائج الدراسات والأبحاث العلمية إلى الريفيين وهي بذلك تؤدي وظيفة تعليمية كاملة ".
وتصنف الطرق الإرشادية تبعاً لعدد الأفراد المتصل بهم وهو الأساس الأكثر شيوعاً بين الباحثين في الإرشاد الزراعي إلى ما يلي:
<!--طرق الاتصال بالأفراد: وفيها يكون الاتصال بين شخص واحد أو بوحدة واحدة من الجمهور الإرشادي وبين المرشد وتشمل: الزيارات الحقلية، والزيارات المنزلية، والزيارات المكتبية، والاتصال التليفوني، والخطابات الشخصية.
<!--طرق الاتصال بالجماعات: وفيها يكون الاتصال بين مجموعة من الزراع في موقف تعليمي معين وبين المرشد الزراعي وتشمل: اجتماعات الإيضاح العملي بالمشاهدة أو بالممارسة، اجتماعات الإيضاح العملي بعرض النتائج، والاجتماعات الإرشادية بجميع أنواعها، والمحاضرات، والمؤتمرات، والرحلات، اجتماعات التدريب على الممارسات المختلفة، المباريات، المعسكرات، يوم الحقل.
<!--طرق الاتصال بالجماهير: وفيها يكون الاتصال لمجموعة كبيرة جداً من الزراع وتشمل التليفزيون، والراديو، والصحف، والفيديو، والنشرات، والمعارض، والملصقات، والسينما، والخطابات الدورية.
الاتصال الإقناعي:
تمر عملية الاقناع بثلاث مراحل نفسية أساسية في ذهن المتلقي وهذه المراحل قد تتداخل فيما بينها وتتفاعل بشكل يجعل من الصعب الفصل بينها وهي:
<!--الانتباه : حيث ينتبه المسترشد لما يقوله وكيل التغيير من معلومات وأفكار ونصائح إرشادية بهدف تكوين بناء معرفي وخلق درجة معينة من الإدراك والوعي لديه بطبيعة ونوعية موضوع الرسالة وذلك من خلال ما يستقبله من المعلومات والأفكار والحقائق.
<!--الفهم : يفهم المسترشد ما يقوله وكيل التغيير ويدركه بوضوح ويرجع ذلك إلي مستوى التأثير الإيجابي الحادث في اتجاهاته ومشاعره تجاه الفكرة أو الموضوع وكفاءة القائم بالاتصال في معالجة الرسالة بشكل يساعد على تكوين واستثارة الدوافع المناسبة لدى المسترشد والتأثير فيه وجدانياً وخلق درجة من الارتباط العاطفي بينه وبين المسترشد.
<!--الاقتناع : وهي استجابة المسترشد بالشكل والدرجة المرغوبة والمخطط لها من وكيل التغيير وهي تتفاوت وفقاً لدرجة التأثير في السلوك حتى أنها تصل إلي درجة تحويل المسترشد إلي داعية لنفس الفكرة عن طريق الاتصال الشخصي بالأفراد الآخرين في المجتمع لدفعهم إلي الاستجابة للفكرة أو القضية أو الموضوع.
<!--<!--
معوقات عملية الاتصال:
يقصد بها المشاكل التي تصادف أحد عناصر الاتصال وتؤثر في كفاءة وجودة عملية الاتصال، وتقسم إلى ثلاث مجموعات هي: معوقات شخصية، ومعوقات مادية، ومعوقات معنوية وهي:
أولاً: معوقات شخصية: يقصد بها المعوقات التي تتعلق بالعناصر الشخصية الإنسانية في عملية الاتصال وهما المرسل والمستقبل.
1- المعوقات التي تتعلق بالمرسل أو المصدر:
<!--الترميز الخاطئ للرسالة.
<!-- تصرفات المرسل غير العقلانية وغير الموضوعية مثل انفعالات المرسل أثناء تقديم الرسالة، مراعاة المصلحة الشخصية للمرسل.
<!--عيوب النطق والكلام عند المرسل مثل انخفاض صوته.
<!--عدم استخدام لغة الجسد المناسبة للرسالة.
<!--المرسل غير مقتنع بالرسالة التي يقدمها.
<!--المرسل يحمل اتجاهات سلبية نحو نفسه والآخرين.
<!--اختلاف الخلفية الثقافية للمرسل عن المستقبل.
<!--سوء الحالة النفسية للمرسل.
<!-- اعتقاد المرسل بأن المستقبل يفهم الرسالة كما يفهمها هو.
<!--إغفال الحالة النفسية للمستقبل.
<!--استئثار المرسل بالحديث وعدم إعطاء فرصة للمستقبل.
<!--استخدام كلمات توحي بالاستهزاء أو السخرية.
<!--استخدام مصطلحات وعبارات فنية غير مفهومة.
<!--اختيار طريقة اتصال غير مناسبة.
<!--الخوف من ردود أفعال المستقبل.
<!--المعوقات التي تتعلق بالمستقبل: تتشابه كثيرا مع معوقات المرسل ويضاف أيضاً:
<!--مقاطعة المستقبل للمرسل.
<!--وجود قصور في حاسة السمع أو البصر لدى المستقبل.
<!--التسرع في التقييم وإصدار الأحكام.
<!--التفسير الخاطئ للرسالة.
<!--أسئلة الاستدراج التي تؤدي إلى فقدان الثقة بين الطرفين.
<!--التهكم والسخرية من قول المرسل.
<!--الانشغال عن المرسل بالهاتف أو بالمقتنيات الشخصية.
<!--التركيز على الأخطاء التي يقع فيها المرسل وتصيدها.
<!--تحويل النظر بعيدا عن المرسل أثناء عملية الاتصال.
<!--عدم مناسبة الموضوع لاهتمامات المستقبل.
ثانياً: معوقات مادية: وهي المعوقات التي تتعلق بالعناصر المادية المكونة لعملية الاتصال الطرق الإرشادية الاتصالية والرسالة الإرشادية والبيئة الاتصالية وهي على النحو التالي:
1- معوقات الطريقة الإرشادية الاتصالية:
<!--أن تكون الطريقة الإرشادية المستخدمة غير مناسبة للمرسل والمستقبل والرسالة الإرشادية نفسها مما يؤدي إلى فهمها بشكل خاطئ من المستقبل.
<!--عدم مناسبة الطريقة مع وقت الاتصال.
<!--استخدامها بشكل خاطئ.
<!--تقليدية غير متناسبة مع العصر الحالي.
<!-- متقدمة لكنها غير شائعة الاستعمال.
<!-- وجود عيوب في الوسيلة ذاتها.
<!-- استخدام الوسيلة يتطلب التدريب على مهارات فنية.
2- معوقات تتعلق بالرسالة الإرشادية نفسها: هي معوقات تتعلق بالرسالة ذاتها مما يؤثر على محتواها ومغزاها.
<!--الفهم الخاطئ لمحتواها.
<!--انتقاء كلمات غير متداولة.
<!--زيادة كم المعلومات والمصطلحات الفنية بها.
<!--استخدامها للجمل المركبة.
<!-- احتواءها على اختصارات غير معروفة للجميع.
<!-- عدم اشتمالها على عناصر التشويق والإثارة لطرفي الاتصال.
<!-- موضوعها غير مناسب لاهتمامات وإدراكات المستقبل
<!--.الكم الكبير من الرسائل في وقت واحد.
<!-- لغة الرسالة غير مفهومة.
<!-- فهم الرسالة من المرسل يختلف عن المستقبل.
<!-- تحمل معاني وأفكار مشوشة.
<!-- استخدام لغة غير مباشرة.
<!-- تشتمل على أكثر من معنى دون تحديد أحد هذه المعاني.
<!--معوقات تتعلق بالبيئة: هي المعوقات التي تتعلق ببيئة الاتصال المحيطة سواء كانت البيئة مادية أو معنوية وتسبب تشويش في عملية الاتصال.
<!--كلا من الطرفين يجهلون الأهداف المشتركة للرسالة.
<!--البيئة الاتصالية لا تشجع على التغذية المرتدة للاتصال.
<!-- الظروف البيئية المحيطة كالحرارة والتهوية والضوء والإمكانات المادية غير مناسبة.
<!-- اختلاف العادات والتقاليد الثقافية والاجتماعية للبيئة الاتصالية.
<!-- الانفجار المعرفي الذي يميز العصر.
<!-- البيئة الاتصالية لا تسمح إلا بالاتصال في اتجاه واحد.
<!-- البيئة الاتصالية لا تسمح بالاتصال المباشر بين طرفي الاتصال.
<!-- اعتماد العملية الاتصالية كلية على جهاز تكنولوجي واحد دون تنوع.
<!-- قلة التنظيم في البيئة الاتصالية.
<!-- قلة الثبات النسبي للظروف البيئية وتغيرها باستمرار.
ثالثاً: معوقات معنوية: هي المعوقات التي تتعلق بالعناصر المعنوية المكونة لعملية الاتصال كالأهداف والكيفية والتوقيت.
1- معوقات تتعلق بالأهداف من العملية الاتصالية:
<!--الهدف من الاتصال غير واضح للطرفين أو لأحدهما.
<!-- اختلاف هدف المرسل عن المستقبل.
<!-- الهدف غير واقعي ولا يمكن تحقيقه.
<!-- الهدف يتعارض مع قيم وثقافة وعرف المجتمع.
<!-- الأهداف غير منسجمة وتتعارض مع بعضها البعض
<!-- الأهداف غير متسقة مع مضمون الرسالة الاتصالية.
<!--معوقات تتعلق بكيفية عملية الاتصال: هي معوقات تتعلق بسير العملية الاتصالية وكيفية أدائها وسلوكيات كل من طرفي الاتصال أثناء عملية الاتصال.
<!--التعالي والتكبر من أحد الطرفين.
<!-- الانشغال بأشياء خارجية أثناء الاتصال.
<!-- القلق والتوتر أثناء الاتصال.
<!-- الإشارات المستخدمة وتعبيرات الوجه السلبية التي تصدر من أحد الطرفين.
<!-- المظهر الشخصي العام وما يحمله من رسائل ضمنية سلبية.
<!--كيفية الجلوس.
<!-- طريقة التحدث وكيفية إخراج الكلمات والعبارات.
<!-- ارتفاع الأصوات والصراخ.
<!-- التحدث معا في نفس الوقت.
<!-- استخدام المجاملات المصطنعة.
<!-- تحول العملية الاتصالية إلى جدل عقيم لا فائدة منه.
<!--معوقات تتعلق بتوقيت الاتصال: هي تلك المعوقات التي تتعلق بتوقيت الاتصال ومدى مناسبته لكل من الطرفين أثناء عملية الاتصال وللرسالة ذاتها.
<!--ضيق الوقت.
<!-- طول الوقت المخصص.
<!-- التوقيت غير مناسب.
<!-- عدم مرونة وقت الاتصال حيث الوقت محدد سلفا ولا يمكن تغييره.
نشاط عملي
1- يتم تقسيم الحاضرين إلي مجموعات تقوم كل مجموعة
ساحة النقاش