🟩 تأثير إدارة التغذية والعوامل الفسيولوجية على جودة الذبيحة في عجول التسمين

🟢 المقدمة

يسعى مربو الماشية إلى إنتاج لحومٍ عالية الجودة تتوافق مع متطلبات الأسواق المستهدفة من حيث الوزن والشكل وطراوة اللحم، وذلك لتحقيق أقصى عائد اقتصادي عند البيع.
وتُعد إدارة التغذية والعوامل الفسيولوجية (مثل العمر والنمو والسلالة) من أهم المحددات التي تؤثر على جودة الذبيحة ومكوناتها من عضلات ودهون ولون وطراوة.

🟡 أولًا: العلاقة بين إدارة التغذية وسمك الدهن

يُعتبر سمك التغطية الدهنية (Fat Cover) أحد أهم مؤشرات جودة الذبيحة، إذ إن الدهون تبدأ في الترسيب تدريجيًا مع تقدم العمر وزيادة الوزن.
لكن يجب الانتباه إلى أن تكوين 1 كجم من النسيج الدهني يحتاج إلى طاقة تعادل أربعة أضعاف الطاقة اللازمة لتكوين 1 كجم من العضلات، أي أن الدهون أكثر تكلفة من حيث الطاقة والعلف.
لذلك، من المهم متابعة سمك الطبقة الدهنية بانتظام خاصة في المرحلة النهائية من التسمين لتجنّب ترسيب دهن زائد يُزال بعد الذبح دون فائدة اقتصادية.

🔹 مثال توضيحي:

• حيوان ينمو بمعدل 1.2 كجم/يوم يحتاج حوالي 6 أسابيع للانتقال من درجة تغطية 4L إلى 4H.
• بينما حيوان ينمو بسرعة 1.5 كجم/يوم أو أكثر قد يحقق نفس التغيير خلال 3 أسابيع فقط.

📌 النتيجة: سرعة التسمين تساعد في الوصول للدرجة المثالية من التغطية الدهنية دون إفراط أو هزال.

🟡 ثانيًا: تأثير النظام الغذائي على لون الدهن

يتأثر لون الدهن أساسًا بنوع العلف المستخدم.
فالمركبات الكاروتينية الموجودة في الأعلاف الخضراء (وخاصة المراعي الطازجة) تُكسب الدهن لونًا أصفر، بينما تؤدي الأعلاف المركزة المعتمدة على الحبوب إلى إنتاج دهن أبيض مرغوب في كثير من الأسواق وخاصة أسواق التصدير لعجول الذكور.

🔹 ترتيب الأعلاف حسب شدة اصفرار الدهن (من الأعلى للأقل):

1. المراعي والأعلاف الخضراء الطازجة.
2. سيلاج العشب مع المركزات.
3. سيلاج القمح الكامل.
4. سيلاج الذرة.

📌 النتيجة:
اختيار نوع العلف لا يؤثر فقط على النمو، بل أيضًا على المظهر التسويقي للدهن وبالتالي على سعر الذبيحة.

🟡 ثالثًا: تأثير العمر على طراوة اللحم

تقل طراوة اللحم بزيادة عمر الحيوان بسبب زيادة ترابط الألياف العضلية وتصلب النسيج الضام.
لذلك يُوصى بمراعاة عمر الذبح لكل نوع:

🔸 التوصيات:

• العجلات (الإناث) والثيران المخصية (Steers): قبل 30 شهرًا.
• العجول الذكور غير المخصية (Young bulls): قبل 16 شهرًا لتجنّب قسوة اللحم.

📌 النتيجة: الذبح في عمر مناسب يُحافظ على الطراوة والقيمة الحسية للحم.

🟡 رابعًا: مدة صلاحية اللحم (Shelf Life)

تتأثر مدة صلاحية اللحم بالنظام الغذائي للحيوان:

• اللحوم الناتجة من حيوانات راعَت على الأعشاب تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية (مثل الكاروتينات والتوكوفيرولات)، مما يمنحها عمر تخزين أطول.
• أما الحيوانات التي تُغذى على علائق مركزة فيمكن تحسين مدة صلاحية لحومها بإضافة فيتامين E الذي يحافظ على اللون والنكهة ويقلل من الأكسدة.

🟡 خامسًا: التغذية الراجعة من المجازر (Feedback)

الحصول على ملاحظات من المجزر أمر بالغ الأهمية لتقييم برنامج التغذية.
فتقارير تصنيف الذبائح وحالة الأعضاء الداخلية تساعد في الكشف عن مشاكل التغذية.
مثلًا، وجود خراجات بالكبد يشير إلى اضطرابات في الكرش ناتجة عن الحموضة (Acidosis) بسبب الإفراط في التغذية على الحبوب دون توازن كافٍ بالألياف.

📌 النتيجة: تحليل بيانات المجزر يُعد أداة فعالة لتصحيح الأخطاء في النظام الغذائي وتحسين أداء القطيع.

🟡 سادسًا: العلاقة بين نواتج تخمر الكرش وتكوين الدهن

تتأثر عملية تكوين الدهن بنواتج تخمر الكربوهيدرات داخل الكرش، وأهمها:

• الأسيتات (Acetate): تُشجّع على تكوين الدهن تحت الجلد وتزداد بتناول الألياف.
• البروبيونات (Propionate): تُستخدم لإنتاج الجلوكوز في الكبد، مما يُحفّز نمو العضلات أكثر من ترسيب الدهن.

📌 النتيجة:
التوازن بين النشويات والألياف في العليقة يحدد نسبة البروبيونات إلى الأسيتات وبالتالي يحدد كمية الدهن ومكان ترسيبه (تحت الجلد أو بين العضلات).

🟡 سابعًا: تأثير السلالة

تختلف السلالات في طريقة ترسيب الدهون واستجابتها للعلائق:

• السلالات المبكرة النضج مثل الأنجوس (Angus) والهرفورد (Hereford): تميل إلى ترسيب الدهون مبكرًا حتى عند معدلات نمو متوسطة.
• السلالات المتأخرة النضج مثل الشاروليه (Charolais) والسمنتال (Simmental): تركّز أولًا على نمو العضلات قبل تراكم الدهون.
• سلالات Bos taurus الأوروبية عمومًا لديها قدرة أعلى على تكوين الدهن داخل العضلات (Marbling) مقارنة بـ Bos indicus (مثل البراهمان والزيلو) التي تكون لحومها أقل دهونًا وأحيانًا أقل طراوة إذا لم تُذبح صغيرة.

🟡 ثامنًا: النظام الأوروبي لتصنيف الذبائح (EUROP Fat Score)

يقسم النظام الأوروبي الذبائح وفق درجة التغطية الدهنية إلى خمس فئات:

📌 النتيجة:
تُفضّل معظم الأسواق الدرجات 3 أو 4L لتحقيق توازن بين الطعم والطراوة والعائد الاقتصادي.

🟢 جودة الذبيحة في عجول التسمين تعتمد على إدارة متوازنة بين:

• نوع العلف وتركيبه (نشويات/ألياف)
• معدل النمو اليومي والعمر عند الذبح
• السلالة والاستجابة الفسيولوجية

ويهدف المربي الناجح إلى تحقيق تغطية دهنية معتدلة، طراوة عالية، لون مقبول، وأعلى كفاءة تحويل غذائي بأقل تكلفة ممكنة، مع التوافق مع متطلبات السوق المستهدف.

✍️م عابدين عامر 

🧑‍🎓 ماجستير تغذية الحيوان 2023