🐄 هل تعرف كم من الطاقة تفقدها مزرعتك كل يوم؟

الجواب تجده في الروث.

يُعد النشا في الروث (Fecal starch) من أبسط وأدق المؤشرات التي تُستخدم لتقدير مدى كفاءة هضم النشا في الجهاز الهضمي الكلي للأبقار (TTAD).
بمعنى آخر، من خلال تحليل بسيط للروث، يمكنك معرفة كمية النشا المهضومة فعليًا داخل جسم البقرة، وكمية النشا التي فُقدت دون استفادة — أي كم من الطاقة التي دفعت ثمنها في العلف قد ضاعت.

🎯 القيم المستهدفة ومعناها:

• عندما تكون نسبة النشا في الروث أقل من 3٪، فهذا يعني أن أكثر من 90٪ من النشا الذي أكلته البقرة قد تم هضمه.
  هذا المستوى يُعتبر ممتازًا لأنه يشير إلى كفاءة عالية في استخدام الطاقة الموجودة في الحبوب.

• أما إذا كانت نسبة النشا في الروث أعلى من 3٪، فذلك يدل على أن هناك كمية من الحبوب تمر عبر الجهاز الهضمي دون أن تُهضم، أي أن جزءًا من الطاقة يُفقد في الروث.

🔹 العلاقة بين النشا في الروث وإنتاج الحليب:
كل انخفاض بنسبة 1٪ في النشا بالروث يقابله زيادة في إنتاج الحليب بمقدار 0.30 كجم لكل بقرة يوميًا، عند ثبات كمية العلف المتناولة (DMI).
ففي قطيع يضم 1000 بقرة، يمكن أن يؤدي تحسين الهضم بهذا الشكل إلى إنتاج إضافي يصل إلى 300 كجم حليب يوميًا دون أي زيادة في كمية العلف أو التكلفة.

🧪 كيفية فحص النشا في الروث:

1. في المعمل:

يُفضل جمع 10 إلى 15 عينة مركبة من روث أبقار مختلفة، بحيث تزن كل عينة 50–100 جم.
بعدها تُخلط العينات جيدًا لإعطاء نتيجة تمثل القطيع ككل، ثم تُحلل لتحديد نسبة النشا المتبقي.

2. في الحقل (فحص ميداني بسيط):

يمكنك إجراء فحص تقريبي بنفسك:

• خذ حوالي 500 جم من الروث.
• اغسلها باستخدام منخل رقم 6 أو 8، وهو منخل بفتحات دقيقة.
• لاحظ محتوى المنخل:
  • وجود حبوب كاملة من الذرة ➜ دليل على طحن سيئ للعلف أو مرور الحبوب دون هضم.
  • وجود أنصاف حبوب مغطاة بطبقة نشوية ➜ يشير إلى انخفاض كفاءة الهضم.
  • عدم وجود حبوب ➜ يعني أن الهضم ممتاز وأن النظام الغذائي والطحن مناسبين.

⚠️ أسباب ارتفاع نسبة النشا في الروث:

1. الطحن الناعم جدًا للحبوب:

   • يؤدي إلى تخمر سريع جدًا في الكرش.
   • قد يسبب انخفاضًا في نسبة دهن الحليب.
   • يزيد من خطر الإصابة بـ الحموضة تحت الإكلينيكية (SARA)، وهي حالة تؤثر سلبًا على صحة الكرش وإنتاج الحليب.

2. الطحن غير الكافي (خشن جدًا):

   • يؤدي إلى مرور جزء من الحبوب عبر الجهاز الهضمي دون هضمها،
   • مما يعني فقد جزء من الطاقة التي يمكن أن تُستخدم لإنتاج الحليب.

🔧 التعديلات المقترحة لتحسين هضم النشا:

لتحقيق توازن مثالي بين سرعة التخمر والهضم الكامل، يُنصح بما يلي:

• الذرة الجافة: حجم الجزيئات المثالي بين 400–800 ميكرون.
• الذرة عالية الرطوبة: حجم الجزيئات بين 1000–2000 ميكرون، لأن رطوبتها تساعد على الهضم حتى لو كانت أكبر حجمًا.

بعد تعديل طريقة الطحن أو درجة الرطوبة، يجب إعادة فحص الروث بعد 48–72 ساعة للتأكد من:

• اختفاء الحبوب غير المهضومة.
• ثبات أو تحسن نسبة دهن الحليب، مما يدل على أن النظام الغذائي أصبح أكثر توازنًا.

💡 لماذا هذا الفحص مهم جدًا؟

عندما تكون نسبة النشا في الروث أقل من 3٪، فهذا يعني أنك تحصل على أقصى استفادة ممكنة من الطاقة الموجودة في العلف — أي أنك تربح دون أن تزيد في التكلفة.
لكن إذا كانت النسبة مرتفعة، فالأمر أشبه بأن شاحنة الأعلاف تنقل الحبوب من الصومعة إلى حوض السماد بدلًا من خزان الحليب — أي أنك تدفع ثمن طاقة لا تُستخدم في الإنتاج.