يَا وَطَني
قَدْ نَامَتْ أحْلامي فَوقَ جِبالِ الشَّوقِ
تُعانِقُ أوجاعَ القَلبِ المَصْلوبِ
عَلى جُدرانِ المَنْفى
فَخَرَجْتُ أُلَمْلِمُ في الظُّلُماتِ تَرانيمَ العِشْقِ المَسْفوحَةِ
بَينَ عُيونِ الأطْفالِ 
وَ آهاتِ الثَّكْلى
وَ أنا أشْدو أغْنِيَةَ القَهْرِ المَمْزوجَةِ
بِدُعاءِ النَّصرِ المَزْعومِ
عَلى أشْلاءِ القَتْلى
قَدْ بَاتَتْ أحْلامُ الصَّبرِ عَناقيداً
تُقْطَفُ مِنْ عَينِ الأطْفالِ
لِيَنْهَبَها كُهَّانُ الظُّلْمَةِ
تَحْتَ ظِلالِ المَوتِ
عَلى أنْقاضِ المَأوَى
فَعَبيرُ الأحْلامِ حَرامٌ
وَ عَذابُ الأحْلامِ حَرامٌ
حَتَّى القُرآنَ على ألْسِنَةِ الأطْفالِ حَرامٌ
فَاقْرَأ يا وَطَنى عَنَّا 
بَعْضاً مِنْ سورةِ يوسفَ أو مَريمَ
قَدْ قَتلوا يوسفَ فَوقَ جَبينِكَ
وَ ارْتَدوا كَي تُطفِئَ أحْلامُ الكُهَّانِ
وَ أحْلامُ الأحْبارِ
قَناديلَ المَوتَى
مَنْ صَلبوا عيسى يَا وَطَني
قَد عَادوا مَعْ أُخْوَةِ يُوسفَ
وَ يَهوذا يَمْشي مُخْتالاً
وَ أنَا قَدْ فُقئَتْ عَيْنايَ
فَلا مُعْتَصِماً أُبْصرُ
أوْ نارَ صَلاحِ الدِّينِ
وَ قَدْ كَلَّتْ رُوحي
وَ أنَا أبْحَثُ بينَ عُيونِكَ
عَنْ لحْدٍ يُؤويني
أوْ مَثْوَى
يَا وَطَني المَسْلوبُ الفَرْحَةِ
وَ المَصْلوبُ عَلى جُدْرِ الأحْزانِ
أحْلامي أمْسَتْ كابوساً غَلَّفَهُ المِوتُ
فَنامَتْ تَحتَ رُفاةِ الأوطانِ
وَ النَّورسُ يا وَطَني بَينَ يَدَيكَ
قَتيلٌ تَنْبُذُهُ الشُّطآنُ
وَ لَمْ تُبْقِ أحْلامي مِنِّي
إلَّا أشْلاءً أوْ بَعْضَ
بَقايا الإنْسانِ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 210 مشاهدة
نشرت فى 15 يناير 2015 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,184