جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
دُنْيا كَانَتْ ضُوءَ الفَجْرِ إذا غَابَتْ غَابَ
وَ إنْ غَنَّتْ ..
تَشْدُ الأطْيارُ نَشيدَ العِشْقِ عَلى الأعْتابْ
دُنْيا كَانَتْ بَسْمَةَ رَوْضٍ
إنْ شَرِبَ الماءَ تَراقَصَ مُنْتَظِراً
لُقْيا الأحْبَابْ
مَنْ يُنْقِذُ دُنْيا مِنْ أنْيابِ الذِّئْبِ وَ مِنْ شَرْعِ الغَابْ
دُنْيا كَانَتْ أحْلامَ شَبابي
وَ بَريقٌ يُشْرِقُ أمَلاً فَوقَ الكَونِ
وَ كَانَتْ مِحْرابَ الكُهَّان
وَ تَأكُلُ نَارُ الشَّوقِ عَلى أطْرافِ أنِامِلِها
أرْواحَ وَ أجْسادَ الزُهَّادْ
كَمْ كَانَ على شُطْآن جَدائلِها يَنْمو الحَنُّونُ وَ يُزْهو
لِيُعانِقَ أهْدابَ الوُدْيانْ
فَأسافِرُ مِنْ عَيْنَيْها حَتَّى الشَّفَتَينِ لأنْصُبَ خَيْمَةَ عِشْقِي
وَ أُعَطِّرُ حُمْرَةَ خَدَيْها بِأريجِ الزَّيتونِ الأخْضَرِ وَ الرَّيحانِ
وَ أُلقي بَينَ يَدَيها أحْلامَ القَلبِ الهائِمِ وَ الوَلهانْ
دُنْيا كَانَتْ مَوْلِدَها القُدسُ وَ مَوْطِنَها حَلَبٌ
وَ أَريجُ هَوَاها تَعْشَقُهُ بَغْدادْ
عَيْناها كَانَتْ إبْحاراً مِنْ مِصْرَ إلى فَاسٍ
كَي تَرْسو في سَبَأٍ وَ تَعودَ بِأرواحٍ
تُزْهِرُ بَينَ ثَناياها الأجْسادْ
قَتَلوا دُنْيا ..
قَتَلوا الأحْلامَ
وَ مَغ دُنْيا قَتَلوا أمَلي
تَرَكُوني مَيتاً أمْشي لا أمْلكُ إلَّا أنْ أمْشِيَ
لكنْ خُطُواتي تَائهَةً
حَائِرَةً .. لا أعْلمُ أينَ سَأمْضي أوْ أينَ رِيَاحُ الغُرْبَةِ تُلقي بي
وَ صِراعُ الآلامِ الحُبْلى بِالآهاتِ يُمَزِّقُ أوْرِدَتي
لا النَّومُ لَهُ في رُوحي ذِكْري لا أكْلي يَوماً
أوْ شُرْبي
دُنْيا مَاتَتْ
وَ َكأنَّ الأقْدارُ على قَلبي قَدْ كَتَبَتْ
أنْ لا يَعشَقُ إلَّا الأمْواتْ
وَ أنْ يَحْيا إنْ كانَ سَيَحْيا بَينَ دُموعِ الحَسْرَةِ وَ الآهاتِ
وَ بَينَ أنينِ الصَّبرِ البَاكي في صَدْري
وَ بِحارِ الشَّوقِ لأيَّامٍ وّلَّتْ كَانَتْ دُنْيا فِيها
عِطْرَ الرَّوْضِ وَ فَرْحَةَ أفْئدَةٍ كَانَتْ وَ العِشْقُ
عَلى مِيقاتْ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة