جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يَا سَيَّدي
أنا لَسْتُ إلَّا عَاشِقاً قَتَلَتْهُ أحْلامُ الصِّبا
فَأتى يُلَمْلِمُ في الضُّحَى أشْلاءَهُ
وَ يُطَرِّزُ الآهاتِ ثَوباً نازِفاً
تَلبسْهُ إنْ مَرَّتْ بِقَبريَ ثُمَّ تَبكي إنْ أرادَتْ
أوْ تُطيلُ الصَّمتَ قُربي
ثُمَّ تَمْضي
أنَا لسْتُ إلَّا وَرْدَةً سَحَقَتْها أهْدابُ الخِيانَةِ
لا تُحَبُّ وَ لا تُحِبُ
وَ إنْ تَمَنَّتْ ..
تَكْتَوي وَ تَذوبُ في هذي الدُّجى
فَالموتُ في هذي الرِّياضِ
إذا مَرَرْتُ بِها سَيَسْري
يَا سَيِّدي
لا تَمْلُكُ الأطْيارُ قَلباً مِثلَ قلبي
إنْ أحَبَّ , فَوَيلُ روحي
كَمْ تُعاني السُّهدَ في صَمتٍ
وَ تَبْكي
ثُمَّ تَبحَثُ عنْ مَلاذٍ بَينَ أطْلالِ الأماني
تَرتَجي وَصْلاً وَ لكنْ
لسْتُ أدْري
يَا سَيِّدي
أنَا قَدْ عَشِقْتُ وَ لَمْ أعِشْ بِالعِشقِ
إلَّا هذهِ الآهاتَ بينَ أنْفاسِ المَنايا
بَينَ أنْفاسي لِتَحْمِلَني عَلى نَعْشي
وَ تَمْشي
يَا سَيِّدي
قَدْ كُنتُ أمْضي في حَياتي هانِئاً
وَ أُعَانِقُ الأزْهارَ وَ الأطيارَ أينَ سِرْتُ
وَ لا أبالي الهَجْرَ يَوماً
أوْ أنامُ عَلى جِراحي
لكنَّهُ المَلعونَ قَلبي
قَد أطاحَ بِهِ الهَوى
ثُمَّ غادَرَهُ بِعُنْفٍ
تَارِكاً أشْلاءَ روحي بَينَ آهاتٍ
وَ نَزْفِ
يَا سَيِّدي
هَذا أنا ..
أنْهارُ حُزْنٍ تَحْتَ أطْلالِ الأماني
مِنْ دموعٍ جَارِياتٍ في اليَقينِ وَ في الكَرى
قَدْ عَانَقَتْ صَمْتُ الليالي
ثُمَّ عادَتْ يَومَ عَادَتْ
مَعْ أنينِ الصَّبرِ في رُوحي وَ في الشِّريانِ
تَجْري
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة