جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أَوَ تَغْضَبينَ
وَ قَدْ جَعَلتُكِ فِي عُيونِيَ مُقْلَةً
وَ شَرِبْتُ كَأسَ الهَجْرِ مُرَّاً
كِي أنَامَ عَلى يَدَيكِ
مَعْ صَهِيلِ الجُرْحِ فِي قَلبيْ
وَ أنَّاتٍ يَفيضُ العِشْقَ
مِنْها كُلَّمَا أَوْغَلتِ فِي صَدْريْ سِهَامَكْ
فَانْتَشَتْ رُوحي بِهَذا العِشقِ
وَ هِيَ تُغْرَسُ زَهْرةٌ
تَنْمو وَ تَنْموَ
كَي تُظَلِّلُ بِالهَوَى أَرْكانَ مَعْبَدِنَا سَوَا
وَ تَمِيلُ خَاشِعَةً بِصَمْتٍ
كَي تَصُبَّ رَحِيقَهَا
شَهْداً مُصَفَّى فِي شِفَاهِكْ
أَوَ تَغْضَبِينَ
وَ قَدْ جَعَلتُكِ فَوقَ أَبْيَاتِ الهَوَى
وَ جَعَلتُ مِنْ عَيْنَيْكِ مِحْراباً
فِيهِ الصَّلاةُ بِأَلفِ أَلْفٍ
وَ الخُشُوعُ لِسانُ قَلبٍ
مَا أَضَلَّ الدَّرْبَ يَوماً
فِي عَينيكِ كَعْبَتِهِ
فَمَا أَضَلَّ وَ مَا أُضِلَّ وَ مَا غَوَى
بَلْ إنَّهُ أَحَيَى صَلاةَ العِشقِ
مَعْ تَرَانيمَ النَّوَى
مَا أشْرَقَتْ شَمْسٌ وَ مَا غَابَتْ
لِتُمْسَيَ سُنَّةٌ لِلعاشِقِينَ الرَّاكِعِينَ عَلَى الأعِتَابِ
إذَا اسْتَيْقَظَتْ عَيْنَاكِ أَوْ نَامَتْ
أَوَ تَغْضَبينَ
وَ قَدْ نَمَا مِنْ صَدْرِيَ المَفْتُوحَ
زَهْرُ الأقْحَوَانِ
فَجْرٌ جَدِيدٌ عَانَقَ الأرْواحَ كَي يَبْنيْ سَلالِمَ عَودَةٍ
لِلْقَابِضينَ عَلى الزِّنادِ
الصَّابِرِينَ الصَّامِدِينَ
عَلَى لَظَى الأنْواءِ
حَيْثُ يُكْتَبُ نَعْيُهُم
خَلفَ تِلالِ عَينيكِ
وَ يَنتَظِرُونَ مِنْ شَفَتَيكِ
غُفْراناً بِغُفْرانِ
لِيَعُودَ يُزهِرُ مِنْ جَديدٍ
فِي صَدْرِيَ المَفتُوحَ شُبَّاكٌ وَ بَابْ
فَجْرٌ مُطِّلٌ فِي زُهُوٍّ
يَعْلوهُ زَهْرُ الأقْحَوانِ
فَيُجَدِّلُ الأشْواقَ ..
تَكسُوها الشَّقَائِقُ وَ السَّنَابِلُ مِنْ قُلوبٍ
كَمْ بَكَتْ شَوقاً إلى عَيْنَيْكِ
تَحْصُدُها المَنَافِيَ
حَتَّى عَلى الجُرْحِ نَامَتْ
تَشْكو لَوعَةَ الحِرمانٍ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة