يَا مَنْ نَامَ لِيَحْلُمَ 
بِأراضٍ تَغْرَقُ في العَسَلِ
وَ يُقَدِّسُ أَرْضَ الأَجْدادِ وَ لَمْ يَزَلِ
أَسْمَعُ صَوتَ نَحيبُكَ 
تَبْكي أَرْضَ الميعادِ
وَ تَصْرُخُ بِالصَّوتِ العاصِفِ
اقْتُلْ بِدولارٍ عَرَبِيّاً
لِتُعيدَ إليْها مُتَشَرِّدَ أَفَّاقاً مُغْتَرِباً
وَ تُذبِّحُ قُرْصاناً مُغْتَصِباً
لكِنِّي أنْظُرُ دَمْعَةَ أُمِّي
وَ أراها بَينَ جِبَالِ الجَرْمَكِ وَ الكَرْمِلِ
بَاكِيِةً تَحْمِلُ هَمِّي
أسْمَعُ صَوتِ نَحيبُكِ أُمِّي 
فَانْتَظِرِي
قَدْ عُدْتُ أَزُفُّ لِعَيْنَيْكِ البُشْرَى 
فَارْتَقِبِي
اليَومَ أَعُودُ وَ تَدْفَعُني نَارُ الغَضَبِ
مَحْمولاً بِسَواعِدِ يَا أمِّي 
مُدَّتْ كَالشُّهُبِ
وَ الرَّايَةُ تَخْفِقُ بَينَ يَدَيَّ
كَمَا السُّحُبِ
أَحْمِلُ فَوقَ جَبِيني غَرْسَ الزَّيْتُونِ
وَ جَدَائلَ عِشْقٍ قَدْ نُسِجَتْ
مِنْ زَهْرِ الحَنُّونِ
إكْليلٌ يَا أمَّ الضُّعَفاءِ
يُتَوِّجُ رَأسَكِ مِنْ عَيْنَيكِ
وَ يَعْلو .. يَعْلو
لِيُعانِقَ بَدْراً فَوقَ سَماكِ تَجَلَّى
وَ يَعودَ فَيَجْثو بَينَ يَدَيكِ
كَي يَمْسَحَ هَذي الدَّمْعَةَ
وَ يُداويَ جُرْحَ البُؤساءْ
فَلتَنَمِي أُمِّي فَلتَنَمي
الدَّرْبُ طَويلٌ مُتَمَوِّجُ يَزحَفُ كَالأفْعَى
وَ جَدائلُ عِشْقي لَيْسَتْ إلَّا أضْغَاثاً
تَعْلوها رِيحُ الخَمْرِ
وَ عَاهِرَةٌ تَفْتحُ سَاقَيْها
كَي تَرْكَعَ بَينَ يَدَيْها
أذْنابُ العَرَبِ
وَ أنَا الأُضْحِيَةُ المَذْبوحَةُ 
أَرْقُصُ مَعْ جُرْحِي
يَا أمِّي
بَينَ أَيَاديَ ذَبَّاحِي
أَرْقُصُ للطَّرَبِ
وَ أَنْقُشُ حَرْفي فَوقَ رِمَالِ الشُّطْآنِ
يَعْلوهُ المَوجُ فَأُمْسي كَمَا لَو أَنِّي يَوماً مَا كُنْتُ
وَ لا حَرْفي يَا أمِّي كَانْ

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 224 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2013 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,023