الزَّهْرُ المَقْصوفُ الخَدَّينِ عَلى أَنْغامِ الحُزْنِ تَكَلَّمَ
بِالصَّمْتِ تَكَلَّمَ , بِالآهِ تَكَلَّمَ
بِأَنينِ الأنْطافِ بِقاعِ الرَّحْمِ تَكَلَّمْ
فَارْتَجَّتْ أَغْصَانُ الزَّيْتونِ وَ فَرَّتْ
فَرَّتْ تَبْحَثُ عَنْ مَأْوَى
فَوقَ الشُّطآنِ الرَّمْلِيَّه
لَكِنَّ بِحارُكِ سَيِّدَتي
تَنْقُصُها النَّخْوَه العَرَبِيَّه
فَسَوارِيُّ ابْنِ السَّرْحِ انْدَثَرَتْ
كَي تُغْرِقَ مَعها الرَّاياتِ الأُمَوِيَّه
وَ بِحَارُكِ أَمْسَتْ سَيِّدَتي
قَاتِلَةً لا يُبْحِرُ فِيها مَرْكِبُ
أَوْ يَرْكَبُها رَبَّانْ
قَدْ أمْسَتْ سَيِّدَتي بَيْنَ يَدَيْكِ
بِلا شُطْآنْ
فَأَنَا المَنْفِيُّ
ضِبَاعُ الغُرْبَةِ تَنْهَشُني
تَنْهَشُ فِي عَظْمِي
فِي لَحْمِي
وَ أَنَا أسْمَعُ مِنْ خَلْفِ الأَسْوارِ
أَنينَ الرَّوْضِ
يُعانِقُ آهاتِ الأزْهَارِ
كَي تُولَدُ مِنْ هَمِّي
مِنْ دَمِّي
مِنْ رِحْمِ مُعَاناتي الثَّكْلَى
آلافُ الأَغْصانْ
فَأَجُوبُ بِحَارَ الشَّوقِ إلى عَيْنَيْكِ
لِيَرْسو مَرْكِبُ أَحْلاميَ
بِعَذَاباتيَ
فَوقَ الشُّطْآن
إنْ عَادَتْ يَوماً تَفْرِشُ خَدَّيْها
لِبِحَارُكِ هَذي الشُّطآنْ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة