جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قُومي يا أمُّ
فَمثلكِ لن يركعَ أبدا
قُومي فجذوركِ قَد مدَّتْ
في أوردةِ التَّاريخِ
وَ تجري بدماءِ العشقِ الأزليَّه
تمتدُ من الأرضِ الحُبلى
لتعانقَ فجرَ الحريَّه
كي يَشْخُبَ لبنُ الغضبِ
وَ جرحُ الثَّاثرِ بين يديكِ
أنهاراً من نورٍ و ضياء
قومي ..
وَ دعيني أشربُ
في هذي الليلةِ نخبكِ
لا سكراً يا أمُّ سأشربْ
أو هرباً من حزنٍ مدفونْ
لكنْ لترفرفَ بين ضلوعي
راياتُ الشَّرفِ المطعونْ
قومي يا أمُّ
فإنَّ يهوذا يتربصُ
بين كرومِ العنبِ
و أغصانِ الزَّيتونْ
وَ يزعمُ أنَّ الله
اختاره
كي ينبشَ رحمكِ يا أمي
و يُقَّتلُ فيه الأنطافْ
وَ عيونُ الأهلِ تراقبهُ
منْ شربوا من دمكِ المسفوحَ
و عادوا يا أمُّ كما الغرباءْ
تُسعدهم أنَّاتكِ .. أمي
وَ بكاءُ الطِّفلِ غناءٌ
تتمايلُ طرباً مع صوتهِ
أردافُ الأشرافْ
قومي يا أم ..
فلم يبقَ إلا أنتِ
و جرحي النازفُ في خاصرتي
قومي فاليوم لنا
و غداً أيضاً
يا قبلةُ عمري
يا ساريتي
لم يبقَ إلا أنتِ و أنا
فربيعُ العربِ القادمُ
قَد أحيا أشواكاً بريه
تُسقى بأيادٍ غربيه
بدماءٍ تجري
بين عروقٍ عربيه
قومي يا أم
فآهاتي ذكرٌ في لوحٍ محفوظْ
و الدَّربُ المثقوبُ الصَّدرِ
تَمرَّدَ ..
أضحى كالطوفانْ
مَدَّ الأذرعَ يا أمي
فردَ الأحضانْ
ليُطرِّزَ منْ خطواتكِ
مِعطفهُ الفجري المزهرَ بالآمالْ
حيثُ تقبلُ شفتيَّ الأحلامُ
وَ تنسجُ بين حواشيهِ الأيامُ
أروعَ قصَّةِ حبٍّ
وَ أراني فيها أفرشُ جسدي
بستاناُ يزهرُ بين يديكِ
يَتَغني بأزاهرهِ الفلاحُ
وَ أمواجاً من عشقٍ
تتراقصُ في عينيكِ
يا فرحةُ يَومي و غَدي
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة