جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ليس ذنبي ...
ليس ذنبي حبيبتي
أني ولدت في زمن العشق الحرام
زمن الوصل الحرام
زمن لا حق لي فيه ,
إلا أن أتجرع آلاماً تتلوها آلام
زمن يوم عشقت فيه ..
كان عشقي لأميرة
و أنا بين يديها ولدتُ ..
أسيرا مأسورا لأسيرة
أجلد ..
أصلب ..
أعدم بين يديها
في صدري تصرخ آهاتي الدفينة
لا جبنا .. لا وجلا
لكن إن نظرت ..
أخشى عينيها أن تستبينَ
فأنا من رحم الظلم ولدت
من نهر القهر شربت
لأعود أحلق من جديد
على جناح يمامة
شربت مرارة حسرتي
لتطوف بي فوق الربوع
تمسح بشوق دمعتي
تلقي بي في محراب عينيك
لأعد ببطء قطرات دمي
تهطل قطرة .. قطرة
تنساب بين شرايينك
لتصحِّي الزهر و موج البحر
فتصحوا الأجيال
تكنس ما انهال على جسدك من أشواك و رمال
و أغرس بين ضلوعك أيكاً لحمامة
و أغاني فرحٍ و رعود غمامة
ترددها القاهرة المنصورة و الفيحاء
و قلاع الشهباء و تطوان و صخر البتراء
و الموصل ترقص في ولهٍ
و تغنيها معنا صنعاء
لم يعد الشارع يهتك عرض الأحباب
ما عاد كحرباء يتلون خلف الأبواب
قد عاد الابن ليركع في حضن أبيه
و الأخ يحمل هم أخيه
ما عدنا يا منية عمري أغراب
كالناسك .. كالكاهن في المحراب
ليس ذنبي حبيبتي ..
أني بك أحلم
بقباب شامخة شماء
بسنابل عينيك الخضراء
لم أعد أملك إلا حلمي
فدعيني أحلم و معي احلمي
بسماء صافية زرقاء
بخيوط الشمس المنزلقة على كتفيك
تنساب من قمةرأسك حتى أخفص قدميك
تشرق من عينيكِ فجراً و ضياء
يتغنى العشاق بها و الثوار
يا قبلة عمري يا مهبط وحي الأحرار
ليس ذنبي حبيبتي ..
أني بك أتغنى
فلغيرك تفقد كلماتي المعنى
فأنا من جذرك أروي قامتي العطشى
و عشق الأهل الطيبين
فستبقين و يبقى دمك الوهاج زيت الثائرين
كم صلى بين أحضانك عَمرُ
فغنت الشمس في الآفاق و البدرُ
فليس ذنبي أن أضناني الجوى
فأبكيك بكاء الحبيب مرابعاً و طلولا
ٍأجعل اللحن الرقيق صليلا
ليس ذنبي ..
فأنت رغم جراحك
رغم نزيفك
كنت و لا زلت بعذاباتي و أحلامي قدري
و أنا أعشق قدراً ينهش عمري
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة