سأولد ...
حين تولدين من جديد
فأنا المشرد ابن الاسير أخو الشهيد
تنوشنا الضباع كل ليلة
و تنهش الذئاب كل زهرة على دروبنا
لتقتل فينا حلمنا
و تفر منها زهرة متفتحة
رسمتُها في عيون المها
و زهرة أخرى
كنت قد أسقيتها ماء الحياة
من بين أغصان الوريد
و غرستُها في القلب أيام الصبا
لتعود تزهر من جديد
فمتى سيزهو بيتنا ..
بصراخ ذاك الطفل
لا بل ذاك المارد ..
مَن كفِه يصل السماء
لتعود بالغيث محملة
تحيي به الأزهار ..
و تريح هذا الرحم من ذاك العناء
و يولد الجديد
فتسكن الآهات في قلوبنا و تبتسم
و تخفق الأرواح من جديد
و ينهض من براعم الجرح الشهيد
يحمل في يديه ثرى القدس و تراب فلسطين
و تعلن المدائن .. أن اليوم عيد
و تسبق الحياة على جناح الريح
كالاعصار و الأمطار مع مرح الشباب
و تنزع الموت من شرفات أعينها
و من أرق الضواحي و الشوارع و الشواطئ
و الأغادير المطرزة الثياب
فهنا ولدنا من مآقيها الجميلة
و نمونا بين أذرعها الرفيقة
فقبل ولادة التوراة كنا ها هنا
نبني و نصبغ جلدنا بأديمها
فنحن ما زلنا نسائمها الرقيقة
نعشقها و تعشقنا
فقد عشنا في مغانيها و أرسينا صواريها
و لم نخش زنازين القراصنة العتيقة
و ها قد عادت الأيام حبلى بالشموع
لتمحو ليالينا المخضبة بالدماء و بالدموع
سأولد اليوم من جديد
و قد خرج فؤادك المشنوق .. المغيّب بين أشداق الجريمة
من حلكة التشريد .. من رحم الهزيمة
سأولد حين تولدين
لأغوص في عينيك ..في بحر تماوج بالسنابل
رقصت على أمواجه كاللحن أشرعة المناجل
فهل سأحيا مولدي
حتى أراكِ تولدين

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 274 مشاهدة
نشرت فى 13 إبريل 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,164