يا ابنة المجد العتيق

هذي النجوم
تلألأت فوق الربوع
هذي الشموس قد أشرقت ..
تطفي الشموع
إشمخ برأسك عاليا
...فاليوم .. يوم المولدِ
اليوم عرس للذي
عشق الإباء
و في انتظار الموعدِ
عيناه غزة و الشطوط النرجسية
و يداه قدسا و الهضاب السندسية
اليوم تزدان الليالي بالبدور
بأخوّة هبطت ترفرف كالصقور
هذي طلائعها تدك بعزمها صم الصخور
اليوم تحضرنا دلال بصورة أختها
و قوافل الشهداء أزهارا ..
تراقصت أغصانها
و ابن أيوبٍ يجمعها و ينظر عرسنا
هذي قلادة أمة كالدر في أعناقنا
اليوم تلمسها يداي
و تبثها شوقي المجنون
ليصمت السكون
و تشدوا بلحن الهوى عيناي
اليوم عرسي يا فؤادي فاتئد
و اكتم انينك في الجوارح و اتقد
اليوم عرسٌ ..
يتجمع فيه الأحباب
زهرة تتلو زهرة ..
من بعد غياب
و البدر تعانق فرحته
سهلا و هضاب
هذي النجوم
تلألأت شوقا و حنين
في القدس .. في غزة أينعت
دمعا و أنين
و فؤادي يصرخ في ولهٍ
صرخة مجنون
يقتله الشوق هنا
و الدمع المتقد نارا تحرق في العيون
اليوم عرسي فاشربوا ..
طيب الرحيق
و تزيني يا قدس ...
يا ابنة المجد العتيق
و انظري خلانيَ ...
يأتون من فجٍ عميق

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة