إني هنا ...
بصمات أقدامي الصغيرة ترسم أولى خطواتي
و أناملي مغروسة زحفا و الأرض تشدو لي أنا
إني أنا مولدي كان هنا
و آثار أجدادي تعلو قامة التاريخ .. تغني للثرى الغالي
...فأرفع رأسي فوق الشمس , و أكتب فوق صفحتها
هذا أنا
إني أنا , قبلك هنا
هذي شواطئنا , روابينا , مراتعنا
تشهد بأن الأمس لي
و غدا سيزهر الحنون و النرجس
ينثر أريجه في الفضاء
مزيجه عرقي أنا
فلستَ إلا عابرا , قاطع طريق
و لتقرأ التاريخ أو لا تقرأه
انهب ما شئت أو حطمه
مع كل ضربة معول لن ترى إلا أنا
ما أنت إلا دودة خرجت من الزمن السحيق
لتدوسها أقدامنا
أنا قد فردت جناحي فوق التلال
و كتبت اسمي ساطعا تزهو به قمم الجبال
و نصبت فوق الأقصى خيمتي ,ساريتي و الشراع
من شراييني النسيج ,من خيط الشمس المتلألئ دون انقطاع
لأنه هذا أنا
لأنني دوما هنا ,باقٍ هنا
ترسانتك لن تمنعني
مع تلك الأسوار و تلك الأسلاك
و حمم النار التي تقذفها كي ترهبني
لن تمنعني أعشق أرضي أو تمنعها أن تعشقني
اكتب على صفحات الحاضر تاريخك
فسيحمله الريح و يمحوه و لن يبقِ لك ذكرى
لكني لن أسمح أن تهدأ أيامك
ستراني كابوسا يطاردك ,يجمع ليلك بنهارك
لأني أنا الماضي
أنا الحاضر
و المستقبل أنا

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 170 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

125,183