جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لكم ما تشاؤون ...
لكم ما تشاءون ..
و لنا ما نشاء
لكم ما تشاءون من لحومنا .. من عظامنا
من أبنائنا .. أحفادنا
و لنا ما نشاء ..
لنا الأرض .. و لنا السماء
لنا الأرض .. بروضها .. بحرها .. بسهلها
لنا السماء .. بشمسها .. بدرها .. بنجومها
قطّعونا كيف شئتم ..
هجّرونا أنّى شئتم ..
فجذورنا هناك مغروسةٌ
ينبت منها التين ..
ينبت منها الزيتون
تشرب من دمنا السنابل ..
تحمل كل سنبلة مئة ألف حبة
بل مئة ألف ثائر
فلنا نحن .. و لنا فقطٌ على هذه الأرض البقاء
احفروا تحت أقصانا كيف شئتم .. و أنّى شئتم
لن تجدوا إلا بقايا عظامنا .. تصرخ فيكم ..
لا مكان لكم بيننا .. كما لم يكن في تاريخنا
هذه الأرض كنا لها سمادٌ .. فكانت لنا امتداد
غيومها تجمعت من أنفاسنا
أزهارها تراقصت على وقع ألحاننا
************
أيها الراقصون على وقع جراحنا
على آهاتنا .. أناتنا ..
و تلك الدموع المسفوحة من عيون أمهاتنا
خذوا من لحومنا ما شئتم ..
فمن عيون أطفالنا يولد البقاء ..
و من نظراتهم تتفجر السماء
خذوا من لحومنا ما شئتم
فلحومنا ينبت منها الشهيد
و إذا مضى يخلفه ألف ألف شهيد
هذا ما أسقانا الآباء ..
نتوارثه ممزوجا بحليب الأرض و عبقها
فباعد بيننا كيف شئت و بينها ..
انصب حواجزك الملعونة حاجزا تلو حاجز ..
و علّي ما شئت من الجدران..
فهي معنا .. لا بل فينا ..
تتملكنا .. لا نتملكها
و سنخرج من تحت الأرض .. بركانا يتفجر غضبا
تتهاوى مع سيل الحمم المسقية آهات الثكلى
ما كنت نصبت و ما كنت بنيت من الجدران
فستبقى هذه الأرض لنا ..
هكذا كتب التاريخُ ..
من سفر التكوين .. حتى استكشاف المريخ
لا تقوى إلا إن شربت من دمنا
فلنا المجد بها و لها المجد بنا
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة