<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
صحيفة الديار اللبنانية = أخبار دولية
تركيا تهدد الأكراد بعدم التحرك .. واشنطن تبلغ أردوغان عدم القيام بعملية
18 كانون الثاني 2018
أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقع إرسال تهديدات وإطلاق تصريحات في شأن ضرب المنطقة الكردية على الحدود السورية - التركية وتناول الموضوع أكثر من 10 مرات معلنا ان الجيش التركي سينهي الوجود الكردي الذي يعتبره إرهابيا، وسيقوم الجيش التركي بدخول مدينة عفرين السورية، إضافة إلى مدينة منبج السورية في ريف حلب، كذلك سيقوم بتطهير المنطقة جنوب ضفة نهر الفرات من قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تدعمها أميركا.
وإذا كان الجيش التركي قد قام بحشد قوات عسكرية كبيرة حول مدينة عفرين السورية حيث مقر الأكراد كذلك طلب من المعارضة السورية خاصة الجيش السوري الحر المشاركة في الهجوم على الأكراد في بلدة عفرين، فان الوضع حتى الآن ما زال قيد التهديدات الكلامية، ولم يحصل أي شيء ميداني عسكري على الأرض باستثناء تبادل إطلاق نيران مدفعية بين الجيش التركي من جهة والجيش الكردي في مدينة عفرين.
مدينة عفرين التي يبلغ عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة، لكن أكثر من 30 ألف نازح ينزحون يوميا من المدينة باتجاه مناطق خاضعة إلى النظام السوري الذي يرأسه الرئيس الدكتور بشار الأسد، إنما قوات سوريا الديمقراطية الكردية أعلنت ان معركة الجيش التركي ضد عفرين ستكون الأخيرة لان الجيش التركي سيدفع ثمنا بالغا وسيكون التدمير شاملا للجيش التركي ان هو حاول دخول مدينة عفرين. ومدينة عفرين هي منطقة كبيرة حيث مدينة عفرين ويقع قسم منها ضمن الأراضي التركية أما بقية المدينة فهي في الأراضي السورية، وحول مدينة عفرين حوالي 22 قرية يسيطر عليها الأكراد. وكذلك مدينة عفرين مليئة بالتلال والتضاريس حيث أودية وجبال وتلال يصعب على الجيش التركي القيام بالتقدم بالدبابات لناحية الهجوم على مدينة عفرين. ولذلك فهو يستعين بقوات المعارضة السورية خاصة هيئة سلطان باشا وهي جيش من المعارضة السورية تابعة إلى تركيا كذلك الجيش السوري الحر الذي قامت تركيا بتسليحه وسلمته شمال وجنوب مدينة عفرين كي يقوم بالهجوم من الاتجاهين، كذلك فان من ناحية الجانب التركي سيهاجم الجيش التركي مدينة عفرين بالاشتراك مع قوات سلطان باشا وهي قوات معارضة سورية تابعة إلى الجيش التركي مباشرة.
التردد التركي يبدو واضحاً
إلا ان التردد التركي يبدو واضحا، وفي المقابل أعلن قائد الجيش الكردي أو جيش سوريا الديمقراطية وهو أساس القوة الكردية والتي تدعمه الولايات المتحدة بأننا سنقاتل إلى آخر رجل من رجال الجيش الكردي ولن ننسحب من مدينة عفرين، ونحن لن نتراجع خطوة واحدة إلى الوراء ونحن ننتظر الجيش التركي كي يقوم بهجومه ونقول له ان هجومه سيكون الأخير لأنه سيرى كيف سندمر الدبابات التركية وستبقى عفرين عاصية على تركيا وعلى أجنحة معارضة سورية تابعة إلى تركيا وفي عفرين يوجد 22 ألف مقاتل كردي تدعمه الولايات المتحدة بالأسلحة والدبابات وصواريخ المضادة للدروع وصواريخ مضادة للطائرات على علو منخفض كي تمنع أميركا الطوافات التركية من مهاجمة مراكز جوفية داخل تلال وجبال لا تستطيع الطائرات المقاتلة التركية الهجوم عليها، بل يمكن مهاجمتها عبر توقف طوافات في الجو مقابل الجيوب في التلال والجبال وقصف مناطق الاطراد بالصواريخ من الطوافات. لكن الصواريخ الأميركية التي حصل عليها الجيش الكردي تمنع الطوافات التركية من الهجوم.
تيلرسون: لن ننسحب من سوريا
في هذا الوقت بالذات، صدر من واشنطن تصريح وزير الخارجية الأميركي تيلرسون أعلن فيه ان الجيش الأميركي لن ينسحب من سوريا كما ارتكب الخطأ عندما انسحب من العراق عام 2011، وبعد انسحابه من العراق عام 2011 انتشرت منظمة القاعدة وهي الأساس، ذلك انه وفق وزير خارجية أميركا فان تنظيم القاعدة ما زال الأقوى والمنتشر عالميا، وهو وراء تنظيم دولة الخلافة الإسلامية داعش كما اسماها وزير الخارجية الأميركي كذلك هي وراء جبهة النصرة والتنظيمات الإسلامية التكفيرية.
وقال ان النظام السوري الذي يرأسه الرئيس بشار الأسد يسيطر على نصف الأراضي السورية، بينما نحن حققنا مع الجيش العراقي انتصار على داعش ودولة الخلافة الإسلامية والإرهاب انتصارا بنسبة 98 في المائة وقضينا على تنظيم القاعدة في العراق.
أما في سوريا فلن ننسحب لان القاعدة ما زالت موجودة والمناطق التي نسيطر عليها مع الأكراد مناطق شاسعة وزراعية وكبيرة جدا، وتصل مساحتها إلى 35 ألف كلم مربع، ولن ننسحب من سوريا، كذلك نحن لا نقبل ببقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم، لكننا وافقنا على قرار مجلس الأمن رقم 2254 كي تتم تسوية بين النظام السوري برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية، لكننا كإدارة أميركية أصبحنا مقتنعين بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد حلاً سياسياً في سوريا بل هو يرتكز على الإيرانيين وعلى حزب الله وخاصة على روسيا كي يستمر في الحكم، ويريد استمرار الحرب حتى ضرب كافة التنظيمات المعارضة في سوريا، ويعود إلى حكم سوريا مثل السابق، وهذا أمر لن تسمح به أميركا وستبقى موجودة في سوريا، خاصة وان الشعب الكردي هو شعب غير إرهابي كما تصفه تركيا ونحن ندعم 60 ألف رجل وصبية من الجيش الكردي ولن نسمح لجيش نظم بشار الأسد بالدخول إلى هذه المنطقة، وسنقوم بحماية المنطقة الكردية كما ان المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأميركي والجيش الكردي هي المنطقة الخصيبة التي تنتج اكبر كمية من القمح والزراعة في سوريا كلها وللعراق، وبالتالي إذا تخلينا عن الوجود في المنطقة الكردية فان داعش ستعود إلى تلك المنطقة والى محافظة الرقة حيث كانت عاصمة داعش والى دير الزور وبقية المناطق.
من هنا فنحن قلقون من عودة داعش التي تمثل تنظيم القاعدة الإرهابي الكبير، ثم قام وزير المالية بالتذكير بأن الإيرانيين وحزب الله قاموا بتصفية مركز المارينز قوات البحرية الأميركية في لبنان على طريق المطار وأدى عملهم إلى قتل 240 جندياً وضابطاً أميركيا. ولذلك لن نقبل بأن يسيطر الجيش السوري مع قوات حزب الله والجيش الإيراني في سوريا.
أضاف وزير خارجية أميركا، أما بالنسبة إلى دور روسيا الذي دعمت الرئيس بشار الأسد وأقامت قاعدتين واحدة جوية والأخرى بحرية في سوريا فنقول لها كما انك تواجدت على الأرض السورية فان الجيش الأميركي تواجد أيضا على الأراضي السورية ولن ننسحب من سوريا إلا بعد تسوية تعطي الشعب السوري حريته وتعطي الشعب السوري نظاماً ديمقراطيا مدنياً لا تقوم روسيا وإيران وحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد بفرضه على الشعب السوري.
الجيش التركي يتحضر لعمليات على طول الحدود السورية
في المقابل، يتحضر الجيش التركي لعمليات عسكرية على طول الحدود السورية - التركية، ومسافة الحدود بين سوريا وتركيا هي 880 كلم، وهنالك 600 كلم لا يوجد فيها صراع تركي - كردي، بل يوجد صراع هام وكبير على مسافة 200 كلم بين الجيش التركي والجيش الكردي، والآن محصور بمسافة 60 كلم هو محيط بلدة عفرين الكردية كذلك محيط بلدة منبج التي كان سكانها 90 في المائة من العرب وقام الأكراد بتهجيرهم واستولوا على أهم مدينة قرب مدينة حلب العاصمة الثانية لسوريا.
وقامت تركيا بإبلاغ شكوى إلى الحلف الأطلسي بأن أميركا تدعم إرهابيين ضد دولة تركيا، التي هي عضو في الحلف الأطلسي وأرسل الرئيس التركي الرئيس رجب طيب أردوغان الشكوى إلى أمين عام الحلف الأطلسي وقال ان الولايات المتحدة هي رئيسة الحلف الأطلسي كأكبر قوة في هذا الحلف، لكن تركيا هي الدولة الثانية بعد أميركا في الحلف الأطلسي لان جيشها هو مليون جندي، إضافة إلى أكثر من 12 ألف دبابة و25 ألف مدرعة ناقلة جنود إضافة إلى 18 ألف مدفع ولذلك فتركيا فان قوتها العسكرية باستثناء السلاح النووي اكبر من قوة بريطانيا وفرنسا وبقية دول الحلف الأطلسي، وهي الدولة الثانية، ولذلك فإنها تقدم شكوى ضد واشنطن أمام الحلف الأطلسي.
وقد رد أمين عام الحلف الأطلسي على رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول ان الحلف الأطلسي غير مسئول عن دعم الجيش الأميركي للأكراد، وان الخطوة الأميركية العسكرية حصلت دون مشاورة الحلف الأطلسي ولا عقد اجتماع للحلف الأطلسي لإعطاء الإذن للجيش الأميركي بدعم الأكراد في سوريا، وهذا عمل عسكري أميركي من جانب واحد.
تحذير وزارة الدفاع الأميركية إلى الجيش التركي
إزاء تقديم تركيا شكوى إلى الحلف الأطلسي قال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أننا نحذر الجيش التركي ونوجه رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن عليه عدم القيام بأي هجوم على الجيش الكردي المدعوم من أميركا حيث ان أميركا لن تسمح لجيش النظام السوري بالدخول إلى مناطق الأكراد مجددا كذلك لن تسمح لتركيا باحتلال المناطق الكردية، وهي مناطق ستحافظ عليها أميركا وستزيد من عدد جيشها في تلك المنطقة كي تكون جاهزة لضرب تنظيم داعش والقاعدة إذا انتشروا من جديد لان النظام السوري يسيطر على 50 في المائة فقط من الأرض السورية.
كذلك يجب العودة إلى تصريح وزير خارجية أميركا تيلرسون الذي قال ان تنظيم داعش يعيش في مراكز عديدة في سوريا وبقبول من نظام الرئيس بشار الأسد وان الرئيس السوري قام بإطلاق آلاف الأسرى من الإسلاميين المتشددين لا بل عشرات الآلاف الذين انتقلوا من السجون السورية إلى صفوف تنظيم داعش كي تكون الحرب بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وداعش من جهة أخرى. وهذا الأمر تعرفه المخابرات الأميركية ولن يمر على الإدارة الأميركية. لذلك لا مجال لانسحاب أميركا من سوريا.
حرب عصابات ضد القوات الأميركية
هنا تعطلت المحادثات الدبلوماسية في شأن إيجاد حل لتسوية الأزمة السورية، وبين صراع أميركا وروسيا على سوريا فان حرب عصابات ستبدأ قريبا بين الإيرانيين وحزب الله وعصائب الحق من العراق إضافة إلى الحشد الشعبي العراقي وقوات من ميليشيا مؤيدة للجيش السوري ببدء حرب عصابات ضد الجيش الأميركي في شمال سوريا مع الأكراد حيث يسيطرون على ربع الأراضي السورية.
أخيرا، يجب انتظار الموقف التركي وهل سيحصل هجوم من قبل الجيش التركي على مدينة عفرين ومدينة منبج، أم ان التهديدات التركية ستبقى مجرد كلام وتخضع تركيا للإنذار الأميركي. ولا يمكن الجواب على هذا السؤال بانتظار الأسبوعين القادمين وربما الأيام أو الساعات القادمة.
ساحة النقاش