<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
لماذا غاب أردوغان وحضر السيسي في قمة الرياض؟ من سينضم لعضوية «الناتو» الإسلامي الجديد ومن سيقاطع؟
الإثنين 22 أيار 2017
عبد الباري عطوان - رأي اليوم -
إذا كان الصراع بين المرجعيتين الشيعيتين النجف الأشرف وقم قد خف في الفترة الأخيرة، بسبب النفوذ الإيراني القوي في العراق، فان نظيره بين المرجعيات السنية الرئيسية الثلاث مع السعودية والأزهر واسطنبول ما زال متأججا، وان كان بشكل غير معلن، ويأخذ طابعا سياسيا، وإعلان نوع من “الهدن” الظرفية.
قمة الرياض السنية الترامبية التي انعقدت يوم الأحد الماضي في العاصمة السعودية الرياض بحضور ممثلين عن 52 دولة إسلامية من بينهم حفنة قليلة من الزعماء، عكست بطريقة أو بأخرى هذا الصراع، وان كانت قد اتفقت، وبشكل علني، على إدانة إيران باعتبارها مصدر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، وضرورة التصدي لها والميليشيات التي تمولها وتدعمها في العراق وسورية واليمن لبنان وفلسطين المحتلة.
***
كان هناك أمران يلفتان الأنظار في هذه القمة التي أكدت، اتفقنا أو اختلفنا معها، زعامة المملكة العربية السعودية وقيادتها، للعالم الإسلامي الذي يضم مليار ونصف المليار مسلم، والشق السني منه على وجه الخصوص:
الأول: غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإيفاده وزير خارجيته، وليس رئيس وزرائه، السيد مولود جاويش أوغلو، لرئاسة الوفد، رغم العلاقات القوية المفترضة بين السعودية وتركيا.
الثاني: حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تزعمت بلاده العالمين العربي الإسلامي لعقود بحكم ثقلها السياسي والوطني، واحتضانها لإمبراطوريتها (الأيوبية والفاطمية، والمملوكة على سبيل المثال)، ووجود مرجعية الأزهر العلمية ذات الثقل الديني.
الرئيس عبد الفتاح السيسي تردد في حضور هذه القمة التي دعا إليها العاهل السعودي، ويبدو أن القيادة السعودية أحست بهذا التردد، ولذلك أوفدت إليه وزيرا من الدرجة الثانية حاملا إليه الدعوى، وليس وزير الخارجية السيد عادل الجبير، أو احد الأمراء الكبار، وسبب هذا التردد انه لا يريد تتويج السعودية زعيمة للعالم الإسلامي، مضافا إلى ذلك انه لا يريد تبني مشروعها الخاص في إشهار سيف العداء لإيران والطائفة الإسلامية الشيعية، وخوضها حروبها، أي السعودية، الحالية في اليمن وسورية، والمستقبلية في العراق وإيران.
نقطة التحول التي غيرت موقف الرئيس السيسي، المكالمة الهاتفية التي أجراها معه الرئيس ترامب، قبل انعقاد القمة بأيام، تطالبه بالحضور، وتعده بزيارة خاصة إلى القاهرة لاحقا، دون تحديد أي موعد.
الرئيس السيسي، ومعه معظم المصريين يتمتعون بحالة من الكبرياء الوطني عنوانها ريادة مصر وزعامتها وتفوقها، ومكانتها الإقليمية المتميزة، وإدراك باراك أوباما هذه الحقيقة عندما اختار القاهرة محطته الرئيسية كمنبر لمخاطبة العالم الإسلامي، وهو ما لم يفعله ترامب الذي فضل بريق الذهب، والصفقات المالية الضخمة (460 مليار دولار).
***
وضع الرئيس أردوغان، أو بالأحرى مقاطعته الشخصية لحضور قمة الرياض الإسلامية تبدو مختلفة، وتعكس موقفا ذات طابع سياسي وشخصي في آن، فالرئيس أردوغان عاد لتوه من زيارة فاشلة من واشنطن لم يحقق من خلالها أي من أهدافه في منع أمريكا من اعتماد الأكراد كحليف استراتيجي، وعدم تقديم أي أسلحة لهم بالتالي تمهد لإقامة دولتهم في شمال سورية، كما انه لم يجد أي تجاوب لمطالبه بتسليم الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه بالوقوف خلف الانقلاب العسكري الأخير.
اللقاء الذي جرى بين الرئيسين أردوغان وترامب في البيت الأبيض كان صداميا ومتوترا، ولم يستغرق غير 22 دقيقة، والمؤتمر الصحافي الذي انعقد بعده كان فاترا ولدقائق معدودة أيضا، ووصف ملعقون سياسيون أتراك هذه الزيارة بأنها كانت الأسوأ في تاريخ العلاقات التركية الأمريكية.
ساحة النقاش