<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
رسائل الحاخامات تفضح عدوان الشعيرات.. ومن هلّلوا
الثلاثاء 18 نيسان 2017
ميشيل كلاغاصي - بيروت برس -
جاهلًا، قويًا،أحمق، أهوج!...هذا لا ينفع، فهناك من يأمره ولا يستجديه!...ففي حرب المشروع الصهيوني الكبير،تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أداةً وقاعدةً أساسيةً لخدمته، بعدما ارتضت لنفسها أن تكون ذيل الأفعى لا رأسها، وارتهنت قرارها السياسي لأذرع المؤسسة الصهيونية حول العالم.. وأصبح الصدام المباشر معها جزءًا من الصراع مع المؤسسة الصهيونية - الإسرائيلية نفسها، وأنّ اندحارها هو السبيل الوحيد للانتصار، ولاستعادة الحقوق الكاملة للشعوب العربية... لقد استطاع اليهود الصهاينة أن يُنشئوا المؤسسة الإسرائيلية حول العالم، عبر أشكال وأسماء عديدة، واستقطبت الكثير من "المتطوعين" والداعمين حتى من غير اليهود، جمعهم الإخلاص لها ووحدة أهدافها. فبعد أحداث أيلول الشهيرة، كثفت الحركة الصهيونية نشاطها، ووضعت مخطط اجتياح دول العالم العربي كأجندة أمريكية مستعجلة، معتمدة على بدعة محاربتها للإرهاب الذي صنّعته بنفسها، بدءًا من تنظيم القاعدة الذي أوصلها إلى احتلال العراق، وحيث أتمت ولادة النموذج الجديد تحت اسم تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق بقيادة "إليوت شيمون أو أبو بكر البغدادي" وتصديره إلى سورية، من خلال إتحاد الإستراتيجية السياسية والعسكرية والعقيدة، بين المؤسسة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، وتغليف الصراع بهالةٍ دينيةٍ، يضمن تظهيرهما كقوة خيرٍ في مواجهة محور الشرّ. هذا الإتحاد جعل الصفحات السرية وكل ما يُحاك ليلًا أعظم بكثير مما يظهر إلى العلن، ولعلّ تصيّد المعلومات والمواقف وتحليلها وربطها له أثر كبير في تسليط الضوء على حجم التآمر والاستهداف الذي ينصب على كامل الدول العربية، من خلال مشروع إقامة الدولة اليهودية الكبرى بحدودها المزعومة "من الفرات إلى النيل"، في غفلةٍ وعمالةٍ عربية باتت مقصودة – للأسف – تحت عنوان حماية العروش، أو الوفاء للأصول والعقيدة اليهودية لدى بعض ملوك وحكام المشيخات الخليجية.فقد وصف الحاخام الإسرائيلي "نير بن آرتسي" فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية بـ"المعجزة الإلهية"،معتبرًا أنّ الرب ساقه لخدمة"إسرائيل"،ولـ"تنقية وتطهير العالم ومن أجل اليهود في أرض إسرائيل"...وذهب" بن آرتسي" لاستعراض قدرتهم وسيطرتهم على القرار الأمريكي بالقول:"يدرك الذين وصلوا للحكم في الولايات المتحدة جيدًا، قوة "إسرائيل" واليهود داخلها"..إذ يعتقدون أن صعود الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم سيسهم بإضفاء مزيد من التطرف على مضامينهم الدينية، لا سيما ما يتعلق بمستقبل الصراع مع الفلسطينيين، بعدما فقد الصراع العربي – الإسرائيلي تأييد الكثير من الحكام العرب ومؤيديهم.. ويؤمنون أنّ الموروث الديني اليهودي سيمكنهم من بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، ولا بد للرئيس ترامب أن يعمل لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، وصولًا إلى إعادة بناء الهيكل، وتكثيف الاستيطان وضم مستوطنات الضفة الغربية بكاملها، وسط تكثيف صلوات الحاخامات من أجل إنجاح عهده. ومن المهم ملاحظة انضمام عدد كبير من المرجعيات الدينية إلى تصريحات " بن آرتسي"، وغلاة المتطرفين في حزبي "البيت اليهودي" و"الليكود"، إذ يراهنون على دور ترامب في تحقيق "النبوءات التوراتية" ووضعها موضع التنفيذ. وهذا ليس إلّا غيضٌ من فيض، فما أكثر الإشارات والمواقف والتصريحات والرسائل المباشرة، والتي تدل على نوعية الخدمات التي تقدمها الولايات المتحدة الأسيرة والمسخّرة لخدمة المشروع الصهيوني، عبر أدائها السياسي والحربي العدواني على حد سواء والتي نؤكد أن "إسرائيل"تأمر ولا تستجدي. فقد سعت إيفانكا ترامب – ياعل – باسمها اليهودي، ابنة الرئيس الأمريكي وزوجها للحصول على إذن خاص من الحاخمية الكبرى في "إسرائيل" يسمح لهما بخرق حرمة السبت اليهودي والوصول إلى حفل تنصيب والدها. علمًا أنها انتقلت من المسيحية إلى اليهودية لتلتحق بزوجها وبما يعزز مكانة والدها، الذي قدم لها الضربة الصاروخية على سورية كهدية. كما قام 600 حاخام بالتوقيع على رسالة عارضوا فيها تعيين فريدمان سفيرًا للولايات المتحدة لدى "إسرائيل"، على خلفية مقال كان قد كتبه قبل عام اتهم فيه -بشكل غير مباشر- اليهود الذين تعاونوا مع النازيين خلال المحرقة اليهودية، واعتبر الموقعون أنّ سلوكه يتعارض مع القيم اليهودية، وألمحوا إلى سفك دمه بما يتوافق مع تعاليمهم الدينية، وعبروا عن مخاوفهم بتعيينه سفيرّا ما قد يؤدي إلى توجيه سياسات البيت الأبيض بشكل يتعارض مع مصالح "إسرائيل". كما قام مؤخرّا مركز فيريل للأبحاث بنشر رسالةٍ وقعها قرابة 100 حاخام في (6\4\2017)، وُجهت للرئيس ترامب، يطالبونه فيها بقصف سوريا، بسبب مجزرة خان شيخون، والتي يحمّلون الدولة السورية والرئيس الأسد المسؤولية المباشرة فيها.. جاء في نص الرسالة:
(نكتب إليك قبل أيام فقط من عطلة عيد الفصح اليهودي، عندما هرب اليهود من استبداد وقمع فرعون في مصر، يبدو أن نظام الأسد في سوريا قد شن هجومًا بغاز الأعصاب ضد المدنيين السوريين، وقتل ما لا يقل عن 58 مدنيًا في الهجوم الذي يمثل أسوأ هجوم كيميائي في سورية منذ مجزرة المواد الكيميائية في 21 آب 2013، نعتقد أنّ استجابةً قوية من الولايات المتحدة أمرٌ ضروري لوقف جرائم هذه الحرب. ويُعد هذا الهجوم انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي العديدة، التي تُحظر على نظام الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأشار العاملون الطيبون المحليون إلى أن الضحايا كانوا يرتجفون في الهواء، كما أظهرت لقطات الفيديو من المنطقة عشرات الجثث دون إصابات خارجية واضحة.
لقد وصف الرئيس الإسرائيلي R.Rivlin الهجوم بأنه "وصمة عار على الإنسانية"، وحثّ المجتمع الدولي على العمل معًا من أجل وضع حد لهذا الجنون القاتل، والتأكد من أن هذه الصور لا يمكن رؤيتها مرة أخرى في أي مكان في العالم.على قادة العالم ورؤساء القوى العالمية العمل الآن ووقف القتل في سورية على يد نظام الأسد والعمل على إزالة الأسلحة الكيميائية من الأراضي السورية.
السيد ترامب... لن يوقف الأسد هذه الهجمات ما لم يواجه بعقوبات عسكرية خطيرة، مثل الضربات الجوية على القواعد المرتبطة بالأسلحة الكيميائية ومرافق التخزين المشتبه فيها، لذلك نحثكم على أن تقدروا تمامًا أهمية اللحظة، وأن تتصرفوا بحسمٍ لتجنب العواقب الوخيمة، ونوصي على وجه التحديد باعتماد التدابير التالية:
1- تأكد، مع مختلف أعضاء إدارتك، أن الهجمات الكيميائية في سورية نفذت باستخدام غاز الأعصاب. هذا يعني أن الأسد لا يزال يمتلك غاز الأعصاب، وبالتالي لم يمتثل للاتفاق الكيميائي في أيلول 2013.
2- أعطِ الأوامر بتوجيه ضربات جوية ضد المطارات والمنشآت الجوية والطائرات السورية، لمنعها من شن المزيد من الهجمات الكيميائية بغاز الأعصاب.
أخيرًا: نتطلع لاستجابةٍ حازمة منك ضد الأسد، فالعالم اليوم يتطلع إلى إدارتكم لقيادته.
ملاحظة سريعة: الحاخامات حددوا بشكل مؤكد أنه غاز الأعصاب، والضربة الأمريكية مطلب "إسرائيل"، ومن يوافق عليها يهلّل لها، ويتوافق مع "إسرائيل" وأهدافها دون شك). (انتهت الرسالة).
يبدو جليًا وواضحًا لماذا أقدم الرئيس ترامب على تنفيذ عدوانه العسكري على مطار الشعيرات، فقد أعطوه الحجة والذريعة وطريقة التنفيذ، وأكدوا له أنهم يطالبونه ويأمرونه في وقتٍ واحد، وأبلغوه أنهم ينتظرون التنفيد، ولن يستقبلوا رسائل أو مكالمات التهنئة الهاتفية، بل ينتظرونها مشاهد فرحٍ وبهجةٍ وتهليل، تنقلها الشاشات والأخبار والوكالات، كتعبير عن الخنوع والإذعان لكل من أراد خدمتهم ولعق حذائهم... وهذا ما حصل بالفعل، وقد رصدت وسائل الإعلام مواقف وتصريحات ترامب وإدارته بما يتطابق مع نص الرسالة حرفيًا، ورأينا من هلّل ومن رقص ومن أذعن!. إنّ مقاربة ومقارنة ما يحدث على أرض سورية والعراق وفلسطين المحتلة ومصر وغير مكان في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، يقطع الشك باليقين خصوصًا لمن يستبعدون نظرية المؤامرة، ولمن يصدقون أنهم "ثوار" يسعون نحو الحرية والديمقراطية، عبر أوهامٍ وسذاجة عقلية وفكرية، وانجرار تام نحو التطرف والعنف وتدمير الأوطان، فقد تحولوا إلى آلات قتلٍ وبطشٍ ليس إلّا.. نأمل صحوةً وتوبةً ورشدًا يُعيد تموضع العقل والفؤاد إلى حيث يجب أن يكونا، ويرتقيان إلى مستوى حمل المسؤولية الوطنية والإنسانية في الذود عن حياض الوطن وحماية الوطن والمواطن، فليس المعيب أن تخطئ وتقع في الشرك، إنما المعيب أن تستسلم لعمى البصر والبصيرة، وتستمر في جعل نفسك سلعةً وبيدقًا في خدمة أعدائك.
ساحة النقاش