<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
ابنة جمال عبد الناصر ترقص أمام السفير الإسرائيلي في عرس نجلها.. إليكم الحقائق الصادمة عن زوجها!
الإثنين 27 آذار2017
عبد الباري عطوان - رأي اليوم -
أصبت بالصدمة، والغضب الشديد في آن، وأنا أتابع السيدة منى عبد الناصر، ابنة الزعيم العربي الذي احتل قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين بسبب مواقفه المشرفة في دعم حركات التحرير والتصدي للاستعمارين الغربي والصهيوني، أتابعها في شريط فيديو بالصوت والصورة، وهي ترقص بفستان احمر قصير في حفل زواج ابنها احمد، في حضور السفير الإسرائيلي في القاهرة ديفيد جوفرين.
الصدمة ناجمة لأني، والكثيرون غيري، كانوا يعتقدون أنها ربما لم تكن تعلم بخيانة زوجها الجاسوس الإسرائيلي اشرف مروان، والدور الكبير الذي لعبه في إجهاض الانتصار العربي في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والغضب لأنها دنست تاريخ والدها وأسرتها المشرف، بل مصر والأمة العربية كلها أيضا، ولكن استضافتها للسفير الإسرائيلي في بيتها، ولحضور عرس ابنها الذي نأمل أن لا يكون يسير على طريق والده أيضا، أكد لنا أنها ربما كانت تعرف الكثير، وإلا لنأت بنفسها عن خيانة زوجها، ولم توجه الدعوة لممثل مشغليه "الموساد" في تل أبيب لحضور عرس ابنها.
***
قبل ثلاثة أشهر حرصت على قراءة كتاب "الملاك" أو "The Angel"، الذي كتبه يوري بار جوزيف، عميل المخابرات الإسرائيلي المتقاعد عن اشرف مروان الذي عمل مع "الموساد" لأكثر من ثلاثين عاما، وقدم له خطط حرب عام 1973، وساعة الصفر، مما أنقذ حياة الآلاف من الإسرائيليين وأدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من المصريين والسوريين، و"الملاك" كان الاسم السري الذي أطلقه عليه جهاز "الموساد".
الكتاب أكد أن مروان هو الذي بادر الاتصال بالسفارة الإسرائيلية في لندن طالبا الحديث مع الملحق الأمني، الذي هو رجل "الموساد" عارضا خدماته التجسسية، وكاشفا هويته وزواجه من ابنة الرئيس الراحل، عملية التجنيد تمت بعد تلكؤ، للشكوك في خطوته هذه، وللاطمئنان على صدق نواياه.
هناك سببان رئيسيان أديا إلى إقدام اشرف مروان على هذا العمل الخياني ضد بلده وأمته، حسب تحليل خبراء "الموساد"، ومثلما ورد في الكتاب:
الأول: كراهية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر له منذ أن تقدم طالبا يد ابنته، ورفضه مشروع الزواج هذا بناءً على ذلك، ولكن الست منى، التي انغمرت بالعريس، وغرقت في قصة حب معه، علاوة لكونه جميل المنظر والشكل، أصرت على الزواج، وقبل الوالد بناء على إلحاحها مكرهًا، ورفض أن يعطيه أي منصب، ووظفه في أرشيف الرئاسة تحت الأرض وبراتب لا يزيد عن 17 جنيها شهريا، كما كشف المؤلف أن الرئيس عبد الناصر شك في سلوك صهره وحبه للمال، واستدعاه من لندن، حيث كان يدرس للحصول على درجة الماجستير بعد معرفته من خلال تقارير السفارة لسلوكه السيئ، وحياته الباذخة، وعلاقته مع احد الشيوخ الخليجيين، (رحل عن دنيانا)، وأعفونا من ذكر الاسم، وقام عبد الناصر بتسديد جميع الأموال التي أخذها من هذا الشيخ وزوجته (شخصية ثقافية معروفة)، وأصر على طلاقه من ابنته، ولكن الأخيرة عارضت هذه الخطوة بشدة، وبكت وهددت بالانتحار.
الثاني: جشع مروان وحبه للمال، والحياة الباذخة التي لا تتناسب مع طريقة حياة حماه عبد الناصر المتقشفة جدا، وكشف مؤلف الكتاب أن مروان كان "مدمنا" على القمار، وكان يتردد على أنديته الفخمة في لندن، وينفق أموالا طائلة على موائدها، ومن المؤسف أن زوجته، ابنة الزعيم عبد الناصر كانت تجاريه في حبه للبذخ والملابس الفخمة، والتردد على مطاعم وأندية الطبقة البرجوازية.
ويؤكد الكتاب أن "الموساد" دفع له أول مرة 50 ألف دولار، ثم رفع المبلغ إلى 100 ألف دولار، وكان يدفع المبلغ الأخير مرتين في الشهر كمكافأة على كل دفعة معلومات يقدمها لمشغليه، وأكد أن هؤلاء قدموا له دفعة إضافية مقدارها 100 ألف دولار كمكافأة على تقديمه خطط حرب أكتوبر وموعدها التي أنقذت "إسرائيل" من الهزيمة المحققة.
اشرف مروان كان "ملاكا" بالنسبة إلى "إسرائيل" و"عارا" على العرب والمسلمين، وانخرط في واحدة من اكبر عمليات التجسس في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
***
زوجته منى عبد الناصر، كانت تقول في مجالسها أن "الموساد" هو المتهم بقتله بدفعه من شرفة شقته وسط لندن إلى حتفه عام 2007، لأنه كان عميلا مزدوجا، ولكن الكتاب يثبت بالوثائق انه كان عميلا إسرائيليا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وخان بلده وعقيدته (لا نعتقد انه كان له عقيدة غير الخيانة)، وأمته، واخلص لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
الرئيس المصري حسني مبارك رفض حضور جنازته، ولم يعز في مقتله، وكذلك أعضاء المجلس العسكري المصري، وقال لي الصديق الراحل محمد حسنين هيكل انه قاطع الجنازة ومراسيم العزاء أيضا، ولكنه ذهب إلى منزل أرملته منى معزيا، بصفتها ابنة عبد الناصر، وليس كزوجة اشرف مروان، بسبب علاقته العائلية مع الرئيس الراحل وأسرته، وكان يعرف أولاده وبناته وهم في سن الطفولة، وأكد لي الراحل هيكل انه لم يرتح له، وكان ينظر إليه بريبة وشك، ولكنه لم يقل لي، أي هيكل، ما إذا كان يعلم انه جاسوس ام لا.
من قتل اشرف مروان؟ أو بالأحرى من نفذ فيه حكما بالإعدام؟ هذا هو السؤال الأهم الذي ما زال يبحث عن جواب، وان كنت لا استبعد أن تكون الجهة المنفذة هي المخابرات المصرية، لان أسلوب القذف بالضحية من عمارات عالية، وفي لندن بالذات، يتردد انه أسلوبها و"حقوق طبعها" الذي استخدمته في تصفية كل من تمردوا عليها، أو خانوها، ابتداء من اللواء علي شفيق، ومرورا بسعاد حسني، وانتهاء بأشرف مروان، والله اعلم.
ساحة النقاش