<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
روبرت فيسك: على جانبي الحدود التركية- السورية.. العار يلاحق بريطانيا
الأربعاء 12 تشرين الأول 2016
الاندبندنت- ترجمة غادة غالب - المصري اليوم -
هل الهدف من الحدود ضمان أمننا، أم أنه يقصد دائما أن تكون غير آمنة، تذكيرا بهشاشتنا وضعفنا على حافة العالم؟ ويمكنك سؤال 100 ألف شخص من الأتراك واللاجئين السوريين الذين يعيشون في مدينة كيلز التركية، لأنهم يعيشون على خط الصدع، الذي يمتد من القلعة الصليبية في رافاندرا، مع كابوس المشوار لعيادة طبيب الأسنان ذات الجدران المصدعة المحطمة فوق الجبال، إلى الشوارع الضيقة بالبلدة القديمة التي تعيش فى سلام نسبي، بعد أشهر من إطلاق «داعش» صواريخه عليها عبر الحدود السورية، ما أسفر عن مقتل 21 من المدنيين.
وهو أمر مفيد ومتواضع أن ترى كيف يتعامل الأتراك هنا مع آلاف اللاجئين الذين يأتون للتسول في شوارع المدينة القديمة ذات المدارس الإسلامية والمساجد التي تعود إلى القرن الـ16. عندما اقتربت امرأة قروية سورية من طاولتنا في مطعم عثمانى صغير، ذهب إليها بعض السكان المحليين لإعطائها النقود. كما تم إعطاء طفل آخر يتسول برفقة والدته وطفلها لفائف الجبن. وهذا يضع أنصار حملة «بريكسيت» الكاذبين في خانة الخزي والعار بسبب كراهيتهم الأجانب الذين من المفترض أن يشكلوا تهديدا لإنجلترا.
هنا فى مدينة كيلز الصغيرة، تشعر أن الإحصاءات بطريقة أو بأخرى أكثر ترويعا وفزعا. تركيا ترعى 2,7 مليون لاجئ سوري. ذلك يجعلك تدرك كم نحن أوغاد فى أوروبا، بعد استقبالنا مليون لاجئ العام الماضي، ليس كلهم سوريين. وفي المملكة المتحدة، استقبلنا ما يزيد قليلا على 160 ألف لاجئ، ووعدنا بتوفير موطن لأكثر من 20 ألف بائس. التشابه الوحيد الذي يمكن أن تجده أن العملة التركية تراجعت، بعد عشرات الآلاف من الاعتقالات التي أعقبت محاولة انقلاب تموز/يوليو تقريبا بنفس معدل تراجع الإسترليني، بعد خطاب الازدراء لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قبل أسبوع. ربما لديها الكثير من القواسم المشتركة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر مما كنا نعتقد.
لقد قضيت أسبوعا على الجانب الآخر، وقُدت سيارتي على طول الطرق المدمرة المتهالكة في سوريا على حدود قرى التركمان والسنة الفارغة التي يحاول الجيش السوري استعادتها. وعلى بعد ٥٠ ميلا جنوبا، تجد مدينة الشهداء «حلب» بعيدا جدا لسماع صوت القنابل، وقريبا بما فيه الكفاية لمشاهدة الآثار. اللاجئون مازالوا يتوافدون، والمخيم على الطريق الحدودي يزداد حجمه، وظهرت الطرق التركية الواسعة والنظيفة، وكتلة جديدة من المباني السكنية المذهلة، تبعد 3 أميال عن واحدة من أكثر الحروب بشاعة في الشرق الأوسط.
حقول الزيتون والتفاح والعنب والذرة، المتناسقة والمرتبة، ذكَّرتني بشمال سوريا التي أعرفها جيدا التي كانت دائما بهذا الشكل عند الحدود، كان عليَّ أن أُذكِّر نفسي أن الأرض واحدة في كل مكان، لكن نحن البشر التي قسمناها بسبب الانتهازية السياسية. هذا هو سبب أن جنوب لبنان مطابق تقريبا لمنطقة الجليل، وهذا سبب تشابه شكل مدينة عنتاب التركية وتلالها إلى الغرب بالجبال فوق اللاذقية، وإذا ذهبت إلى طرابلس التي يعيش بها اللبنانيون فلن تفرقها عن حماة السورية، الله هو مَن فعل ذلك، وليس نحن.
لكننا نعرف كيفية تقسيمه. وإذا أخذنا «كيلز» مثالا فسنجد أنها- منذ ألف سنة- أصبحت جزءا من الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وتم تبادلها كثيرا بين الرومان والعرب. فتحت غارات العرب الطريق إلى الصليبيين حتى أخذها السلاجقة. تم طرد المماليك من قِبَل العثمانيين، ومنذ سنوات عديدة تنتمي كيلز إلى منطقة (سنجق) بحلب، التي أُحرقت تماما فى التاريخ، كما تُحرق تماما حتى اليوم، ثم استولى على البلدة باشا مصري لمدة 8 سنوات.
وبعد ذلك توجه البريطانيون إلى المدينة في 6 كانون الأول/ديسمبر 1918، وفلول جيش القائد العسكري البريطاني، إدموند ألنبي، الذي قاتل في طريقه من القاهرة عبر القدس، إلى مدينة حلب في الحرب العالمية الأولى. وكل هذا سُجل في بيت البلدة السابق لـ«نيسيت» أفندي، الذي بنى منزله وصممه على غرار منزل أحد الأصدقاء فى حلب. نعم، هذا هو مدى قرب وجود التاريخ المحلي.
إلا إذا كنت ترغب أن تنسى جريمة حرب ضمن جميع جرائم الحرب في المنطقة، فبالنسبة لما لم يُسجل فى التاريخ المحلي، وبالتأكيد لن تجده في الكتب، تم ترحيل الأرمن من كيلز في 28 تموز/يوليو 1915 في بداية الإبادة الجماعية للأرمن، والتي قُتل فيها مليون ونصف المليون مسيحي عثماني. وعلى ما يبدو، هرب عدد قليل على متن قطارات الشحن، وهو خط قطار صدئ قديم لايزال يعمل من شرق كيلز إلى غازي عنتاب، في حين هرب غيرهم من المدن الكبرى جنوبا إلى الصحراء السورية، وخلف السلك الحدودى الحالي مباشرة كانت هناك مذابح جماعية واغتصاب وتجويع على طول 50 ميلا يمتد من كيلز وغازي عنتاب إلى حلب.
عظامهم لاتزال ماثلة ومرئية تماما إذا كنت على الجانب الجنوبي من خط الحدود، في الأراضي التي تخوض الآن حربا بين «داعش»، والأكراد، والقوات التركية، والميليشيات التركمانية، والجيش الحر، وعدد قليل من هؤلاء، أفراد القوات الخاصة الأمريكية، وبعيدا، قبل القوات السورية التي يقودها الجنرال الذي يسمى «الأسد». وربما يكون هذا هو الوقت المناسب لعدد قليل من التحديثات في يوميات الحرب الحالية، إذا تمكن الإصدار الموالي لتركيا من «الجيش السورى الحر» من استعادة الأرض من «داعش». شهد الأسبوع الماضي استرداد «داعش» ببطء القرى على الجانب الآخر من الحدود. في كاركاميش يوجد الجيش القومي الكردي فى سوريا، خارج الفرات. والتركمان الموالون للدولة التركية موجودون أمام حدود كيلز.
ساحة النقاش