السلطان.. خارج الحلبة (2)
<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الدور الوظيفي
بالمنظار الغربي تعتبر تركيا دولة وظيفية، بخلاف دول وازنة في المنطقة مثل إيران ومصر. بالمنظار الغربي تعتبر تركيا دولة وظيفية، بخلاف دول وازنة في المنطقة مثل إيران ومصر (بمعزل عن غياب دورها بل ربما تبعيته لدول أخرى في هذه المرحلة). تبقى تركيا موضع تقدير ودعم بمقدار ما تخدم المصالح الغربية وتحديداً الأميركية والإسرائيلية. هذا الدور يرافق تركيا منذ انضمامها إلى حلف الأطلسي. لا يعني ذلك أن لا تبادر بمفردها إلى ممارسة دور يتخطى هذه الوظيفية أو محاولة القيام بذلك. لكن الغرب يستطيع أن يلجمها متى رأى أنها تجاوزت الحدود المرسومة لها. هو معني أيضاً بإبقائها ضمن حد أدنى من الحماية ليحافظ على الهيبة المعنوية لحلف الناتو.إذا فرضنا أن تركيا حاولت استخدام داعش باتجاه معين يتخطى الخطط المرسومة من قبل الغرب فإنه سرعان ما يلجمها. هذا يفسر الحديث الأميركي والأوروبي خلال مرحلة معينة عن ضرورة ضبط الحدود التركية السورية. ذلك أن جرعة دخول داعش باتجاه الأراضي السورية تكون تخطت الحدود بما لا يتناسب مع السقف الأميركي. ننطلق في ذلك من قناعة أن الأميركي متورط كما التركي في رعاية داعش. يحاول الأتراك المشاغبة على الدور المرسوم. ينجحون أحياناً ولكن لا يستطيعون الاستمرار في هذه السياسة التي تواجه الفشل لاحقاً.هنا يمكن أن يطرح سؤال:هل المشروع التركي الذي سبق الحديث عنه للهيمنة على المنطقة كان بموافقة أميركية أم جزءاً من المشاغبة؟بقدر ما يخدم هذا المشروع المصالح الأميركية بقدر ما ينال الدعم. إذا كانت واشنطن في مرحلة معينة بحاجة إلى تغذية الصراع المذهبي في المنطقة، لا مشكلة عندهم أن يرفع أردوغان الصوت ويتكلم عن إيران الشيعية. لكن قد لا يفيدهم هذا الخطاب إذا كانت العلاقات الإيرانية الأميركية تذهب باتجاه تهدئة وإذا كان هذا الخطاب في طريقه لتشكيل قوة تكون لاحقاً خارج السيطرة.المصلحة الأميركية العليا تقتضي أن لا يكبر دور أي دولة في المنطقة. يتعامل الأميركيون مع المشروع العثماني التركي في المنطقة بما يخدم مصالحهم. يسمحون له بالتنامي بما يتوافق مع هذه المصالح ويرسمون له حدوداً. علاقة الغرب بتركيا تقع بين حدّين. لا يستطيع الغرب التخلي عن تركيا. ليس فقط بسبب صراعه مع روسيا. بالنهاية تركيا تتمتع بموقع استراتيجي وجغرافي هام ولديها جيش قوي وهي جارة أوروبا. لذا من الصعب تركها تخرج عن السياق الغربي.بالمقابل لا يمكن أن يقبل الغرب بأن يتعاظم الدور التركي في غفلة عنه. العين دائماً على العثمانيين لا سيما في ظل الخطاب الديني والقومي لحزب العدالة والتنمية. خطاب بعيد كل البعد عن العلمانية ويمكن أن يهدد الأمن القومي والديني الأوروبي.
إسرائيل.. علاقة بحكم الوظيفة
ما ذكره أردوغان إنه "بحاجة إلى إسرائيل وإن إسرائيل بحاجة إليه في المنطقة" لم نكن نسمعه قبل ذلك. تراجع الدور التركي في المنطقة لا يزعج الغرب كثيراً. ذلك أنه يدفع أنقرة بحكم الحاجة إلى دول أخرى في الإقليم في محاولة لموازنة الدور الروسي المستجد والدور الإيراني المتعاظم وصمود النظام في سوريا.كان هذا من أهم أسباب السعي التركي للانفتاح على إسرائيل. جزء منه لتعويض الخسائر في السياسة الخارجية.ما ذكره أردوغان إنه "بحاجة إلى إسرائيل وإن إسرائيل بحاجة إليه في المنطقة" لم نكن نسمعه قبل ذلك. بالأساس كان هناك خطأ شائع تم تداوله عن وجود توترات بالعلاقة بين الدولتين إثر حادثة سفينة مرمرة. الصفة الإستراتيجية لم تسقط عن تلك العلاقة. إذا نظرنا إلى العلاقة من النواحي الاقتصادية والأمنية والوظيفية لن نلاحظ أي أثر للتوتر. عدا عن ذلك، بمجرد أن تقوم تركيا بإضعاف الطرف المقاوم للسياسة الغربية في المنطقة مثل إيران وسوريا وحزب الله فإنها تلقائياً تخدم المصالح الإسرائيلية. هذا الدور تقوم به تركيا ودول إقليمية أخرى غيرها.الدور الوظيفي لتركيا يقتضي بأن تكون جزءاً من حماية الأمن القومي الإسرائيلي وترسيخ الوجود الصهيوني.هناك أمثلة كثيرة تدل على عدم وجود انقطاع هام في العلاقات، باستثناء التوتر الذي ساد المنابر. سعى أردوغان إلى توظيف خطاباته ضد الحكومة الإسرائيلية أولاً للتغلغل في المنطقة، وثانياً لكسب أصوات المتدينين في الداخل التركي. هؤلاء يميلون بطبيعتهم إلى معاداة إسرائيل.
إيران.. فرصة وتهديد
تشكل العلاقات مع إيران فرصة وتهديد في الوقت نفسه بالنسبة لتركيا. حاجة إيران إلى إعادة تأهيل بناها التحتية وإلى الاستثمارات يوفر فرصة اقتصادية لتركيا. في الشق الاقتصادي نستطيع أن نميز مرحلتين:
- على المديين القريب والمتوسط هناك فرصة للشركات التركية بأن تنال حصة وازنة ومرحب بها من إيران رغم الخلافات السياسية. القرب الجغرافي يوفر لتركيا المسلمة مزايا في هذا الإطار. إيران تصدر بالأساس الغاز والنفط إلى تركيا. بعد رفع العقوبات عن طهران قد يتعزز هذا الجانب خصوصاً أن تركيا تبحث عن بدائل للغاز الروسي في حال حدثت مشكلة في المستقبل.
- على المدى البعيد تكون إيران استكملت تأهيل بناها التحتية وبناء مصانعها وبدأت بالإنتاج. امتلاكها لثروات الغاز والنفط يجعلها قادرة على إنتاج صناعات أقل كلفة في الأسواق من الصناعات التركية.
لا ننسى أن اليد العاملة الإيرانية أقل كلفة أيضاً من التركية. هذا الأمر سوف يشكل تهديداً للصناعات والزراعات التركية. على الصعيد السياسي سوف تختلف طريقة تعاطي الغرب مع إيران بعد الاتفاق النووي. إذا كان هناك استثمارات فرنسية في إيران فإن موقفها سوف يتغير في مقاربة مسائل سياسية تتعلق بإيران. لن يتماهى بشكل كامل لكنه لن يبقى بالسلبية نفسها. هذا يقود إلى تعزيز الدور الإيراني في المنطقة في العديد من القضايا.تركيا التي كانت الوكيل المعتمد لدى الغرب عليها أن تشعر بالقلق حول هذا الأمر. أي تقدم إيراني في ملفات المنطقة سوف يكون على حساب دورها.
ساحة النقاش