http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--<!--

السلطان.. خارج الحلبة (1)

علي فواز = الميادين

تركيا دولة وازنة في المنطقة، تستند إلى مجموعة عوامل القوة، منها موقعها الجيوسياسي وعضويتها في حلف الناتو عدا عن امتلاكها لجيش قوي. لكن تحديات عدة بدأت تضيّق على وريثة العثمانيين منذ عام 2015 أو قبل ذلك. بوضوح سعى أردوغان إلى امتطاء "الربيع العربي" لتكون له الكلمة العليا في المنطقة.اليوم تواجه أحلام السلطان فشلاً استراتيجياً غير عادي. كيف تحاول تركيا التعويض عن خسائرها في سوريا والمنطقة عام 2016؟ على ماذا تعتمد وما هي حساباتها؟ ما الدليل على علاقتها المزعومة بداعش؟ ما هي أهم التحديات التي تواجهها؟ كيف توازن بين علاقتها مع إيران ومع الغرب وإسرائيل؟ وما هي مساحة صلاحياتها المرسومة من الدول الأخرى؟ هل تنجو أم تتحول إلى "رجل مريض"؟ المختص بالشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين يستعرض هذه الجوانب وغيرها ضمن ملف "ملامح 2016".

يكمن التحدي الأول والأساسي الذي تواجهه تركيا في كيفية الحفاظ على الحد الأدنى من دور مؤثر في المنطقة. يكمن التحدي الأول والأساسي الذي تواجهه تركيا في كيفية الحفاظ على الحد الأدنى من دور مؤثر في المنطقة. خلال السنوات الماضية كانت أنقرة تطمح إلى أن يكون لها الكلمة العليا في محيطها. كانت تسعى، لا إلى دور رئيسي فحسب، بل إلى الدور الرئيسي.لم يكن غريباً في هذا السياق أن تدعو إلى شرق أوسط جديد ترسم هي ملامحه وتقوده. هذه الدعوة صدرت حرفياً عن وزير الخارجية آنذاك في كلمة له داخل البرلمان، تحديداً في 27 نيسان/ أبريل عام 2013.حينذاك كانت تركيا تضع نفسها في موقع السيد الجديد في المنطقة.سيد يلغي أدوار كل الأفرقاء الآخرين من سوريا ومصر إلى إيران والسعودية.ذروة هذا المشروع الطموح تمثلت في وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر عام 2012. أيّد الرئيس السابق محمد مرسي الدور التركي وذهب باتجاه العداء لإيران ولبشار الأسد.تصريح وزير الخارجية التركي آنذاك من قاعة البرلمان كان ناتجاً من فائض قوة. تصوّرَ الأتراك كما لو أن الأمر بات محسوماً وأن الدور الرئيسي في المنطقة معقود لهم. أخذت الأحداث التي تتالت بعد ذلك منحى تراجيدياً بالنسبة للسلطان الجديد. أطيح بالإخوان المسلمين في تونس وفي ليبيا. لم يعد الوضع بيد طرف واحد في هذين البلدين لا سيما في ليبيا حيث كان هناك سعي تركي إلى السيطرة. لكن بعد الإطاحة بمرسي انقلب المشهد رأساً على عقب. اكتملت الخسارة التركية. تراجعت العلاقات التركية مع مصر بعد تسلم السيسي الحكم انسحب أيضاً على السعودية والإمارات ودول الخليج. هذه الدول التي دعمت الانقلاب على مرسي باتت العلاقات التركية متوترة معها. قبل ذلك تموضعت تركيا بمواجهة محور المقاومة.في سوريا لم يتحقق الهدف القاضي بإسقاط النظام. يمكن القول أن عام 2015 شهد منذ بدايته انهيار المشروع التركي. ثم جاء التدخل الروسي في سوريا. لم يكن أردوغان يتوقع هذه الخطوة. الحدث المفصلي كان إسقاط الطائرة الروسية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.هذه المغامرة رتبت حصاراً غير مسبوق على النفوذ التركي في سوريا. لم يعد هناك سبيل إلى تغيير ميداني جذري كانت تعد له تركيا. وصلت الحركة التركية في سوريا  إلى أدنى مستوى لها بحيث حرّم على طائراتها اختراق المجال الجوي السوري.انتهى عام 2015 على تراجع مشروع الدور التركي في المنطقة وفي سوريا إلى أدنى مستوياته. لم يعد أمام أنقرة سوى محاولة البحث عن ماء الوجه في 2016

كيف حاول السلطان تعويض خسائره؟

سعت تركيا للعودة إلى الواقع الإقليمي عبر خطوتين. في السياسة لا يوجد مزاح أو نكات. لكن المحاولات التركية لتعويض خسائرها يمكن إدراجها في هذا السياق. سعت تركيا للعودة إلى الواقع الإقليمي عبر خطوتين. رفعت شعار محاربة تنظيم  داعش واعتبرت أنه يشكل تهديداً لها واتهمته بمعظم التفجيرات التي وقعت داخل أراضيها. بعض هذه التفجيرات كانت وراءها المخابرات التركية أو أطراف أخرى ولكن ليس داعش.الخطوة الثانية تمثلت في دخولها إلى بعشيقة في العراق بحجة محاربة داعش. استغلت الانقسام العراقي لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة لا تتواجد فيها قوات جوية روسية. إذا أردنا أن نترجم هذه الخطوة بلغة السياسة فهي تقول ما يلي: أنا موجودة على الأرض. أنا هنا وقادرة على شبك علاقات مع البشمركة، وقادرة على إدخال قواتي بذريعة محاربة داعش ليكون لي حصة من الكعكة على الأرض، وأنا في تحرير الموصل لي كلمة وأنا لي كلمة في تقرير مستقبل العراق.الخطوات التركية الاستعراضية كانت مكشوفة للآخرين. محاولة إعادة تحريك الدور التركي عبر أفعال غير واقعية لا يمكن صرفها. يستطيع الحاكم التركي الدخول إلى بعشيقة بقوات معينة ولكن إذا كان الثمن حرباً مع طرف آخر فسوف ينسحب. يعلم هذا الحاكم أن أكثر من طرف يتمنى وقوعه في هذا الفخ. لذا هو يكتفي بممارسة سياسة المشاغبة والتشويش ورفع العصا ولا يتعدى ذلك.

ورقة داعش

لا تستطيع السلطات التركية التخلي عن داعش طالما أن الأزمة السورية لم تنته. علاقة السلطات التركية مع داعش جلية. لا تستطيع هذه السلطات التخلي عن التنظيم الإرهابي طالما أن الأزمة السورية لم تنته. تحتاج أنقرة إلى هذه الورقة كوسيلة للحصول على دور مؤثر وفاعل في سوريا.الأدلة على هذه العلاقة كثيرة. قبل أن يوزع الروس صوراً تثبت وجود علاقة تجارية ويرصدون حركة الشاحنات التي تنقل النفط إلى الأراضي التركية، كانت هناك تقارير صادرة عن لجان تحقيق في البرلمان التركي حول هذا الأمر. هذا عدا عن وثائق كثيرة تدل على هذا الأمر، منها ما نشر في الإعلام التركي. لنتأمل قليلاً التفجيرات التي حدثت داخل تركيا. تلك التفجيرات التي اتهمت أنقرة داعش بالمسؤولية عنها لم يتبن الأخير أي واحدة منها. مؤشر آخر. تفجير سوروتش في 20 تموز يوليو 2015 وتفجير أنقرة في 10 تشرين الأول أكتوبر 2015.الشخصان اللذان قاما بالعملية كانا على لوائح المشتبه بأنهم يمكن أن يقوموا بعمليات إرهابية. مع ذلك لم تقم المخابرات التركية بأي خطوة، علماً أنها بررت عجزها عن منع تفجير اسطنبول الذي وقع في كانون الثاني يناير 2016 بأن الانتحاري عبر من سوريا ولم يكن ضمن لوائح المشتبه بهم. بغض النظر عن ذلك، التفجيران سالفا الذكر استهدفا الأكراد. لنفترض أن هذه قرينة ضعيفة. لماذا لا يستهدف داعش المصالح التركية؟ لو كان يريد استهداف تركيا لكان اختار أهدافاً أكثر إيلاماً.

فشل استراتيجي

من أبرز التحديات التي ستواجهها تركيا في سياستها الخارجية هذا العام هو لجم الكرد في سوريا. في بداية 2013 لم يكن أحد يتوقع تغييراً استراتيجياً على الأرض يتمثل بسيطرة الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على مساحة تقدر بـ 500-600 كلم على الحدود مع تركيا. يعد هذا الأمر فشلاً استراتيجياً لا يصدق لتركيا بعد كل هذا التدخل في سوريا.هذا الواقع من أكبر التحديات التي تواجهها تركيا في المنطقة. ما يزيد خطورته إعلان الكرد السوريين الحكم الذاتي. هؤلاء لهم علاقة بالحالة الكردية في الداخل التركي. هم منتمون إلى عبد الله أوجلان ويتماهون مع القاطع الآخر من الحدود في تركيا. من أبرز المؤشرات على فشل الرهان التركي على دور في سوريا ظهور الشريط الكردي من حدود العراق إلى جرابلس، وظهور الجيب الآخر في عفرين.من أبرز التحديات التي ستواجهها تركيا في سياستها الخارجية هذا العام هو لجم الكرد في سوريا والحؤول دون أن يشكلوا حالة كيانيه تؤثر على الداخل التركي

 

المصدر: علي فواز = الميادين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 10 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2016 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

279,905