<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
عندما تتحرك المواقف على جسر التزوير
22 شباط ,2016 16:13 مساء
عربي برس: أحمد الحاج علي
•مصائر الأوطان ليست سلعة ومساومة
•المتلازمة المضمونة بين السياسة والأخلاق
•معيار (بروكست) هو السائد والمتحكم الآن
ثمة حكاية تاريخية بمستوى الأسطورة ما لبثت أن تحولت مع توالي القرون وتوالي الأحداث إلى معيارية حيوية في قياس المواقف وتوضيح طبيعة الإرادات المتناقضة من الداخل، وملخص هذه الأسطورة هو أن قاطع طريق روماني في الزمن القديم يدعى بروكست كان يكمن عند منعطف الجبل الموحش في مملكة الرومان القديمة وكان قد صمم جرناً حجرياً فإذا ما ألقى القبض على الضحية المسكينة المسافرة أو المهاجرة وضعه في التابوت الحجري وهو يقول له إن كنت على مقاس التابوت فقد نجوت، ومن هنا فإن الضحية إن كانت أقل من أطول التابوت ثم مطها حتى الموت لتتساوى مع مساحة التابوت وإن كانت الضحية أطول من التابوت الحجري شذبت بطريقة قطع الأطراف الزائدة حتى الموت، وهكذا لم يَنجو عابر سبيل من اللص بروكست والناجي الوحيد هو مقتنيات هذا العابر وممتلكاته، والآن ليست المسألة مجرد أسطورة لأننا نلاحظ بصورة مباشرة وحاسمة أن معاني الحكاية وتطبيقاتها هي قائمة في السياسات التي تحكم العالم اليوم، فنظام فاسد مثل السعودية يعتنق هذا المبدأ وبالتالي لا بد من تقصير كل من يطول أو يتطاول عليه ولا بد من تطويل كل من يقصر في الالتحاق به، والمعيار كذلك بالنسبة لإردوغان ولواشنطن وباريس ولندن، وهناك على الدوام إرهاب يحاول أن يلقي القبض على كل البشر الأسوياء ليخرجهم من الطرف الثاني قتلى وأشلاء وبقايا محطمة، وعلى من لم يمر في منعطف الجبل أن ينجو بنفسه تحت تأثيرات الإرهاب المعاصر، لعلنا الآن بصدد المشروعات المطروحة للعمل السياسي في جنيف (3) والعمل السياسي هو مواقف مسبقة ومقدمات ومن ثم عملية سياسية تتضمن الاجتماع والإفصاح عن الآراء والطلبات وبعد ذلك تأتي عملية الحوار السياسي التي لا بد أن تنتهي على صيغة حل سياسي وإنتاج نظام سياسي جديد في سورية بما يتوازى مع نظام عالمي جديد على مستوى الكرة الأرضية، وفي هذا السياق واقتباساً من الأسطورة وتحت تحريضها لا بد من طرح العناوين الثلاثة التالية:ليس باعتبارها مؤشرات على ما هو قائم أو مقترحات لما يجب أن يكون وإنما لكون هذه العناوين تشكل معادلاً موضوعياً وعلميا لطبيعة ما يجرب من صراعات وتناقضان ومناهج متصادمة حتى الآن.
•أما العنوان الأول فهو هذا التحصّن في البؤرة المغلقة،والتي تشكل مساحة مطلقة ومغلقة من جهة واستباقية في شروطها واشتراطاتها، وهذا ما نراه كنموذج مخزي في نوعية معارضة الرياض، والتي صُممت في غياب عناصر الأزمة وتم تعليبها كمنتج نهائي لا يحذف منه اسم ولا يضاف إليه اسم والخطوة هذه استباقية كما نعلم، وهي لم تأت بإرادة آل سعود بطبيعة الحال فحسب، وإنما باجتماع إرادات أمريكية وغربية وتركية وصهيونية لأن مقررات آل سعود لا تعدو كونها أوامر من الخارج وتبني وإخراج من داخل مملكة الرمال والمهم في الأمر هو أن هذه المعارضة اعتمدت آلية قياس بما في الآخر مصير الوطن السوري على قدها وبمقتضياتها وبطبيعة مهامها، وما لم تحدث هذه الاستجابة في الانضباط على رعونة معارضة الرياض، فإن الأطراف؛ كل الأطراف هي مرفوضة ولا بد أن تُقص ولا مجال للتعامل معها أو الحوار حتى لو كان الحوار شكلياً ومجرد بدايات لا امتدادات لها، ومن هنا توطد هذا العنوان القتيل القاتل في الأيام الأخيرة في سلوكية آل سعود ومن ثم في حكمهم، إن معارضتهم لا تعرف ولا تعترف ولا تحاور، وإنما جاءت إلى جنيف (3) كما أعلنوا هم لجمع النتائج المسبقة ولتسلم السلطة باحتفالية دولية عنوانها السلام وحقيقتها العدوان والدمار، وفي منحى ذلك جاءت معارضة آل سعود لتختبر نوايا الموقف السوري والوفد السوري، وبهذا كما اغتصبوا مشروعية الوطن يتوغلون الآن ليغتصبوا حق الوطن في الحوار وإبداء المواقف على الأقل.
•ثم يأتي العنوان الثاني وهو المتمثل بنسق محموم من الشروط أولاً ومن ثم الاشتراكات وإطلاق المواقف المسبقة يجب على السوريين وأصدقاء السوريين أن ينضبطوا عليها، وإلاّ فإنهم معتدون ومغتصبو حق وهاربون من الاستحقاقات،وفي أصول اشتراطاتهم التي يتوجب علينا أن نبصم لهم على الحقيقة المطلقة وأنهم المبتدأ والخبر،ثم فهم الوسيلة والمعيار اللذين يجب أن ينضبط عليه الآخرون، والخطر في هذا المنهج لا يأتي من خلال شذوذه وسفالة فقراته فحسب وإنما من كونه مادة للقياس على الآخر دون اكتراث بحق أو مشروعية أو منطلق أو موضوعية تدحض وتكنس كل هذا الاتجاه عند آل سعود، فالمعايير منهم ومهمتنا في الوطن السوري وفي السياسة السورية وفي السلام السوري أن نستجيب لهم أن نؤمن لما يريدون حدود التطبيق بدون إبداء وجهة نظر أو اعتراض أو مقترح لتطرية الجو على الأقل، وبموجب ذلك لا قيمة للآخر عندهم حتى ولو كان الآخر وطناً ينزف وشعباً يعاني وإرادة صلبة ما انحنت للريح قط، وهي مطالبة الآن أن تنحني لسموم النفط والغاز ولانبعاثات الكفر والإرهاب ولمقومات التخلف والحقد الغرائزي، ويبقى العنوان الثالث في الحكاية وهو المتمثل بكيفية تداول هذه الأفكار إذ كيف يمكن أن يقبلها أو يتقبل الحوار معها عاقل أو مظلوم أو صاحب حق على وجه هذه البسيطة، إلى هذه الدرجة المقيتة وصلت حالة السقوط حيث خرجت دول وشعوب عظمى تدعى الحضارة والديمقراطية لاستقبال وتصدير واستيراد لمنطق الحقد السعودي الإرهابي إلى أن وصلت الأمور إلى مستوى الاستباحة والصلف في تبني هذه الموجات من الظلام وإغراق الواقع في كثافاتها المتحجرة، إنه سؤال مرُّ لأن القوى العالمية هذه تنظر للشذوذ السعودي على أنه متينٌ وبرنامج يمكن التعاطي معه، أما الحق والحقيقة ومصير البشر فهي مفردات لا قيمة لها.
ساحة النقاش