<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
لعنة الكويت !!
22 شباط ,2016 15:39 مساء
عربي برس: متابعات وصحف: سلام مسافر
بعد حرب الخليج الثانية التي دخلت التاريخ باسم (حرب تحرير الكويت)، ظهرت على المقاتلين في مختلف الجبهات أعراض غامضة؛ أودت بحياة المئات، وربما الألوف من العسكريين الأمريكيين وأطلق عليها (أعراض الخليج) التي ما تزال تسري مرضا في أجساد آلاف الأحياء من الأمريكيين ودول الائتلاف الدولي المناهض لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وعرضت، وتعرض حياة ملايين العراقيين إلى خطر الإصابة بشتى الأمراض إلى الآن. لقد مر على الحرب ربع قرن، لكن آثارها الصحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية تتدحرج مثل كتلة اللهب؛ أحرقت العراق، ودمرت المناخ، ولوثت التربة، وسممت المياه، وأهلكت الزرع والضرع، وبين ثنايا الخراب، خلفت في النفوس خوفا وذعرا وهلعا يتجلى في امتناع الغالبية الساحقة من العراقيين المشاركين أو الشهود على "أم الكوارث"- التعبير الشعبي المرير- لرمز العملية وفقا للتوصيف الرسمي"أم المعارك" عن التحدث إلى وسائل الإعلام أو الإدلاء بمعلومات علنا عن أسرار وخلفيات قرار صدام حسين المُهلك؛ غزو الكويت،وما تبعه من كوارث؛يصمت مئات الضباط من رتب عالية عنها، فيما يمتنع ساسة مقربون من الرئيس الراحل عن كشف حيثياتها، وأن لم يكونوا أصحاب القرار.وإذا كانت المؤسسات الأميركية والغربية المختلفة، عالجت بأطنان مؤلفة من الصفحات، وملايين الأشرطة وآلاف البرامج، حرب الخليج الثانية من زاوية المنتصر؛ الذي يكتب التاريخ وفق هواه؛ فإن الخاسر يبقى منكسرا صامتا متهربا. الأمر الذي يضاعف من مرارة الهزيمة. وعلى مدى الأسبوعين الأخيرين وأثناء التحضير للتغطية الخاصة ( 25 عاما على حرب الكويت) أجرينا اتصالات مع عسكريين وقادة حزبيين وسياسيين وصحافيين عراقيين؛ لم يتجاوب من بينهم إلا عدد محدود؛ نحييهم على استجابتهم ونعبر عن الشكر والامتنان لمواقفهم الإيجابية، ونأسف لامتناع شخصيات تمثل شهاداتهم؛ إن أدلوا بها؛ كشفا لحرب تبقى مثقلة بالأسرار كثقل آثارها المدمرة إلى اليوم.لسنا بمعرض النقد أو العتب، بيد أن أسباب الصمت تثير المزيد من علامات الاستفهام.مفهوم مثلا لماذا تصمت السفيرة الأمريكية في بغداد حينذاك،أبريل غلاسبي،وترفض لقاء الصحافة التي لاحقتها لسنوات إلى أن انزوت السيدة التي يقول معارفها إنها نزقة وعصبية، ويتهمها دعاة المؤامرة بأنها "أوحت" لصدام حسين باحتلال الكويت؛ في طيات النسيان.لكن من غير المفهوم لماذا يلتزم المعنيون على الجبهة العراقية الصمت! بعضهم وهم قيادات رفيعة؛ تحمس للفكرة ووعد بلقاء مسجل،إلا أنه وقبل أن تفتح الكاميرات عدساتها،رفض متذرعا بأسباب صحية!! البعض الآخر أعلنها صريحة أنه خائف، وآخرون قالوها جهارا إنهم لا يريدون الخوض في قرار "شائك ومعقد" مثير للجدل داخل حزب البعث الذي حكم العراق أربعة عقود انتهت باحتلاله ربيع 2003 كنتيجة نهائية لغزو الكويت، والقرارات الأممية المتلاحقة التي فرضت حصارا على العراق؛ أودى بحياة الملايين وتدمير الدولة والمجتمع. وبعيدا عن تحميل الآخرين ما لا طاقة لهم به؛ نقول إن الصمت يخلق ثغرة سوداء في تاريخ العراق والمنطقة؛ على وقع تنطع الغرباء لكتابة تاريخها وفق سردية ليست محايدة بالضرورة.. عساكر أو ساسة؛ يخافون من بطش النظام الحاكم في العراق الآن. وآخرون يخشون انتقام رفاق الأمس. وفريق ينتظر راتبا تقاعديا من حكومة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي ويؤثرون السلامة قبل الندامة!! قسم ليس بالصغير لا يعترف بالتاريخ ولا بالتأريخ. بمعنى الحدث والكتابة. ورهط ينتظر أيامه الأخيرة في بحر من العذابات والآلام. ومنهم من ينتظر اللجوء في بلدان التحالف الذي احتل العراق ولا يريد أن يشوش على سجله في دوائر الهجرة!وسط كل هؤلاء تتفشى لعنة الكويت التي أتت على الأخضر واليابس وتقضم تاريخ العراق والمنطقة مثل الأرضة، فاتحة الطريق أمام الغربان تنهش بالعرب. إنها " أعراض الكويت" آفة الذاكرة!
ساحة النقاش