<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
الكاوبوي الأمريكي وقطيع الأبقار المعارض!
24 كانون الثاني ,2016 15:50 مساء
عربي برس - علي مخلوف
على ما يبدو فإن الأمريكي سيكون مضطراً لمعاودة مهنته القديمة كراعي للبقر، يمتطي فرسه ويمسك بحبله، ضاغطاً بأسنانه على سيجارة المارلبورو بين شفتيه، ثم ملوحاً بالحيل الذي سيمسك الأبقار به، قطيع هائج بحاجة للصيد ثم للجمع ووضعه في اصطبل واحد، هذا هو حال معارضة متقاتلة ومتشرذمة وهائجة، مما سيجعل العم سام غاضباً حتى إتمام عملية جمع قطيعه المعارض.
علاقة متذبذبة كانت ولا تزال بين الأمريكي وما تُسمى بالمعارضة ، تارةً يؤكد الأمريكي على الدعم المطلق لها، وتارةً يقول بأن المعارضة المعتدلة مجرد وهم، وفي أحيانٍ أخرى يتوعد الأمريكي تلك المعارضة بالحساب إن لم تلتزم بالبرنامج الموضوع لها.
وفي آخر تطورات تلك العلاقة، بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض مسألة تسوية الأزمة السورية ومفاوضات جنيف مع المعارضة، فيما أعلن "سفير" الائتلاف المعارض في باريس منذر ماخوس عن تراجع مخيف في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية، وقال في مقابلة مع "الجزيرة"، إن جون كيري قال خلال اجتماع في دافوس إن الحل في سوريا لن يتم سوى بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية، وإن الولايات المتحدة متفقة مع إيران وروسيا على ذلك، كاشفاً أن كيري أبلغهم إنه عليهم أن يذهبوا إلى جنيف ضمن الشروط المفروضة عليهم، وإلا فسيخسروا دعم حلفائهم!.
لم طرأ هذا التغير على تعاطي الأمريكي مع المعارضة؟ وهل رضخ العم سام فعلاً لمعادلة القوى الدولية والإقليمية الجديدة تجاه روسيا وإيران حتى خرج بهكذا موقف؟ المتابع لسير العلاقة بين الأمريكي والمعارضة، سيجد فيها تراكم الغضب والاستياء لدى واشنطن من تصرفات المعارضة وتعاطيها وممارساتها سياسياً وميدانياً، فهي سياسياً مشرذمة ومتناحرة ولكل منها برنامج يتضارب مع الآخر، وأغلبها لا يمثل أي شيء يُذكر في الشارع السوري، أما ميدانياً فإن تهمة التطرف هي التحدي الأكبر الذي يواجه أمريكا الساعية لتشكيل كيان "معتدل" يمكن الاطمئنان إليه.
كما أن تشتت قرار تلك الـ "المعارضة" وتوزعه إلى عدة عواصم " الرياض، أنقرة، الدوحة" هو أحد الأسباب الرئيسية الأخرى التي تزيد من حالة التضارب، صحيح أن تلك العواصم هي ضمن الحلف الأمريكي، والأصح أنها تابعة لواشنطن أيضاً، لكن لا يمنع ذلك أن تكون لكل عاصمة منها أجندة خاصة بها تريد تحقيقها حتى لو لم تكن واشنطن تفكر بها الآن، لا سيما بعد وجود امتعاض أمريكي من المزاجية الخليجية التي تهدد بعرقلة التسويات، ومن أمثلة لك الحرد بل الجنون السعودي من توقيع إيران على الاتفاق النووي مع الخمسة زائد واحد والذي ترى فيه واشنطن مصلحةً لها فيه، فيما تزعم الرياض أنه تهديد لها!.
بالتالي فإن اعتراف أساطين المعارضة بوجود تغير مخيف في الموقف الأمريكي لم يأت عن عبث، هذا التغير تراه واشنطن ضرورياً لمصلحتها في المعركة الدبلوماسية الباردة التي تخوضها مع روسيا، ناهيكم عن تحول تلك المعارضة إلى عبء سياسي على الدول الداعمة لها غربياً، إذ أنهم يسكنون في عواصم غربية وعربية ويتلقون أموالاً دون نتائج ملموسة، فيما يتعقد ملف اللاجئين السوريين في أوروبا وتكبر مخاوف الإرهاب وعودة المقاتلين الأجانب إلى القارة العجوز، ويستمر الاستنزاف على الأرض السورية بما يهدد بتمدده إلى دول الجوار ومنها إلى باقي الدول.
التغير الأمريكي تجاه المعارضة، ليس اقتناعاً من قبل واشنطن بضرورة خلاص سوريا وإنهاء أزمتها، لكن براغماتية أمريكا تحتم عليها أن تحدد انتهاء صلاحية الأداة التي تستخدمها لتحقيق أهدافها، في حال يم يتم تحقيق تلك الأهداف ضمن الفترة الموضوعة، وهذا ما يحصل الآن.
ساحة النقاش