<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
المساء = حسناء زوان
يكفيها اللي فيها
مايو 27، 2015، العدد: 2692
في مهرجان الفيلم الدولي بمدينة مراكش لسنة 2011 عرض في المسابقة الرسمية فيلم «لا تخافي» لمخرجه الإسباني مونتشو أرمينداريز. يحكي الفيلم قصة طفلة تدعى سيلفيا تتعرض للاغتصاب المتكرر من قبل أبيها .طيلة مدة الفيلم (ساعة ونصف)، الذي يعرض تفاصيل دقيقة عن آلام هاته الصغيرة اليومية ومعاناتها المستمرة مع أبيها البيدوفيلي، لا يصطدم المتفرج بأي كلمة خادشة للحياء أو لقطة عن تلك العلاقة الجنسية الاستغلالية التي كانت تجمع الأب بابنته .
أتذكر الآن هذا الفيلم وأنا أفكر بالتحديد في فيلم نبيل عيوش الجديد، الذي عرضه في أسبوع المخرجين بمهرجان كان السينمائي لهاته السنة.
أنا لم أتشرف بعد بمشاهدة الفيلم، ولا أريد أن أتشرف بمشاهدته إطلاقا. تكفي اللقطات المسربة التي أتيحت لي فرصة مشاهدتها على اليوتوب كما العديد من المغاربة. هذه اللقطات وحدها أصابتني بالتقزز. وربما التقزز أقل ما يمكن أن يشعر به أي مغربي يشاهد تلك الميوعة والوضاعة باسم الفن، طبعا لأن العديد من المخرجين المغاربة صاروا يصفعوننا باستمرار بأفلام رديئة ومنحطة وخادشة للحياء بدعوى الحرية الفنية والواقعية و..و..و..و..و..و..لست أ دري ماذا؟
لا أعرف بالتحديد إن كانت الواقعية بالنسبة لنبيل عيوش هي أن يحشو فيلمه بكل تلك المشاهد الخليعة والفجة والإيحاءات الجنسية واللغة المنحطة التي تمتح قاموسها من عوالم الليل؟ هل يريد أن يقنعنا بأن فيلما عن الدعارة لا يمكن إلا أن يكون داعرا؟ العديد من المخرجين العالميين الكبار تناولوا قضايا شائكة وجريئة واقتحموا مواضيع محرمة، لكن معالجتهم الفنية لا تكون بهذه الفجاجة التي يصر صاحب «لحظة ظلام» أن يصدم المتفرج بها.
طبعا يعتقد نبيل عيوش أن فيلمه هذا واقعي يلامس قضية الدعارة بالمغرب والاستغلال الجنسي البشع الذي تتعرض له بائعات الهوى، لكن هل لا بد أن نصفع المتفرج المغربي بتلك المشاهد الصادمة حتى يعرف ويتأكد بأن الفيلم فعلا عن الدعارة. لو كان الأمر بهذا المنطق لكان فيلم مونتشو أرمينداريز، الذي أشرت إليه في البدء، فيلما بورنوغرافيا. ونفس الشيء بالنسبة إلى أفلام عديدة قارب مخرجوها موضوعات جريئة وحساسة، لكنهم كانوا يتعاملون مع المشاهد بذكاء.
ما أخشاه صراحة هو أن يكرس هذا الفيلم تلك النظرة التحقيرية التي ينظر بها الأجانب، والعرب خصوصا، إلى المرأة المغربية التي عادة ما يختزلونها في مجرد عاهرة، همها الوحيد هو الإيقاع بالرجال في حبائلها، والضجة التي أثيرت مؤخرا في المغرب حول الفيلم حتى قبل أن يعرض سببها هاته النظرة التبخيسية للمرأة المغربية، التي اختزلها فيلم نبيل عيوش في مجرد جسد للغواية لا أقل ولا أكثر. إذ لا يمكن أن يكون كل هؤلاء الناشطون الجمعويون والنقاد والممثلون وكذا العلماء والمواطنون المنتقدون على خطإ، ونبيل عيوش وحده المصيب.
وحسنا فعلت السلطات المغربية حين قررت منع عرض الفيلم في القاعات السينمائية، حتى لا تزيد الصورة التي يحملها العديد من الأجانب والعرب عن المرأة المغربية اتساخا وقبحا. يكفيها اللي فيها.
ساحة النقاش