<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
سياسة الدول الغربية الخارجية في العالم العربي
المساء = يوسف بلال
مايو 26، 2015، العدد: 2691
يوم الأربعاء المنصرم، وفي سابقة من نوعها، نشرت جريدة «الواشنطن بوسط» الأمريكية مقالة مشتركة بين الرئيس التونسي باجي قائد السبسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما، تحت عنوان «الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة تونس في تحقيق الديمقراطية»، يحثان فيها الغرب على دعم الديمقراطية التونسية الفتية.أكيد أن الدعم السياسي والمادي الأمريكي سوف يساعد تونس على إنجاح انتقالها الديمقراطي، لأن دور الفاعلين الخارجيين من أهم محددات هذا الانتقال في مناخ اقتصادي داخلي عصيب لا يسمح بتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وخلق فرص شغل كافية لإدماج الأفواج الشبابية التي تلج سوق الشغل كل سنة. وتونس تحتاج، كذلك، إلى دعم عسكري وأمني يحميها من خطر تنامي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام («داعش») على الأراضي الليبية، وبالخصوص بعد ارتكاب الاعتداء على متحف باردو.
لا أحد يمكن أن ينكر أهمية التجربة الديمقراطية التونسية بالنسبة إلى العالم العربي، فهي نقطة الانطلاقة لاحتجاجات «الربيع العربي»، والدولة الوحيدة التي نجحت في تحقيق تغيير ديمقراطي حقيقي مع الحفاظ على استقرارها. ومن هذا المنظور، دعم تونس لا يهم التونسيين فحسب، بل يهم جميع الشعوب العربية وكل من كان له أمل في تعميم النظام الديمقراطي على المنطقة.
والمفارقة هي أن قياديي الدول الغربية يكررون كلاما حول دعمهم للتحول الديمقراطي في العالم العربي؛ لكن أولوية سياستهم الخارجية هي، في الواقع، الحفاظُ على استقرار الأنظمة السلطوية في المنطقة لأنها تبدو لهم قادرة على محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. وعلى سبيل المثال، فمحاكمة محمد مرسي، أول رئيس منتخب على إثر انتخابات شفافة وديمقراطية في تاريخ مصر، لن تغير شيئا في دعم الدول الغربية لنظام عبد الفتاح السيسي.
ومن الصعب أن نتجاهل أهمية التدخل الأجنبي في صناعة الخريطة السياسية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فالعديد من التوترات والحروب التي تعيشها المنطقة مرتبطة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بدور الدول الغربية فيها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل التدخل الغربي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية مشروع ومستحب؟ من الصعب أن يكون الجواب عن هذا السؤال قطعيا لأنه مرتبط بخصوصية كل حالة؛ لكن، على العموم، كان التدخل الغربي في المنطقة مصدر ضرر ومفاسد أكثر مما هو كان مصدر مصالح. وتحتاج الدول العربية إلى تطوير استقلالها الذاتي لأن جزءا كبيرا من الأزمات والمصائب التي تعيشها شعوبها هي نتيجة دور أوربا ثم الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ أيام الاستعمار. وبالطبع، ليس المقصود هنا هو أن نضع حدا للتعامل والتبادل بين العالم العربي والغرب، وإنما أن تبنى العلاقات بين الطرفين على أسس جديدة عادلة ومنصفة، وتحترم كرامة الشعوب
ساحة النقاش